على بلاطة.. وبالأصالة عن نفسى.. وبالنيابة عن أصحابى وزملائى ومعارفى وجيرانى وبقية أهلى.. أعلن من جديد تفويضى الكامل للقيادتين السياسية والعسكرية.. لكى تخلصانا من فئة المجرمين تجار الدين.. الخونة الذين يتخذون من الدين وسيلة للرزق والتكسب.. الذين يحتلون رابعة وما حولها.. يحولونها لسلخانة لتعذيب وسحل وسلخ ليس المخالفين فقط.. بل عابرى السبيل يخطفونهم من عرض الطريق.. أعلن تأييدى وتفويضى دون قيد أو شرط.. وقد تقاعس بعض الزملاء فجأة.. بحجة أن الدم حرام.. وهل حلال ما يفعلونه فى رابعة.. وهل حلال إطلاق الرصاص العشوائى على أهلنا فى حلوان والمنيل والإسكندرية والمحلة والمنصورة وبورسعيد.. هل حلال غلق الكبارى بالطوب والحجارة.. ثم تأتى سعادتك تحدثنى عن الدم الحلال والدم الحرام والدم النص نص..!! وسبحان الله يا أخى.. عينك لا ترى الدم إلا فى صفوفهم.. لا ترى دم أشقائك الجنود فى سيناء والعريش يتعرضون يومياً لقذف بالأسلحة الثقيلة واغتيال فى الطرق والميادين.. عينك لا ترى دم أهلك وجيرانك وقد وضعوا لهم القنابل والمفخخات وأطلقوا الخرطوش والرصاص الحى عشوائياً فى شبرا وأسيوط وبنى سويف والسويس والفيوم.
المسألة واضحة وضوح الشمس.. والحرب ضد الإرهاب ليست لعبة.. أو مباراة تتفرج عليها وتشجع اللعبة الحلوة والسلوك المنضبط.. فإذا ما سالت الدماء.. اعترضت وامتعضت وأخرجت الكارت الأحمر! وقد سبق أن فوضت سعادتك مع الملايين التى خرجت السيسى تطلب منه القضاء على الإرهاب.. فلا مجال للتراجع إذن.. لا وقت للتردد.. ولا مكان للأيدى المرتعشة.. دافع عن اختيارك بشجاعة.. توقف عن الميوعة الفكرية.. اطلب من السيسى استكمال ما بدأ والحساب بعد ذلك.. اطلب منهم عدم التلاعب والتردد.. عليهم بالحسم والردع وتحقيق المطلوب.. ثم نتحاسب على حسن أو سوء الأداء فى آخر المعارك.
ولماذا كان التفويض إذن.. وخروج 33 مليون مواطن.. لو تعاملنا معه بتردد.. كما الخواجة هاملت.. نقدم رجلاً ونؤخر الأخرى.. وداخل مسجد القائد إبراهيم 200 إخوانجى يمارسون كل أنواع البلطجة.. ويحتجزون الشرفاء يمارسون معهم أحط أنواع التعذيب.. دون أن تتحرك الشرطة أو تقوم بواجبها.. لماذا؟! لأن هناك من بين صفوفنا من يتحدث عن مراجعة المواقف ويترحم على الشهداء.. ويمارس النقد الذاتى علنا وعلى رؤوس الأشهاد.. وهو ما كان يهدف إليه الإخوان بالضبط.. شق الصف.. وتراجع مثقفينا فى ساعة الصفر.. وأن نترك الساحة الإعلامية للإخوان يخاطبون العالم تليفزيونياً.. عبر قناة الجزيرة ووكالة الأناضول.. بينما التليفزيون عندنا يمارس الخرس الشرعى.. يتفرغ للتحليل ونقد الذات والخناقات عبر برامج التوك شو.. مع أن قضيتنا واضحة هى خلع مرسى والقضاء على جماعة الإخوان.. الذين استطاعوا بالإسلام التليفزيونى وقناة الجزيرة تفبرك الصورة وتستعير صور القتلى من معارك سوريا وليبيا.. - استطاعوا تصوير المسألة على أنها جهاد فى سبيل الله..!! إن الحلال بَينّ.. والحرم بَينّ.. ولا يمكن ولا يصح ولا يجوز أن تقوم علاقات الود والسلام والمصالحة بين القاتل والقتيل.. بين الجانى والمجنى عليه.. بين الإخوان ومجموع الشعب المصرى.. وقد أطلق الإخوانى الرصاص عشوائياً على عموم الناس.. ويبشرنا باستيراد عناصر القاعدة والجهاد لتدعيم صفوفهم فى رابعة.. ويشن حرباً حقيقية فى سيناء بالصواريخ والمدافع.. ويختطف ويأسر ويعذب أفراداً من بيننا.. فلا يصح إذن الحديث عن المصالحة الوطنية فى هذا التوقيت بالذات.. الحساب والعقاب أولاً!.
والتفويض واضح للجيش من الشعب.. بأن يتخذ ما يراه مناسباً للقضاء على التطرف الدينى الذى يحتل الميادين ويعرقل المسيرة ويعطل المشوار. فى ألمانيا وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وسقوط هتلر.. تمت محاكمة العناصر الفاعلة والنشيطة من الشعب الألمانى المنتمين للحزب النازى.. وتم عزل ما يقرب من خمسين فى المائة من أفراد الشعب كانوا أعضاء بالحزب.. لم يسمح لهم بالمشاركة فى الحياة العامة طوال حياتهم.. ومن حسن الحظ لم يخرج عليهم ألمانى طيب وابن حلال يطلب المصالحة بين النازيين وأفراد الشعب.. وعفا الله عما سلف ومعلهشى والنبى.. المسامح كريم والصلح خير.. ويا بخت من قدر وعفى. إن الإخوان الذين انقلبوا على الشرعية.. أعداؤنا ليوم الدين.. ومن الواجب والأصول وصحيح الدين أن يتم عزلهم تماماً.. فلا يتولوا الوظائف العامة.. ولا يمارسوا شغل السياسة طوال حياتهم. إن الملايين التى خرجت فى جمعة التفويض يطالبون بوضوح بالقضاء على الإرهاب.. وأنت لست فى حاجة لتفويض جديد.. ولا تنس أن التباطؤ والتردد يعطى لمعسكر الإرهاب المبررات للمزايدة باسم الشرعية.. احترس من فضلك.. «الثورة ترجع إلى الخلف»!!.