اشترك لتصلك أهم الأخبار
فى الذكرى 119، تكتشف معكم «المصرى اليوم» مستقبل المتحف المصرى فى التحرير، بعد خروج المومياوات الملكية منه، خلال العام الجارى، لتستقر فى المتحف القومى للحضارة، وبدأ العد التنازلى لخروج باقى كنوز الملك الشاب توت عنخ آمون، وتكشف عن مقتنيات حلت فى قاعة المومياوات الملكية، ومَن الفرعون الذى سوف يجلس على عرش الملك توت عنخ آمون فى المتحف المصرى بالتحرير؟
يمر الكثير من المصريين إلى جوار ذلك الصرح العظيم ولا يعلمون سوى أنه مجرد متحف للمقتنيات الأثرية، بينما فى واقع الحال هو مؤسسة متكاملة.
يعد المتحف المصرى بالتحرير أقدم متحف أثرى فى الشرق الأوسط، ويضم أكبر مجموعة من الآثار المصرية القديمة فى العالم، ويعرض مجموعة كبيرة من الآثار، تمتد من فترة ما قبل الأسرات إلى العصرين اليونانى والرومانى، وتم اختيار المهندس المعمارى للمبنى، من خلال مسابقة دولية عام 1895، وكانت الأولى من نوعها، وفاز بها المهندس الفرنسى مارسيل دورغنون، وافتتح الخديو عباس حلمى الثانى المتحف عام 1902، وأصبح معلمًا تاريخيًا لمدينة القاهرة، ومكانًا لأروع قطع الآثار التى أنتجتها الحضارة المصرية القديمة، ومن بين مجموعات المتحف، التى لا مثيل لها، المجموعة الجنائزية ليويا وتويا، وبسوسينيس الأول وكنوز تانيس، ولوحة نارمر، التى تخلد توحيد مصر العليا والسفلى تحت ملك واحد، وهى من بين القطع الأثرية التى لا تُقدر بثمن فى المتحف.
ويضم المتحف تماثيل رائعة للملوك العظماء، خوفو وخفرع ومنكاورع، بناة الأهرامات، إلى جانب مجموعة كبيرة من البرديات والتوابيت والحلى، التى تكمل المجموعة المميزة لتلك المؤسسة العريقة.
وقالت صباح عبدالرازق، مدير عام المتحف المصرى بالتحرير، لـ«المصرى اليوم»: «المتحف المصرى يضم آلاف القطع الأثرية والقطع المهمة من كنوز الملك الشاب توت عنخ آمون، فى إشارة إلى قناع الملك وكرسى العرش، وسوف تظل فى مكانها، حتى تنتقل إلى المتحف المصرى الكبير».
وأضافت «عبدالرازق» أن خروج مقتنيات الملك توت عنخ آمون لا يعنى أن المتحف سوف يخلو من كنز قادر على جذب الزائرين للمتحف المصرى، فالواقع أن المتحف سوف يعرض كنوز الملك تانيس، المعروف إعلاميًا بالفرعون الفضى، وهى مقتنيات ذات قيمة فنية وأثرية فريدة، وأوضح أن جانبا كبيرا من مقتنيات الفرعون الفضى من الذهب، بينما تم إطلاق اسم الفرعون الفضى عليه، لأن تابوت الملك مصنوع من الفضة، وكانت الفضة من المعادن النادرة فى مصر القديمة.
وتابعت مدير عام المتحف المصرى أن خروج المومياوات الملكية إلى المتحف القومى للحضارة منح فرصة للمتحف لعرض كنوز فى مخزن المتحف المصرى، موضحة أنه مع التفكير فى عرض المومياوات الملكية بالمتحف القومى للحضارة، كان هناك تخطيط لبدائل لعرضها، حتى يستمر شغف الزائرين الأجانب والمصريين بذلك الصرح العظيم؛ خاصة أن الحضارة المصرية قدمت أهم منتج حضارى على مدار التاريخ الإنسانى، فى إشارة إلى عرض جانب من التوابيت والأثاث الجنائزى من خبيئة الدير البحرى، والأثاث الجنائزى لكهنة آمون.
وأكدت «عبدالرازق» أن مشاركة بعض القطع الأثرية فى المعارض الخارجية، وفق معايير وإجراءات قانونية تحددها الدولة، تداعب الزائر وتدفعه لزيارة المتحف المصرى، عند زيارته مصر.
ولفتت إلى أن المتحف مؤسسة ثقافية تعليمية ولا يقف عند عرض المقتنيات الأثرية، لكنه وجهة لطلاب كليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية وطلاب العمارة؛ فالمبنى تحفة معمارية، وتوجد به مدرسة لتعليم الأطفال الفنون، يتولى التعليم فيها مجموعة من طلاب ودارسى الفنون لتنمية الحس الفنى لديهم، ولدينا ورش عمل لتعليم الحرف التراثية؛ خاصة ما يتعلق بالحرف اليدوية والجلود، وهى موجهة للمرأة المعيلة، بهدف مساعدتها على تحقيق دخل، وهو دور مجتمعى مهم لمؤسسة المتحف المصرى. وأكدت أن الفترة المقبلة سوف تشهد انتشارا أكثر فى العالم الافتراضى، بشأن تحديث المعلومات على الموقع الإلكترونى ومنصات التواصل الاجتماعى، وإضافة اللغة العربية كواجهة أخرى للموقع الإلكترونى.
وحسمت مدير عام المتحف إجابة السؤال الصعب عن مستقبل المتحف المصرى بالتحرير بقولها: «سيظل المتحف جاذبا للزوار بما لديه ولدى الحضارة المصرية من مقتنيات فريدة».
وقال معتز صدقى، نائب رئيس لجنة السياحة بغرفة التجارة الأمريكية: «المتحف المصرى هو خزينة الآثار المصرية التى تخرج منها مختلف القطع الأثرية لتغذى المتاحف المصرية»، مشيرًا إلى أنه مرتبط بأبرز ميادين القاهرة وأحد أهم معالمها، وله فلسفته فى العرض المتحفى، إضافة إلى أن مبنى المتحف تحفة معمارية وأثرية فى حد ذاتها. وأضاف «صدقى» لـ«المصرى اليوم» أن المتحف المصرى بالتحرير يجذب الشرائح الغنية من السائحين، (السائح الأمريكى، وشرائح من السياحة الإنجليزية واليابانية)، وهؤلاء يعشقون الحضارة المصرية، لافتا إلى أن وجود المتحف الكبير لن يؤثر على المتحف المصرى بالتحرير، مشيرا إلى أن تنمية حجم الحركة الوافدة إلى المتحف تأتى من خلال خلق محتوى إلكترونى يمكنه خلق مزيد من الشغف لدى السائح المرتقب، وهذا المحتوى يتم تسويقه على منصات كبرى، بمقابل مادى، لافتا إلى أن ذلك هو الدور المنوط بهيئة تنشيط السياحة، لأن الشركات تتولى التسويق بشكل مختلف.