«الأوليجاركية» أو «الأوليغارشية» مصطلح لطالما تردد على مسامع المتابعين خلال الأيام الماضي، بالتزامن مع الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022، مما دفع الدول الغربية إلى فرض عقوبات على موسكو، استهدفت مؤسسات مالية والطبقة الثرية في البلاد.
الأوليجاركية هي شكل من أشكال نظام الحكم الذي تتركز فيه السلطة على عدد قليل من الأشخاص أو العائلات.
ويعود بداية استخدام المصطلح للفيلسوف اليوناني أرسطو الذي استخدم مصطلح الأوليجاركية، على عكس الأرستقراطية، التي كانت مصطلحًا آخر لوصف حكم قلة مميزة.
عند أرسطو، فإن الأرستقراطية تعني حكم أفضل أعضاء المجتمع، بينما تميزت الأوليجاركية بحكم القلة لأغراض فاسدة وغير عادلة، وعبر التاريخ، غالبًا ما كانت الأوليجاركية مستبدة، تعتمد على الطاعة العامة أو القمع في الوجود.
وطور عالم الاجتماع الإيطالي «روبرت ميشيلز» نظرية مفادها أن الأنظمة الحاكمة حتى الديمقراطية منها، تميل لا محالة إلى حكم الأقلية، وهو ما عرفت بنظرية «القانون الحديدي للأوليجاركية».
وتوصف عدد من الدول بأن نظامها أوليجاركي، مثل الصين، فرغم أن الصين جمهورية شعبية، إلا أن نخبة حاكمة في البلاد أعضاء الحزب الشيوعي الصيني، سيطروا على الحكم منذ الثورة الشيوعية في 1949، وكذلك أولئك الذين وصلوا إلى الثروة والسلطة منذ انفتاح الصين على السوق العالمية في الثمانينيات (غالبًا من نسل الثوار الأوائل)، ساعد هذا النظام الأثرياء والأقوياء في الحفاظ على سيطرتهم، مع توفير قدر ضئيل نسبيًا من القوة أو الحرية لمعظم المواطنين.
دولة أخرى يوجد توصف بأنها أوليجاركية، لكنها أوليجاركية دينية وهى دولة إيران، حيث يشكل رجال الدين الشيعة، العمود الفقري للنظام الإيراني.
منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في ديسمبر 1991، تم خصخصة الاقتصاد الروسي، وخلق شركات متعددة الجنسيات مملوكة للقطاع الخاص في روسيا، بما في ذلك منتجي النفط والغاز الطبيعي والمعادن.
ومعظم هؤلاء الأثرياء على علاقة قوية بأعلى مستويات اتخاذ القرار في روسيا كالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونمى كثير من الأوليجارك الروس ثروتهم عبر الاستثمار خارج البلاد، أمثال الميلياردير الروسي رومان أبراموفيتش المالك لنادي تشيلسي الإنجليزي، وإيجور سيتشين رئيس مجموعة روسنفت النفطية الروسية.
«ننضم إلى حلفائنا الأوروبيين للعثور على يخوتهم وشققهم الفاخرة وطائراتهم الخاصة والاستيلاء عليها، نحن قادمون لملاحقة مكاسبكم السيئة»، كلمات خرجت قالها الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب حالة الاتحاد متوعدًا روسيا.
وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، شنت الدول الغربية المتمثلة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة من العقوبات استهدفت النخبة الحاكمة الثرية في روسيا.
وتعرض عدد من المليارديرات الروس إلى عقوبات من الاتحاد الأوروبي، فجمدت الأصول التي يمكلونها.
أحدى قصص العقوبات ضد الأوليجارك يمثلها رجل الأعمال الروسي المعروف رومان أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي اللندني عزمه بيع ناديه الإنجليزي.
وأوضح أبراموفيتش أنه لن «يطالب من النادي دفع أي ديون مستحقة» مشيرا إلى أن صفقة البيع سيتم التبرع بها لضحايا الحرب في أوكرانيا، ودائمًا ما يتهم أبراموفيتش بأنه على علاقة وطيدة بالرئيس الروسي لكنه يرفض تلك الاتهامات.
يذكر أن أبراموفيتش البالغ من العمر 55 عاما، اشترى نادي تشيلسي لكرة القدم في عام 2003 مقابل 140 مليون جنيه إسترليني (حوالي 233 مليون دولار في ذلك الوقت) من المالك السابق الإنجليزي كين بيتس.
كما أعلنت الحكومة الفرنسية الخميس مصادرة يخت تابع لشركة مرتبطة بإيجور سيتشين، رئيس مجموعة روسنفت النفطية الروسية، في حوض لبناء السفن في لا سيوتا في جنوب فرنسا.
وصادرت السلطات الألمانية سفينة بقيمة 600 مليون دولار يملكها قطب المعادن الروسي عليشر عثمانوف مدير عام شركة غازبروم، وفقا لشبكة بي بي سي.
كما أعلن الاتحاد الأوروبي تجميد الملياردير الروسي أليشر عثمانوف، الذي تربطه علاقات تجارية بنادي إيفرتون.
ميخائيل فريدمان، مؤسس بنك ألفا، أكبر بنك خاص في روسيا، عوقب من قبل الاتحاد الأوروبي في وقت متأخر من الاثنين الماضي، وقال فريدمان إنه سيطعن في التصنيف وأنه ليس مرتبطًا سياسيًا أو ماليًا الرئيس بوتين.
قال فريدمان في مؤتمر صحفي من مكتب شركته الخاصة في لندن: «يبدو لي أننا قمنا بالكثير من الأشياء الجيدة، استثمرنا في الشركات، وخلقنا الكثير من الوظائف». متبعاً «سوف نقاضي لحماية سمعتنا.»
أخبار متعلقة :