قبل يونيو 2013 كان «إدوارد سنودن» أحد رجال جهاز الاستخبارات الأمريكية «CIA»، يعيش في جزيرة هاواي التي وصفها بـ«الجنة» متقاضيًا أجرًا خياليًا، وفي يديه سلطة إسقاط أصغر موظف في بلاده وحتى رئيس الولايات المتحدة ذاتها.
شغل صاحب الـ34 عامًا قبل ذلك التاريخ مناصب عدة تدرج فيها، من مهندس نظم إلى مدير لها، ثم مستشارًا أعلى لـ«CIA»، وخبير حلول ومسؤول نظم معلومات الاتصالات السلكية واللاسلكية، وأخيرًا انضم لشركة «بوز ألين هاملتون» كمستشار لـ«CIA» في هاواي.
يحل شهر يونيو 2013 وفيه ضاق «سنودن» بالمهام والسلطات التي يمارسها رغم الحياة الرغيدة التي يعيشها، ليفاجئ الجميع بتسريبه معلومات سرية عن برنامج التجسس على الإنترنت، الخاصة بوكالة الاستخبارات الأمريكية، إلى صحيفتي «واشنطن بوست» و«جارديان».
وعلى الفور حزّم حقائبه ورحل عن هاواي متوجهًا إلى هونج كونج في الصين، محملًا بـ4 أجهزة لاب توب تحمل أسرار الـ«CIA» حسب المذكور بموقع «المجموعة 73 مؤرخين».
لم يخش «سنودن» من ملاحقة السلطات الأمريكية له رغم تأكده من قدرتهم على الوصول إليه، ليظهر في حوار منشور على موقع «يوتيوب» في مقر إقامته بهونج كونج، خلاله أوضح أن هدف برنامج الـ«CIA» ينصب على جمع المعلومات الدقيقة من البلاد الأخرى، واستهداف اتصالات كل شخص، على أن يقوم العاملون بالجهاز على «فلترتها».
وعن طريقة جمع الاتصالات روى أنهم كانوا ينجحون في ذلك بتغطية شبكات الاستشعار المختلفة، موضحًا أن أي مستشار داخل الجهاز بإمكانه استهداف أي شخص في أي وقت أينما كان، ثم تحدث عن مهامه قائلًا: «كان لديّ قدرة على استهداف أي شخص بدءً بك، محاسبك الشخصي، مرورًا بالقاضي الفيدرالي، وانتهاءً بالرئيس نفسه إذا كان لديه بريد شخصي».
بجانب التجسس على الاتصالات اطلع على معلومات أخرى هامة داخل الجهاز حصرها في قوائم كل العاملين في الـ«CIA»، وأجهزة الاستخبارات الأخرى بأكملها، وكل العملاء السريين، ومكان كل محطة تابعة للجهاز.
توجه «سنودن» إلى الصين دفع الأمريكيين إلى الشك في تجسسه لصالح جهاز استخباراتها باعتبارها عدوة للولايات المتحدة، إلا أنه حصر الأمر في خلاف بين الحكومتين فقط دون كره الشعبين لبعضهما البعض، ليبرر إقامته هناك بأن «الإنترنت في هونج كونج لا يتم فلترته وحكومتها مستقلة في التعامل مع نظيراتها في الدول الغربية».
ما أقدم عليه كان الهدف منه تغيير السياسات التي تُدار بها الولايات المتحدة، معربًا عن تخوفه من أمر واحد يتمثل في عدم حدوث تغيير رغم ما فعله وحاول أن يوضحه.
توجه «سنودن» بعدها إلى موسكو، وأمضى وقته في مطارها بالمنطقة المخصصة لـ«الترانزيت»، لتعلن السلطات الروسية منحه حق اللجوء لمدة عام واحد، وفي أغسطس 2014 سمحت له بالبقاء 3 سنوات أخرى من حقه فيها أن يتجول داخل أراضيها.
في أعقاب ما كشف عنه وصفه أعضاء الكونجرس بـ«الخائن»، باعتبار أن ما فعله بلغ أعلى درجة من الخيانة، مطالبين بمعاقبته وإصدار أقصى وأشد الأحكام التي يجيزها القانون ضده، كما وصفته وسائل الإعلام العالمية بـ«الجاسوس الأشهر» و«المطلوب رقم واحد».
في سبتمبر 2016 ظهر في مقطع فيديو يتضمن نصائح للأفراد لتجنب التجسس على أسرارهم، منها «وضع شريط لاصق على كاميرا اللاب توب أو الحاسب الآلي، وعدم استخدام كلمة سر واحدة لدخول حسابات مختلف المواقع، وتحميل برامج التشفير لمنع التجسس على الاتصال».
رغم ما سبق أشار «سنودن» إلى أن هذه الوسائل تجدي مع أي جهة إلا الاستخبارات الأمريكية، وللتغلب على الـ«CIA» قال: «الشيء الوحيد الذي يمكنك القيام به هو العمل السياسي» دون أن يوضح المقصود.
في نفس الشهر استقبلت دور العرض السينمائي في روسيا فيلم «سنودن» الذي يتحدث عن تفاصيل حياة رجل الـ«CIA» الهارب، وقتها حضر العرض الخاص «دميتري بيسكوف» السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وجسد شخصية «سنودن» الممثل الأمريكي «جوزيف جوردون ليفيت»، وأعلن المخرج وقتها أن رجل الـ«CIA» الهارب أعجبه العمل الفني حسب المذكور بـ«سبوتنيك».
البرنامج الذي سربه «سنودن» اسمه «بريسم» ويهدف إلى «جمع ومعالجة بيانات الغير أمريكيين التي تمر من خلال السيرفرات الأمريكية»، وحسب المنشور بـ«المجموعة 73 مؤرخين» من ضمن الشركات المنضمة للبرنامج «مايكروسوفت» و«ياهو» و «AOL» و«فيسبوك» و«جوجل» و«أبل» و«يوتيوب» و«سكايب».
المصدر:المصري لايت
أخبار متعلقة :