شبكة عيون الإخبارية

بعد عام ونصف.. سر استهداف «داعش» للطائرة المصرية القادمة من باريس

منذ اللحظة الأولى بدت ترجيحات العمل الإرهابى فى حادثة تحطم طائرة للطيران القادمة من مطار شارل ديجول بباريس فى مايو 2016 قوية للغاية، حتى ولو استماتت فرنسا وسلطات التحقيق فيها منذ ذلك التاريخ، فى محاولات إيجاد سبب آخر للحادثة غير إدانة ضعفها الأمنى الكبير الذى تسبب فى اختراق أحد أهم منافذ الدخول والخروج إليها ومنها.
على هذا النحو، فجزم وزير الطيران شريف فتحى مؤخرًا بالعثور على آثار متفجرات فى حطام الطائرة، إنما هو إقرار حاسم لترجيح منطقى.
باريس لا تزال تفترض انفجار بطارية تليفون محمول آو تبلت كسبب للحادثة يمكن أن يغطى على تقصيرها الرهيب فى درة مطاراتها.
والحادثة عمومًا، كانت ولا تزال نموذجًا لذلك النهج الداعشى لتوسيع ضرباته المباغتة خارج حدود دولته الإسلامية المزعومة فى العراق وسوريا، جرى ذلك أيضًا فى عملية إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء نهاية أكتوبر 2015.
أضف إلى ذلك تزامن سقوط الإيرباص فى البحر المتوسط، مع تهديدات عدة متتالية من جانب جماعة البغدادى فى ذلك الوقت باستهداف دول بعينها وعلى رأسها مصر وفرنسا، ما قوى من فرضية استهدافها بعمل إرهابى ادى لمقتل ركابها الـ66 جميعم.
بل إن السلطات الرسمية بباريس، وتحديدًا مخابراتها الداخلية، تحدثت قبل 9 أيام فقط من سقوط الطائرة بنبرة تحذيرية جادة عن احتمالية وقوع عمل إرهابى ضخم وغير تقليدى، على أراضيها أو ضد مصالح ذات صلة وثيقة بها، ناهيك بتعدد الإصدارات المتوعدة لمصر خلال تلك الفترة من قبل الدواعش.
وقصة الإرهاب الداعشى المتمدد فوق بقاع عدة من الأرض شرقً وغربًا، وربما أيضًا فى السماء، تعود جذورها لنحو عامين ماضيين على الأقل.
ففيى الذكرى الأولى لتأسيس تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش، يونيو  2015، كانت إشارة البدء للتمدد خارج إطار العراق وسوريا على نحو مؤثر.. المتحدث باسم التنظيم آنذاك، أبو محمد العدنانى، بشر العالم ساعتها، بغزوات عدة غير متوقعة، ومن ثم افتتح الفصيل الإرهابى الموتور عرض الدماء المفزع، والذى امتد صداه من مصر وتونس وليبيا والكويت واليمن إلى فرنسا وبلجيكا وتركيا ولندن وشيكاغو وبرشلونة وغيرها، فضلًا عن وعيد متكرر إلى الآن بضرب عواصم كبرى، وفى مقدمتها برلين ولندن وروما وواشنطن.
المثير أنه ورغم انهيار التنظيم فى معاقله بسوريا والعراق وليبيا، فإن العشوائية المفزعة لضرباته الإرهابية سواء فى المنطقة العربية أو فى القارة الأوروبية العجوز، إنما تستند وللعجب، إلى استراتيجية منظمة، لا يمكن أن تنعكس واقعًا حيًا على الأرض، إلا على يد كيان لا يزال لديه كوادر تفهم أهدافه على نحو لافت من ناحية، ومن ناحية أخرى لديها آليات خلق القدرات المالية والعسكرية والفنية على الأقل لمحاولة تطبيقها.
هكذا تتصاعد موجات الدهس والطعن واستهداف محطات المترو والهجوم العشوائى على مرتادى المطاعم والمحال التجارية على يد دواعش الذئاب المنفردة، وبنفس آلية العشوائية غير المتوقعة كان اختراق مجال الطيران، فكانت مؤلمة كإسقاط الطائرة المصرية القادمة من مطار شارل ديجول.
ولم يكن التنظيم الوحشى ليتمدد على الأقل منذ فترة خارج حدود العراق وسوريا، إلا فى محاولة للانتقام بعد هزيمة جنوده وضياع المواقع والمدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرته هناك، والتى بدأت فى التحرر من قبضته واحدة تلو الأخرى، جراء الضربات الموجة من قبل الجيش العراقى المدعوم بفيالق وميليشيات الحشد الشعبى ومن عدد من الجنود والقاذفات الجوية الأمريكية وتحالفها الدولى فى بلاد دجلة والفرات، وكذا هجمات نظام بشار الأسد الذى يحظى بغطاء جوى روسى حاسم فى الفضاء السورى المشتعل.
سفراء الدواعش حول العالم، هم فقط حربته البتارة حاليًا، وللأسف أرضًا وجوًا.
 
 
المصدر : اليوم الجديد

أخبار متعلقة :