من وقتٍ لآخر، تخرج السودان بتصريحات عنيفة ضد مصر وتطالب تارة بأحقيتها في مثلث حلايب وشلاتين وتارة أخرى تُعلن انحيازها لإثيوبيا في ملف سد النهضة الإثيوبي، غير أن أكثر المتابعين لهذا الملف يؤكد أن «الخرطوم لا تفعل ذلك من تلقاء نفسها بل هناك تحريض قطري».
والمتابع لملف السودان وإثيوبيا ومصر، يعلم أن الخرطوم يتم تحريكها عن بعد، وفقًا للمعطيات السياسية، فعندما تكون العلاقة بين مصر ودول الخليج متوترة، تأخد السودان منحنى مختلف وتبدأ في التلويح بأحقيتها في حلايب وشلاتين وانحيازها أيضًا لإثيوبيا، الأمر مختلف تمامًا عندما تهدأ الأوضاع بين مصر ودول الخليج.
خبير سياسي: هناك تمويل قطري للسودان ضد مصر
الدكتور شريف الدمرداش، المحلل السياسي، أكد أن قطر تمول مؤامرة جديدة ضد مصر باستخدام السودان، معتبرًا أن تلك المؤامرة تأتي بتمويلات أمريكية.
ووصف الدمرداش في تصريح لـ «اليوم الجديد» الرئيس السوداني عمرو البشير بـ «الأرزقي»، مؤكدًا أنه يحاول تنفيذ مخططات أمريكا.
وأضاف: الغرض في النهاية حصار مصر، وهناك احتمالين صادمين تلعب عليهما قطر، مؤكدًا أن الهدف هو إما حصار النظام المصرى وشعب مصر، وإما حصار وتركيع شعب مصر وحده .
أحمد موسى يسخر من البشير والأوضاع تزداد سوء
في الوقت نفسه، انتقد الإعلامي أحمد موسى، ما تقوم به الخرطوم وتشكيلها للجنة بهدف دراسة ملف حلايب وشلاتين، لافتًا إلى أن الرئيس السوداني "رجل طيب" ويعلم جيدًا أن بلاده كانت ولاية مصرية، وذلك بشكل ساخر.
وعلى المستوى الرسمي، أجرى سامح شكري، وزير الخارجية اتصالا بنظيره السوداني لإزالة حالة الاحتقان بين البلدين، مؤكدًا أن مصر والسودان يمضيان في طريقهما المرسوم في اجتماعات اللجنة الرئاسية العليا الأخيرة برئاسة الرئيسين عمر حسن أحمد البشير وعبد الفتاح السيسي.
وخلال الاتصال، أكد الوزيران على رفضهما الكامل للتجاوزات غير المقبولة أو الإساءة لأي من الدولتين أو الشعبين الشقيقين تحت أي ظرف من الظروف ومهما كانت الأسباب أو المبررات، حيثُ طالب شكري بتكثيف التعامل بأقصى درجات الحكمة مع محاولات الإثارة والتعامل غير المسئول من جانب بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والوسائط الإعلامية، الذين يستهدفون الوقيعة والإضرار بتلك العلاقة بما لا يتفق وصلابتها ومتانتها والمصالح العليا لشعبي البلدين الشقيقين.
الخارجية المصرية تحاول احتواء الموقف المتوتر
وحصلت «اليوم الجديد» على نص بيان الخارجية المصرية، الذي أعرب فيه الوزيران «المصري والسوداني» عن تقديرهما الكامل لثقافة وتاريخ وحضارة كل بلد، وإيمانهما بأن نهر النيل شريان الحياة الذي يجري في أوصال الشعبين السوداني والمصري.
وكانت الرئيس السوداني قد أمر بتشكيل لجنة لدراسة ملف حلايب وشلاتين مجددًا، وهو ما أثار الانتقادات ضده، خصوصًا مع تلويحه المستمر بان المثلث يتبع السودان وليس مصر، في الوقت الذي تؤكد فيه القاهرة أنها تسيطر على المثلث وأنه يتبع السيادة المصرية الكاملة.
وأكد خبراء في الملف الإفريقي، ومنهم الدكتور أيمن شبانة، في تصريحات لـ «اليوم الجديد»، أن السودان تحاول عرقلة الجهود المصرية في ملف سد النهضة، بدعم وتأييد كامل من إثيوبيا، محذرين من خطورة التبعية التي تقوم بها السودان والسياسة العمياء التي تتبعها.
المصدر : اليوم الجديد
أخبار متعلقة :