مر قرار إعادة السيدة «توكل كرمان» إلى اليمن على الطائرة نفسها، التى كانت قد جاءت عليها، مرور الكرام، وكان يجب أن يقال للمصريين شىء عن السبب الذى كانت تلك السيدة قد جاءت من أجله، وكيف أن هذا السبب وحده كان كافياً جداً لأن تعاد فى لحظتها إلى حيث جاءت!
ذلك أن «كرمان» هذه كانت قد خانت مبادئ جائزة نوبل، الحاصلة عليها، عندما قررت أن تطير من صنعاء إلى القاهرة لا لترسخ مبادئ جائزتها ومعانيها على الأرض، وإنما لتناصر جماعة الإخوان فى ممارسة عنفها ضد المصريين المسالمين، ثم فى تحريض الجماعة على العنف طول الوقت!
وحقيقة الأمر أننا جميعاً، فيما يبدو، قد تلقينا أكبر خدعة فى «الست بتاعة نوبل» هذه عندما صدقنا، على مدى سنين مضت، أنها أهل لنوبل فعلاً، وأنها تحترم ما تدعو إليه هذه الجائزة الرفيعة من شيوع السلام والمحبة، والمودة بين الناس جميعاً، واستيقظنا بالتالى على خلية إخوانية نائمة اسمها كرمان، وهى لم تشأ أن تكتفى بأن تكون خلية بغيضة من هذا النوع، وإنما قررت أن تنشط فجأة وأن تمارس نشاطها المفاجئ عندنا نحن هنا فى مصر، وكأن هذا البلد الكبير الآمن قد أصبح مرتعاً لكل موتور، أو موتورة، تريد أو يريد أن يستعرض عضلاته علينا!
ولو كنت مكان السلطات المختصة فى هذا الوطن، لكنت قد احتجزت «كرمان بتاعة نوبلظ» فى المطار، لساعات طويلة، ولكنت قد أخضعتها لـ«س» و«ج»، ثم أمرت بأن يأخذوها «كعب داير» على عدد من مراكز الشرطة، لعلها تأخذ درساً فى أن مصر ليست هفية إلى هذا الحد، وليست ضعيفة إلى هذه الدرجة، وأن من أراد أن يقدم نصائحه لنا، فى هذه الأيام، فليوفرها لنفسه، أو يقدمها لبلده، ثم يبتلع حجراً، وهو يتابع أحوالنا التى هى شأن خاص بنا، ويسكت!
كرمان بتاعة نوبل لم تشأ أن تكتفى من هناك، ومن حيث تقيم، بتحريض الإخوان على ممارسة العنف ضد المصريين المسالمين، وإنما امتلكت تلك السيدة من البجاحة ومن عدم الحياء ما جعلها تتصور أنها يمكن أن تأتى لتسويق بضاعتها البائرة على أرضنا، ثم نتفرج نحن عليها، وهى تنتهك سيادة بلد، كان عليها، منذ البداية، أن تعلم جيداً أن له سيادته التى يتعين عليها احترامها كاملاً!
الغريب أنها، فى غفلة من الزمن، حصلت، مع آخرين، أو أخريات، على نوبل فى «السلام»، ثم إذا بها، عند لحظة الجد، تقف مع الذين يمارسون «العنف» ويحرضون عليه.. فيالها من مفارقة مدهشة، ويا لها من امرأة لا تعرف الخجل!
أخبار متعلقة :