شبكة عيون الإخبارية

«مَشتَى» حفيد محمد على الكبير.. قصر الأمير يوسف كمال شاهد على الفن الإسلامى بالصعيد

يعد قصر الأمير يوسف كمال بنجع حمادى بمحافظة قنا من الملامح والشواهد الرئيسية على الفن الإسلامى بالصعيد، لما يحويه من معالم وملامح وتصميمات هندسية ترجع لقصور الأمراء من أسرة محمد على، حيث تم افتتاح القصر بعد تطويره فى شهر سبتمبر ٢٠١٩.

قصر الأمير يوسف كمال بنجع حمادى بمحافظة قنا

يقول الأثرى محمود مدنى، مدير عام الشؤون الأثرية بنجع حمادى، إن القصر يقع فى الضفة الغربية لنهر النيل بمدينة نجع حمادى، وأنشأه الأمير يوسف كمال ابن الأمير أحمد كمال ابن الأمير أحمد رفعت ابن إبراهيم باشا ابن محمد على الكبير، فى نهاية القرن التاسع عشر الميلادى ليكون مشتى له، حيث كان يعيش بين جنباته بعض شهور الشتاء.

قصر الأمير يوسف كمال بنجع حمادى بمحافظة قنا

وأضاف: «يعكس القصر الذوق العام السائد فى تصميمات القصور الملكية وقصور الأمراء من أسرة محمد على، إذ يزخر هذا القصر بالتحف الفنية ذات الطابع الاسلامى، والتى تعتبر من آيات الفن الإسلامى فى صعيد ، وشيد من الطوب الآجر والمنجور واستخدم المعمار فى لحامات المداميك، مونة مكونة من الحمرة والجير، كما استخدم الخشب بأنواعه فى بعض الأسقف والقضبان الحديدية والإسمنت فى البعض الآخر، كما اتخذت واجهات مبنى السلاملك ومبنى الحرملك شكل أشرطة لونية متعاقبة من اللونين الأحمر والأسود فى هيئة زخرفية جميلة تعرف بـ(زخرفة المشهر) أو (الأبلق)، كما استخدم فيه العديد من المواد الخام مثل الرخام والجص والبلاطات الخزفية والفسيفساء الرخامية والمعادن والزجاج الملون والمعشق والرصاص».

قصر الأمير يوسف كمال بنجع حمادى بمحافظة قنا

وأوضح «مدنى» أن مكونات القصر تضم عدة وحدات معمارية منفصلة، منها مبنى السلاملك، ومبنى الحرملك، وقاعة الطعام، ومنزل التابع الخاص (أحمد سعد)، والمطبخ، والإسطبل، ودائرة الأمير يوسف كمال (الدائرة اليوسيفية)، ونافورة، وسبيل رخامى يشرب منة الآدميون، وضريح الشيخ عمران، وتتخلل تلك الوحدات المعمارية مجموعة من أندر أشجار الزينة والزهور.

وأشار مدير عام الشؤون الأثرية بنجع حمادى إلى أن مبنى السلاملك يتكون من طابقين وبدروم يعلوهما سطح، وتتقدم المبنى كتلة مدخل بارزة، تليها سقيفة خارجية تصل منها إلى مدخل المبنى ثم قاعة رئيسية، بصدرها سلم صاعد إلى الطابق الثانى والسطح، وهابط للبدروم، ويتصل بالردهة من الناحية الجنوبية قاعة كبيرة عبر حجاب خشبى، ومن الناحية الشمالية ممر دخول يؤدى إلى قاعتين كبيرتين ومنافع الطابق الأول التى تضم حمامًّا ودورة مياه، أما الطابق الثانى للمبنى، فيشتمل على حجرة للخدم بها دورة مياه ذات حمام، كما يضم القصر مبنى الحرملك ويقع فى الناحية الشمالية من مبانى القصر، والمبنى يتكون من طابقين متشابهين فى التصميم وسطح وبدروم وطابق مسحور وبئر سلم وحمام ودورة مياه ومطبخ، والطابق الثانى له نفس تكوين الطابق الأول، ويربط بين الطابقين سلم خشبى ومصعد كهربائى لوالدة الأمير يوسف كمال.

وذكر «مدنى» أن القصر يضم مبنى لقاعة الطعام، موضحا أن هناك ضريحا للشيخ عمران يقع غرب مبنى الحرملك، ويتكون من الضريح وقاعة الدرس والمئذنة، أما الضريح فهو بناء مربع الشكل من الخارج ومثمن من الداخل تعلوه قبة ذات قطاع نصف مستدير مثبت بها من أعلى «سارى معدنى» يعلوه هلال، وللضريح مدخلان: الغربى وهو الرئيسى، والشرقى يفتح على داخل القصر.. أما قاعة الدرس فتقع جنوب الضريح، وهى عبارة عن بناء مربع يقوم على أعمدة تحمل عقودا بشكل حدوة الفرس والتى تحمل فوقها سقفا خشبيا مكونا من ألواح وبراطيم خشبية خالية من الزخارف، ويُتوجها من أعلى شرفات هرمية الشكل، وهناك المئذنة التى تقع بين الضريح وقاعة الدرس وهى مصمتة، ويبدو أنها لم تكن تستخدم للآذان حتى لا يرى من يصعد إليها مَن بداخل القصر.. وهى مكونة من طابقين، مسقط كل منهما مربع الشكل، وبكل منهما دخلات مستطيلة تتخللهما دخلات معقودة بعقدة حدوة فرس. وأضاف مدير عام الشؤون الأثرية بنجع حمادى أن القصر قد تم ترميم الجزء الجنوبى منه، ويشمل مبنى السلاملك وقاعة الطعام ومبنى التفتيش ومبنى الاستراحة الذى كان يشغله المواطن نعيم لبيب، وكذا حجرة الأرشيف والمطبخ والأسوار والفسقية والحديقة فى عام 2019، مطالبا بضرورة ترميم الجزء الشمالى المتبقى من مبانى القصر ويشمل مبنى الحرملك وضريح الشيخ عمران وإسطبل الأمير يوسف كمال.

وطالب بضرورة الاهتمام بعمل مرسى سياحى، وتطوير كورنيش النيل أمام القصر، حتى تكتمل المنظومة الأثرية والسياحية.

المصرى اليوم

أخبار متعلقة :