بقلم : خالد حسين
قال لي انني اليوم أحاول صنع اجمل ثوب لأهديه لمصر أم الدنيا ، وسأغزل لها شال من اجود انواع القماش لتزين رأسها به ، فتلك مهنتي التي افخر بها امام الجميع ، نعم انا خياط ، ترزي وان اردت تجميلها قل مصمم ازياء ، أيا كان المسمي فلن يمنعني احد عن هديتي لها ، ولن اتكاسل عن خدمتها بكل الطرق والوسائل ، ساظل معها في السر والعلن ، حبي لها ترجمته بافعال في الميدان ، فقدت انتهيت توا من توقيع استمارة الانضمام الي جمعية السواقي لتنمية المجتمع والبيئة ، وكذلك حركة المشاركة الشعبية ، وسأنضم لأي كيان هدفه خدمتها ، ألا تعلم اني كل ليلة اناجي وطني ،أخبره انني كل مساء أجد مليون سبب وسبب يجعلني أعشقه من جديد ، وسأظل افعل كل ليلة ما حييت ، لن يصيبني الملل من عشقك يا وطني
نظر الي قائلا أعذرني يا صديقي فثمة اشياء جميلة تروقني عند القيام بها ، مغازلة وطني تجعلني طائر في فضاء وملكوت اخر ، ولا تلومني لأني لا أجيد شيئا الان سوي عشق مصر ، لا تشغل بالك فسأصبح بخير عما قريب ،
كلما احدثه عن طبيعة عمله في الخياطة والازياء اجده يهرب مني بأي حجة أو سبب ، ويتحدث عن شتاء جديد يبعثر الزكريات ويحمل برد فسعادة الشتاء هي المطر بما يجلبه من ماء يسعد الاخرين ، قال لي انه كان يخاطب الخريف قبل مجيئي اليه طالبا منه ان يرحل لأنه لم يعد يطيق حزنه العميق واشباح الشجن التي تخنقه ، راجيا أن يسرع يناير في الحضور بامطاره ليغسل الاوجاع ويأتي بشئ جديد من غيابه يطمئن القلوب
ولا اخفيكم سرا تركت عم حسن يتحدث ويتكلم ونسيت أن أدون كلماته ، فقد انساني دفئ حديثه وطن مازال غائب ، همس في اذني قائلا لا تخشي فلن ابكي الان أو ازرف دمعا فالبكاء في غير موضعه ضعف انهيار ، والفرحة في غير مكانها هزيان ، حدثني عن العائدون من ميادين الحرية ورائحتهم الذكية التي تجذبه اليهم ، وروايح الشهداء التي يستنشقها في كل بقعة من اركان مصر ،
ادهشني ببعض العبارات حين خاطبني قائلا املئ الكون بحلمك ، فكل شئ جميل كان في الاصل مجرد حلم ، أكمل حلمك للنهاية ، أجعله حقيقة ، عيش الواقع بحلاوته ومرارته ، ولا تتعجل عودة الوطن لأن وجع الغياب أجمل كثيرا من برودة اللقاء ، أجعل الحزن اغنية ترقص عليها رقصة الحياة ، اصنع من جمعيتك الاهلية وحركتك الشعبية أملا لكل مظلوم في مستقبل مشرق ، دع السواقي تدور لتأتي بالخير ، والمشاركة تؤتي ثمارها الجميلة ، اترك لنفسك بصمة جميلة يتذكرك بها الاخرون كما احاول ان افعل انا .
أخبار متعلقة :