لا تُصالح.. الذين خانوا العهد، وخالفوا الوعد، وانتهكوا العِرض، وباعوا الأرض، الذين زرعوا الفتن، وقطعوا الطرق، ونشروا الفوضى والدمار، الذين هددوا بالعنف، وتوعدوا بالإبادة، فاعتدوا، وضربوا، وسحلوا، وقتلوا الأبرياء العُزّل.
الذين ينفذون خطة تنظيم إرهابى عالمى فى سيناء والعريش وغيرهما، وينتشرون فى الميادين والمحافظات الساكنة الآمنة حاملين السلاح مُصدرين النساء والأطفال فى الصفوف الأولى- ضحايا بالأجر- حاشدين أنصارهم من البسطاء والجوعى، مسلوبى الفكر والإرادة مستخدمين إياهم كأداة صماء للتخريب والهدم فى الأرواح والممتلكات والمنشآت، داعين للاستشهاد فى سبيل نصرة الجماعة، معتبرين كل معارض لهم إما كافراً أو عميلاً ودمه حلال، مرددين هتافات تهين الشعب والشرطة والجيش، وتصفهم بالبلطجة، وتتهمهم بالتصفية، موجهين خطابهم للدول الغربية الصديقة وغير الصديقة، طالبين الود والدعم والوصاية الدولية كذريعة للتدخل فى شؤوننا على حساب أهالينا وشهدائنا.. لا تصالح على الدم.. حتى بدم!/ لا تصالح ولو قِيل رأسُ برأس/ أقلب الغريب كقلبِ أخيك؟/ أعيناه عينا أخيك؟
وهل تتساوى يد سيفها كان لَكْ/ بيد سيفها أثكلك؟ / كيف تنظر فى يد من صافحوك/ فلا تبصر الدم فى كف؟
لا تصالح.. الذين غلبوا المصالح الشخصية على المصلحة العليا للوطن، وقننوا أوضاعهم وفقاً لمكتب إرشادهم، وتمشياً مع أهوائهم وأطماعهم فى الثروة والسلطة والنفوذ، الذين أفلسوا البورصة، وأوقفوا الصناعة، وأهلكوا الزراعة، وأفشلوا السياحة، وأغلقوا الاستثمارات، وأفسدوا التربية والتعليم والصحة والطاقة، وسرقوا، ونهبوا، واقتسموا الغنائم الفاشيين الديكتاتوريين الجهال، فاقدى البصيرة، عديمى الخبرة، منزوعى الضمير، الذين ابتلعوا الماء والأخضر واليابس.
لا تصالح.. إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة/ النجوم لميقاتها والطيور لأصواتها والرمال لذراتها/ والقتيل لطفلته الناظرة/ كل شىء تحطم فى لحظة عابرة/ الصبا.. بهجة الأهل.. همهمة القلب حين يرى/ برعماً فى الحديقة يذوى.. الصلاة لكى ينزل المطر الموسمى/ كل شىء تحكم فى نزوة فاجرة
لا تصالح.. المعادين للسلمية، المنحازين للسامية، المتورطين فى التخابر لصالح دول أجنبية، الراكعين لإسرائيل وقطر وتركيا، الباحثين لحركة حماس عن رعاية إقليمية، بعدما خسرت الدعم الإيرانى.
الحازمين العازمين على الاحتلال الإخوانى فى ثوب خلافة العائدين من أفغانستان، المنشقين عن الحق، المنغمسين فى الباطل الانتهازيين المتسلقين المتاجرين بالدنيا والدين
الذين يطلقون على الثورة الشعبية انقلاباً
ويسمون الحرب الأهلية حراكاً، ويقلبون الاعتصام حصاراً، ويحلمون بعودة المعزول شكلاً وموضوعاً.. رئيساً.
لا تصالح.. ولو قيل إن التصالح حيلة.. إنه الثأر/ تبهت شعلته فى الضلوع/ إذا ما توالت عليها الفصول/ ثم تبقى يد العار مرسومة بأصابعها الخمس فوق الجباه الذليلة
لا تصالح.. الذين لم يَسبّوا المعارضة إلا عندما نافستهم
ولم يُنكلوا بالإعلام إلا عندما كشفهم
ولم يتنكّروا للسلفيين إلا عندما خالفوهم
ولم ينقلبوا على الجيش إلا عندما انحاز للشعب ضدهم
هؤلاء هم الانقلابيون بحق الذين يرفعون شعار
«نحن نحمل التعذيب لمصر»
برعاية سداسية الشر العظمى: (عاكف – بديع – البلتاجى – حجازى – الشاطر – العريان) هؤلاء الذين يحبون طعم الثّريد وامتطاء العبيد
هؤلاء الذين تدَّلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح ولا مصالحة، ولا خروج آمنا دون ملاحقة
لهؤلاء المغضوب عليهم والضالين
فالأيدى الممدودة بالسلام لا تعانق الأيدى الملطخة بالدماء، ولن ينتهى الأمر بالتعانق وتبادل القبلات الأخوية الباردة، لا بد من محاسبة الرؤوس المحرضة والمدبرة للعنف الدموى، فثورة الثلاثين لم تكن ضد الإخوان ومندوبهم فى الرياسة ومرشدهم الآمر الناهى بالقصاص، وإنما كانت رفضاً لكهنوت متشدد بكل إخوانه وسلفييه وجهادييه المتطرفين، لكل الرؤوس والأتباع والذيول. لا للمصالحة، ونعم للمصارحة وكشف النوايا وفضح الصفقات والاطلاع على نتائج التحقيقات فى كافة الجرائم والمذابح التى وقعت من 25 يناير 2011 حتى الآن والتأكد من سلامة واستقامة الإجراءات.
فالشعب المصرى يريد عهداً جديداً نزيهاً خالصاً لوجه الله، يعرف من خلاله حقائق أوضاعه وما يتعلق بحجم الدين العام الداخلى والخارجى والمخاطر المترتبة عليه والسبل الكفيلة لوقف الاستدانة والتصدى لشروط البنك الدولى والحصيلة الإجمالية للضرائب والشرائح الاجتماعية التى تتحمل أعباءها وعدد المصانع المتوقفة عن الإنتاج، والمقترحات لإعادة تشغيلها، وحالة القطاع الزراعى وحجم الاعتداءات التى وقعت عليه وحجم الأموال المنهوبة والمهربة للخارج والإجراءات التى اتخذت لاستردادها، وتكلفة المرحلة الانتقالية وما بعدها من سنة كبيسة دفعنا أثمانها من مالنا وأعصابنا واستقرارنا.. المصارحة خير من المصالحة وهذا شرع الله.
أخبار متعلقة :