لم يعرفه الكثير، فربما ارتداءه دائمًا لنظارات سوداء أخفى هويته عن الجميع، وذلك بحكم طبيعة عمله كحارس شخصي للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
ولكن ما أخفته النظارة السوداء كشفته جلسة تصوير مثيرة لضابط القوات المسلحة السابق، النقيب أحمد مجدي، والذي عمل لفترة طويلة كحارس شخصي للرئيس السيسي، ورافقه في العديد من زياراته.
ونرصد في التقرير التالي القصة الكاملة لنقيب القوات الخاصة وتحوله من حارس شخصي إلى موديل:
بداية العسكرية
في البداية قال النقيب أحمد مجدي، الشهير بـ«زنجرلي»، مسترجعًا شريط الذكريات، إنه التحق بالكلية الحربية عام 2006، ثم «الصاعقة» عام 2010، ومنتخب مصر العسكري لـ«رماية المُسدس» بعد حصوله على المركز الأول على مستوى القوات المسلحة لمدة عام حقق فيها العديد من البطولات.
حرس الرئيس
تحدث «زنجرلي» في تصريحات صحفية عن انضمامه للحرس الجمهوري قائلًا: «نظرًا لتمتعي بقوى بدنية جيدة، تم ترشيحي للعمل في الحرس الجمهوري في عام ٢٠١٠».
وتابع النقيب أحمد مجدي: «في ٣٠ يونيو ٢٠١٢، رشحت لأكون حارسًا خاصًا لرئيس الجمهورية حينئذ للمعزول محمد مرسي، طوال السنة التي حكم فيها مصر. وبعد عزله بسبب ثورة 30 يونيو 2013، عدت إلى العمل في صفوف الحرس الجمهوري».
واستطرد البطل المصري: «في عام 2015، رشحت مرة أخرى للعمل حارسًا خاصًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان هذا الترشيح وسامًا على صدري أعتز به، فأنا طوال مسيرتي المهنية وحتى الآن، أحرص على أن أكون على استعداد لأي عمل يتم تكليفي به».
إصابة قاتلة
وفي نفس التصريحات، قال النقيب أحمد مجدي:«أثناء فترة العمل، يشاء القدر الذي لا يغيره شئ إلا إرادة الله أن أتعرض للإصابة في التدريبات التي كنت متعودًا على تأديتها في الصباح، للحفاظ على المستوى المتميز في العمل».
وأكمل:«بعد هذه الفترة لم أعد قادرًا على المشي، أو ممارسة حياتي العملية بصورة طبيعية، وتطلب هذا الأمر عملية جراحية في القدم لاستعادة القدرة على المشي مرة أخرى.. ولكن لا يفل الحديد إلا الحديد».
وتابع: «بعد فترة لم أعد بكامل لياقتي التي يتطلبها مني عملي، ولم أعد ذلك الجسد القوي القادر على تحمل متطلبات المجهود العنيف الذي يكون دائمًا مصاحبًا لعملي.. لم أحزن.. وابتسمت للقدر بصدر رحب، وعرفت أن إرادة الله أقوى من أي شئ، وتحدثت إلى نفسي لتهدأ».
واستطرد:«بناءً على رغبتي أُحلت على المعاش؛ لأنني لم أعد أستطيع تحمل ابتعادي عن طموحاتي التي لا حدود لها، كما أن القوانين العسكرية تمنعنا من ممارسة عملي كحارس خاص لرئيس الجمهورية، وأنا لست بكامل لياقتي البدنية».
الحياة المدنية
وأكمل البطل المصري: «بالفعل تركت الخدمة العسكرية مع الاحتفاظ برتبتي، وكل ما وفره لي هذا الكيان العظيم القوات المسلحة المصرية.. وفي هذه اللحظة وجدت كل قادتي من أعلى المستويات يتحولون إلى أباء لإقناعي أن أظل معهم، حتى لو تركت العمل الميداني إلى أعمال مكتبية، ولكن الصراع الذي بداخلي الذي كان يدفع بي دائمًا إلى الأمام.. هي روح ذلك الوحش الذي يسكن بداخلي، والذي لا يكل ولا يمل من التدريب ليظل شامخًا أمام نفسه، وأمام كل من حوله وجنوده، لم يعد له وجود في هذا الكيان.. وفي يوم ١٥ /٣ /٢٠١٦، كان موعد خروجي للحياة المدنية».
وعن هذه الفترة يقول النقيب «أحمد»:«لم تكن الحياة المدنية غريبة عني، فأنا شخص تعودت أن أكون إنسانًا آخر خارج حدود وظيفتي، ولم أكن أصطنع تلك الشخصية الصارمة في عملي أمام الناس، فكلنا يعلم أن واجبنا تجاه الوطن لا يغير ما بداخلنا أمام الناس، فقد تعودت أن أكون متواضعًا مهما علا شأني، وكنت محبًا للناس داخل وخارج حدود العمل».
بطولة دولية
وقال أيضًا:«رشحني مدربي وصديقي وأخي الذي طالما كان يدفعني إلى الأمام، للاشتراك في إحدى البطولات الدولية، وأقنعني بالقدرة على الفوز رغم قلة خبرتي في بطولات كمال الأجسام، وكان التحدي بداخلي أكبر من مجرد بطولة، ولكن لإثبات أنني مازلت قادرًا على العطاء، وأن ذلك الوحش الذي بداخلي لا يزال حي يرزق».
وأضاف النقيب أحمد مجدي في تصريحاته الصحفية: «زادت عدد ساعات تدريبي يومًا بعد يوم، وكان قرار دخول هذه البطولة قبل موعدها بشهرين ونصف الشهر، ويعلم كثير من أبطال هذه الرياضة، أن هذا الوقت غير كاف لمبتدئ مثلي لتجهيز نفسه للمشاركة في بطولة دولية مثل هذه Dubai muscle show».
وتابع: «وصل بي التدريب إلى ثلاث مرات يوميا مع نظام غذائي معقد، وتحت إشراف مدربي الذي كان لا يكل ولا يمل من متابعتي.. واقترب وقت البطولة وازداد الضغط النفسي، وكالعادة نحن العسكريين اعتدنا على هذا المجهود والضغط فلم يزدني هذا الأمر غير إصرارا على الفوز».
وتابع:«حققت المركز الرابع على مستوى البطولة، وانتابني هذا الشعور الذي طالما كان يقودني للاستمرار للأمام، وهو النصر على كل عقبة تقف أمامي.. وانتهت مراسم البطولة، وبعد ذلك اتجهت لمحلات الملابس كعادتي للبحث عن كل ما هو أنيق يليق بي، وأشبعت رغباتي من الأكل الذي حرمت منه لمدة شهرين ونصف الشهر قبل البطولة».
طريق الشهرة
وقال النقيب أحمد مجدي: «عند عودتي للقاهرة.. تلقيت العديد من الرسائل من شركات الميديا للتصوير معهم.. فوافقت على أول طلب لي من ليو جيم في منطقة التجمع الخامس، خاصة أن القائمين عليها كثيرًا ما وقفوا بجانبي طوال فترات تدريبي ووفروا لي الوقت للتدريب حتى ساعات متأخرة من اليوم، وانهيت معهم تصوير الفوتوسيشن تحت إشراف فريق عمل محترف».
واستطرد: «بدأت تتحول إلى الأنظار من مصورين كثيرين، ومن مخرجين على ثقة بمقدرتي في المشاركة في تصوير أحد المشاهد في أفلام ومسلسلات، ولكنني رفضت لما فرضته على الحياة العسكرية واحترامنا لمكانة وظيفتنا ومع أني تركت تلك الحياة العسكرية، ولكن لا تزال القيم والمبادئ تسكن في داخلي والتزم بها».
فوتو سيشن مثيرة
واستكمل: «عرض علي جلسة تصوير فوتوسيشن آخر من مصورة محترفة صغيرة وجدت بداخلها ذلك الطموح الذي طالما كان الدافع لي للنجاح، وأعجبتني أفكارها التي عرضتها علي هي وفريق عملها، واقترحت أن تكون هذه الصور عن شئ يفصح عن حياتي الشخصية التي اعتقد كثيرون أنها حياة معقدة تمتلئ بالغموض؛ بسبب مكانة وظيفتي الحساسة، ولكن يجب أنني ومثلي كثيرون يعيشون حياة بسيطة قد تخلوا قليلاً من أوقات الفراغ التي نمارس فيها حياتنا الطبيعية، ولذلك فنحن نستمتع بتلك الأوقات على أكمل وجه لنخرج كل الطاقات السلبية التي بداخلنا لنستعد للعمل بروح إيجابية جديدة».
المصدر : مباشر 24
أخبار متعلقة :