قال عز الدين فهمي، سفير مصر لدى الجزائر، إنه تابع ردود الفعل الغاضبة للشعب الجزائري على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الحلقة الأخيرة للإعلامي يوسف الحسيني، التي تحدث فيها عن ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسة رابعة، مضيفًا أن «الإعلامي المصري له ثقله وبرنامجه هادف ولكن كان عليه أن يربأ بنفسه أن يتعرض للشأن الداخلي الجزائري».
أضاف في تصريح لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر، أن الدولة الجزائرية تنأى بنفسها دوما عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولذا وجب علينا أن نعاملها بالمثل ونترك للشعب الجزائري حرية اختيار رئيسه، مشيرا إلى أن الرئيس الجزائري له ثقله في الداخل والخارج وهو رمز كبير لا ينبغي التعرض له، كما أنه قد تعافى تماما وأصبح قادرا على إدارة شؤون بلاده وقرار ترشحه جاء إدراكا منه بالرغبة الجامحة للكثير من الجزائريين في ترشحه.
وأشار السفير المصري إلى أن الرئيس «بوتفليقة» استطاع أن يخرج ببلاده من النفق المظلم الذي عاشته في التسعينيات، كما أنه حقق طفرة ملموسة في الاقتصاد الجزائري ويحافظ أيضا على ميزانية الدولة، يضاف إلى ما سبق أنه يتحامل على نفسه الكثير لإدراكه التحديات التي تتعرض لها الجزائر مما يدفعه إلى تلبية مطالب الشعب في تولي رئاسة هذه الدولة الهامة والمحورية في منطقة تعصف بها التحديات من كل جانب.
وأعاد السفير عز الدين فهمي إلى الأذهان الظروف الصعبة التي مرت بها الدولتان في عام 2009، وقال إن جانبا منها كان سببه التدخل الإعلامي في هذا الشأن، وقد بدأنا للتو في إزالة آثار هذه الأزمة، معربا عن أمله في ألا تتكرر مرة أخرى.
وتابع: «لدينا في مصر الكثير من الأمور والمشكلات الخاصة بالشأن الداخلي، وكما نطالب الآخرين بعدم التدخل في شؤوننا يجب علينا أن نبدأ بأنفسنا، فللرئيس حرية الترشح وللشعب الجزائري حرية الاختيار»، مشيدا بالدعم الذي حصل عليه منذ توليه مهام منصبه في الجزائر قبل 3 سنوات من قبل الرئيس بوتفليقة والمسؤولين الجزائريين.
وأشار السفير إلى أن الجزائر من أوائل الدول التي دعمت مصر ودعمت ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وخير دليل على ذلك الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصرى نبيل فهمي إلى الجزائر في شهر يناير الماضي والتي لاقى خلالها كل ترحيب ودعم من الجانب الجزائري.
واختتم السفير حديثه بالإشارة إلى أن هذا التصريح هو مبادرة شخصية منه تأتي انطلاقا من إدراكه حجم المسؤولية، وإلمامه بحقيقة الوضع الراهن على الأرض مع تشديده، في الوقت نفسه، على تقديره التام والمطلق واحترامه لحرية الإعلام وحق التعبير ولكن دون المساس بالرموز.
كان الإعلامي يوسف الحسيني قد تطرق قبل يومين في برنامجه إلى موضوع ترشح «بوتفليقة» لفترة رئاسة رابعة، وقال إنه «لم يتعلم الدرس من الرؤساء العرب السابقين وأن حالته الصحية لا تسمح له حتى بقراءة الجرائد لأن أي خبر سيء تحمله قد يؤدي إلى تدهور صحته ونقله إلى مستشفيات فرنسا أو ألمانيا».
أخبار متعلقة :