شبكة عيون الإخبارية

«ليه يا أشرف قتلت وعد كنت سبتها ليا».. والد الطفلة ضحية تعذيب زوج الأم يسأل: بنتى فين؟ ( وصور)

ترقد على سرير متهالك في شقة من حجرة وحيدة مثل «علبة كبريت» مكتظة بوالديها وأولاد أشقائها، تناجى ابنتها الوحيدة «وعد» التي ذاقت ألوانًا من العذاب على يد زوج الأم حتى انتهت حياتها تحت وطأة الركلات ولسع السجائر بأنحاء جسدها.

كأنها لم تتورط في تلك الزيجة المشؤومة: «غصب عنّى معرفتش احميكي يا وعد».. تقولها وصوتها عاليًا يزلزل القلوب ويقطع بأن هناك مأساة ذاقتها هذه السيدة هي الأخرى، وقبل أنّ تسألها: «هو ضربك إنتىٍ كمان؟!»، مسترسلة: «كنّا محبوسين إحنا الاتنين.. أنا في أوضة وهي أوضة».

والدة «وعد»، فقدت ابنتها الوحيدة، فمصابها جلل، ولا يشفى غليلها سوى: «اشوف جوزى بيموت متعذب زى بنتى».

والدة «وعد» تتحدث لـ«المصري اليوم»

«1»

هناك بالقرب من مساكن العشش عند كوبري الخشب بالدقى بالجيزة، كانت تجلس «أميرة» أمام فرشة خضراوات ومناديل تبيع للناس لتصرف على ابنتها «وعد»، صاحبة الـ4 سنوات.

خرجت «أميرة» للعمل بعد طلاقها من والد «وعد»، وكان في «الرايحة والجاية» يلاحظها شاب ثلاثينى من عمال الكارتة يُدعى «أشرف شوشة»، طلب يدها للزواج.
كل المنطقة تهاب «شوشة»، هكذا يناديه النّاس، ومن التي تستطيع رفضه؟!.. حدثت «أميرة» نفسها، وقالت: «ضل راجل ولا ضل حيطة».

«2»

التاريخ الإجرامي لـ«شوشة»، وحكاياته التي يعرفها «القاصي والداني» مع «ضرب فلان وسبّ علان»، لم تجعل «أميرة» ترفض الزيجة، رغم سماعها بمأساة تعذيبه لزوجته السابقة.

من المأذون لشقة متواضعة في المنطقة الشعبية، كان زفاف «أميرة» على «شوشة»، وسكنهما بشقة «لو نطقت جدرانها»، لحكت فصول التعذيب اليومى على مدار 3 أشهر.

«3»

إهانات متكررة، وضرب مُبرح، رأتها «أميرة» أُجبرت على تحملها خشية من الزوج الذي وصل حد العنف عنده لأن «ضرب أخويا بالمطواة، علشان اشتكيت له».
وهكذا لم تجد السيدة العشرينية حمايةً كفاية، لإنقاذها من الجبروت.

ومع كل صباح، كانت تذهب إلى أمها بائعة المناديل، وتسألها أموالًا: «عاوزة أجيب أكل يا أمي لوعد».

تستجيب لها، وهي تسأل محتارةً: «طيب ما تنزلي تشتغلي يا بنتي!»، تخبرها الابنة: «يا أمي جوزي مش عاوزينى انزل الشارع».

تعجبت الأم، وكانت تسأل في سخرية: «يعني هو اخدك منين، ما هو إنتي كنتي بتبيعي في الشارع، يديك فلوس ومصاريف، ولا رحمة ولا أخلاق».

«4»

حياة «أميرة» مضت ما بين عذاب وضرب وإهانة، وندرة فلوس.

حتى جاء يوم لم تمحه ذاكرتها أبدًا طوال حياتها التي تعيشها روحًا بلا جسد، قرر الزوج حبسها وابنتها «وعد» كلاّ منهما في حجرة منفصلة، يضرب فيهما بـ«منشار» تارة وبسلك تارة أخرى، ويسلع الصغيرة بأعقاب الجسد ويطفئها بها.

سلخانة التعذيب، هذه تضمنت مع كل أصناف الضرب المنع عن الطعام والشراب لأيام ثلاث، حتى كانت الصغيرة «الملاك البرئ» تنادى أمها: «إلحقنى يا أمي»، لترد عليها: «مش عارفة يا وعد»، لتخبرها الطفلة: «يا ماما عملت حمام على نفسي».

«5»

قرر «أشرف» أخيرًا، فتح باب الشقة كى ينزل بالصغيرة إلى الشارع لا لأن يطلق سراحها مع أمها التي ظنت هكذا.

عاد «أشرف» مرة ثانيةٍ حاملًا جسد «وعد» وعلى وجهها ابتسامة أظهرت ملامحها البريئة، كأنها ارتاحت من العذاب.

لوهلة عرفت الأم أن ابنتها ماتت، لكنّها نزلت بالطفلة لمستشفى مجاور متشبسة بأمل: «عينها مفتوحة آهيه».

كان زوجها يمسك بها من شعرها ويجرها، ليمنعها من التوجه للمستشفى، ورغمًا عنه تركها بعد تدخل الأهالي.

«6»

من على باب المستشفى، أخبرها الأطباء: «البنت ميتة روحي ادفينها»، لتصرخ: «قتلتها يا أشرف.. قتلتها.. كنت تسيبها ليّ.. دي بنتى الوحيدة».

بعودتها للمنزل، كان الزوج يقف متفرجًا على الموقف ويدخن سجائره غير مكترث لما حدث، والأم ملتعة: «مش هسيبك والحكومة هتقبض عليك».

الجيران أخذوا يسردون أنّ الأم استغاثت بهم من العذاب، لكنهم لم يتسطيعوا إنقاذها، والأم لم تستطع الاتصال بأهلها «كان مانع إني يكون معايا تليفون».

الطفلة وعد - صورة أرشيفية

«7»

مثل المتهم جريمته وسط حراسات أمنيّة مشدّدة، وجددت جهات التحقيق فترة الحبس الاحتياطي له 15 يومًا على ذمة اتهامه بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

«8»

عادت الأم ثانيةً لبيتها أهلها دون ابنتها «وعد»، جلست على سريرها تناجيها، تندب حظها «ويارتنى ما اتجوزتش».

والد «وعد»، حضر يسأل«هي فين بنتى؟!».

المصرى اليوم

أخبار متعلقة :