شبكة عيون الإخبارية

بعد 44 عامًا من استشهاده.. أسرار تُكشف للمرة الأولى عن سعد الدين الشاذلي

أكثر من 44 عامًا مرت على ملحمة من أكبر الملاحم الحربية في التاريخ الحديث، إنها حرب أكتوبر التي أعادت إلى أرضها وهيبتها أمام المُحتل الإسرائيلي.
لقد عاصر تلك المعارك أبطال كتبوا أسماءهم بحروف من نور في التاريخ، ومن بين هؤلاء الفريق سعد الدين الشاذلي، والذي كان يشغل رئيس أركان القوات المُسلحة في تلك الفترة.

قائد القوات الخاصة


بدأت بطولة الفريق سعد الدين الشاذلي مبكرًا، حيث بحرفية نادرة أن يقطع أراضي سيناء كاملة من الشرق إلى الشط الغربي لقناة السويس حوالي 200 كم في عملية انسحاب عالية الدقة، باعتبار أن الشاذلي كان يسير في أرض يسيطر العدو تماماُ عليها، ومن دون أي دعم جوي، وبالحدود الدنيا من المؤن، إلى أن وصل الضفة الغربية للقناة.
وقد نجح في العودة بقواته ومعداته إلى الجيش المصري سالما، وتفادى النيران الإسرائيلية، وتكبد خسائر بنسبة 10% إلى 20%. وكان بذلك آخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء قبل أن تتم عملية نسف الجسور المقامة بين ضفتي القناة.
بعد عودة الشاذلي إلى غرب القناة، اكتسب سمعة كبيرة في صفوف الجيش المصري، فتم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات في الفترة (1967 – 1969)، وقد كانت أول وآخر مرة في التاريخ المصري يتم فيها الجمع بين القوات الثلاث.

 

 

بين الجنود


الساعة الواحدة ظهرًا من يوم الثامن من شهر أكتوبر عام 1973، رئيس أركان حرب أكتوبر الفريق سعد الدين الشاذلي إلى الضفة الشرقية للقناة على جبهة القتال.
كانت تلك الزيارة هي الأولى التي يُجريها قائد من غرفة عمليات الجيش إلى ميدان المعركة، وقتها أحس الشاذلي بأنه جهوده التي بذلها في سنوات ما قبل الحرب كُللت بالنجاح.
كتب الشاذلي عن هذه الزيارة في مذكراته عن حرب أكتوبر قائلًا: «عند زيارتي للجبهة شاهدت الضباط والجنود وهم في قمة السعادة ويتمتعون بروح معنوية عالية كان الكثيرون منهم يهتفون عند رؤيتي… التوجيه رقم 41 كان ممتاز وكان خير دليل لنا».
اعتاد «الشاذلي» منذ توليه رئاسة أركان حرب القوات المسلحة في 16 مايو من عام 1971، على كتابة توجيهات لجنود الجيش المصري على هيئة «كُتيب» صغير يُوزع على الجنود ويوضح طريقة أداء الجنود للقتال على الجبهة وطريقة التعامل مع أي ظروف طارئة حتى في أوقات التدريب.
وكان التوجيه رقم 41 هو الخاص بعبور قناة السويس، حيث شرح الشاذلي لجنوده كيف سيتعاملون بعد عبورهم خط بارليف والسيطرة على الضفة الشرقية من قناة السويس، وكان لهذا التوجيه الفضل في الانتشار الجيد للقوات المسلحة المصرية على طول قناة السويس وبعمق 15 كم داخل سيناء بشكل منتظم.

المآذن العالية


بالرغم من أن خُطة حرب أكتوبر تحدث عنها الجميع، إلا أن كثيرًا منا لا يعرف «المآذن العالية» والتي وضعها «الشاذلي» لاقتحام قناة السويس وعبور خط بارليف المنيع.
وتقوم فكرة هذه الخطة من خلال اتاحة الفرصة للقيام بعملية محدودة لعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واحتلال من 10 إلى 12 كيلومتراً شرق القناة وهو أقصى نطاق لقوات الدفاع الجوي المصري، والتحول بعد ذلك لأخذ مواقع دفاعية.
وكانت فلسفة هذه الخطة تقوم على أن لإسرائيل نقطتي ضعف هما عدم قدرتها على تحمل الخسائر البشرية نظرًا لقلة عدد أفرادها، بالإضافة لعدم تقبلها إطالة مدة الحرب فهي في كل الحروب التي سبقت حرب أكتوبر كانت تعتمد على الحروب الخاطفة التي تنتهي خلال أربعة أسابيع أو ستة أسابيع على الأكثر، لأنها خلال هذه الفترة تقوم بتعبئة 18% من الشعب الإسرائيلي وهذه نسبة عالية.
الشاذلي والسادات
في يوم 10 أكتوبر وبعد أن حققت القوات المصرية نصراً كبيراً وعبرت القناة أرسلت القيادة العسكرية السورية مندوبًا للقيادة الموحدة للجبهتين التي كان يقودها المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية تطلب منه زيادة الضغط على القوات الإسرائيلية على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان، فطلب الرئيس أنور السادات من أحمد إسماعيل تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على سوريا.
لكن الشاذلي عارض الفكرة بشدة بسبب أن أي تطوير خارج نطاق الـ 12 كيلو التي تقف القوات المصرية فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي، وأي تقدم خارج المظلة معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي، مازالت القوات الجوية الإسرائيلية قوية وتشكل تهديد خطير لأية قوات برية تتحرك في العراء دون غطاء جوي، وأغلق الموضوع.

 

 

المصدر : مباشر 24

أخبار متعلقة :