في 21 نوفمبر 1834، ولدت «هيتي غرين»، السيّدة التى عُرفت فيما بعد بـ«الأبخل» على مستوى العالم، و«ساحرة وول ستريت»، بمدينة «نيو بدفورد»، البريطانية، ومثلما كانت الأجواء في البلدة باردة في أغلب الأحيان، كعادة المُدن الشمالية، كانت «غرين» هكذا، طفلة لا تُفكر إلا في الحسابات والأموال، حسب القصة التى وردت في موقعي «biography»، و«investopedia».
عندما بلغت «غرين» سنتين من عمرها اضطرت لأن تنتقل لمنزل جدها للعيش معهُ، نظرًا لمرض والدتها، وعندما كبرت قليلاً، وبلغت السادسة من العُمر، كانت تقوم بقراءة الوثائق المالية لجدها، ضعيف البصر، وفي الثالثة عشرة، تولت حسابات الأسرة البريطانية الثرية، كما أقدمت على التقدم إلى مدرسة «بوسطن» آنذاك.
وبعدما توفي والدها، صاحب الثروة الكبيرة، في عام 1864، تمكنت «غرين» من أن ترث منهُ 8 ملايين دولار، وهو ما جعلها تستثمره في سندات الحرب الأهلية، آنذاك، ثُم توفيت عمتها، التى كانت تمتلك ثروة بلغت 2 مليون دولار، فيما أوصت بأن تذهب تلك الثروة إلى الأعمال الخيرية.
لم تترُك «غرين» أموال عمتها تذهب أدراج الرياح، ورفعت دعوى قضائية لتُشكك في صحة الوصية، وبالفعل استطاعت بعدها أن تسترد الأموال، واعتبرت المحكمة أنّ وصية العمة مزورة، فبالتأكيد لن يترك شخص ثري ثروته لتذهب بعيدًا عن أهله وأقاربه.
لم يؤخر حُب تكوين الثروات «غرين» عن حُلم الزواج، ففي عام 1867 تزوجت من تاجر حرير، يُدعى «إدوارد»، وأنجبت منه طفلين، ولكنها في الحقيقة، أجبرته على التنازل عن حقه في الميراث، إذا توفيت، حتى لا يجني ثروتها التى جمعتها في سنوات عمرها.
تروي الكثير من الحكايات عن مدى «بخل» السيدة البريطانية، ويقال إنها لم تكن تغسل يديها، وكانت تعيش على تناول فطيرة تكلفتها «سِنتان» فقط، وفي رواية يقال إنها أمضت نصف الليل تبحث عن طابع فقدته بقيمة «سِنتين»، كما كانت لا تغسل إلا الأماكن المتسخة من ثيابها لتوفير المياه ومبلغ الصابون.
وكانت «غرين» تنفذ جميع أعمالها التجارية الخاصة، في أحد مكاتب بنك «سيبورد» الوطني في نيويورك، وسط مجموعة كبيرة من الأمتعة والحقائب المليئة بالوثائق الخاصة بها، وذلك حتى لا تضطر لدفع إيجار مكتب خاص، وذلك بجانب سفرها آلاف الأميال وحدها، لتحصيل دين من بضع مئات الدولارات، في عصر كانت النساء لا يسافرن إلا بمرافق.
وعندما تعرض طفلها «نيد» لكسر في ساقه، حاولت «غرين» علاجه في عيادة مجانية للفقراء، ويقول البعض إنها كانت تعالج جروحه بنفسها حتى اضطر الأطباء لبتر ساقه بسبب إصابته بـ «الغرغرينا».
وفي سنة 1916، توفيت هيتي غرين، عن عمر ناهز الـ80 عامًا، في مدينة «نيويورك»، بعد أن عاشت أغلب سنوات عمرها في «هوبوكين»، بولاية «نيوجيرسي»، في مساكن للبُسطاء.
وبعد وفاتها، دخلت «غرين» موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية، تحت شعار «أبخل شخصية في العالم»، بسبب عاداتها وثروتها التي بلغت 100 و200 مليون دولار، أي ما يُعادل 4 مليارات دولار في سنة 2010.