شبكة عيون الإخبارية

10 أزمات مصرية بسبب «الفكة» : من «الشحن» إلى «المعاشات» ...

«حد يشوف لنا فكة»، جملة كثيرًا ما تتردد على آذاننا، حاضرة في كل الأماكن، المواصلات، محال البقالة، الأسواق، وطوابير الحصول على تذكرة المترو التى قد تصل إلى رصيف المحطة، وما إن يصل صدى الجملة لسمع المتواجدين، تبدأ وصلات البحث في الجيوب، الصغيرة منها قبل الكبيرة، ورُبما نجد نصف جنيه أو 25 قرشًا تنقذ الموقف.

ويعرف قاموس المعاني: «فَكَّةُ» النقود أي صَرْفُها، وهو ما يعني حلّ المشكلات والأزمات، وذلك ما يحدث في أغلب الأوقات، ولكن تسببّت الفكة مؤخرًا في إثارة الأزمات، بل كانت بطلها الأوحد، الكُل يبحث عنها في كل مكان، ووصل الأمر إلى أن من امتلك الفكة أصبح كمن يحظى بـ«الفانوس السحري».

وبخصوص الفكّة أيضًا، قال في كلمته، الإثنين، خلال تسليمه عقود شقق تمليك لأهالي غيط العنب بالإسكندرية: «يعني مينفعش ناخد معرفش تعملوها إزاي، الفكة الخمسين قرش والجنيه في المعاملات تتحط في حساب لصالح المشروعات والخدمات».

وأضاف: «يعني بصرف شيك بـ1255.50 ولا بـ80 قرش، مقدرش آخد الفكة دي نحطها في مشروعات زي كده، الناس في عايزة تساهم بس الآلية فين؟ يعني أوصل اللي عايز أقدمه إزاي.. مش عارف».

وتابع: «فيه آلية أقوى، بنتكلم في معاملات لـ 20 أو 30 مليون إنسان لو الفكة جنيه و90 قرش، ممكن يبقوا رقم، لو سمحتم أنا عايز الفلوس دي، إزاي ناخدها أنا معرفش».

ويرصد «المصري لايت» 10 أزمات بطلتها «الفكة»، وفقًا للأحداث والأزمات منذ عام 2014 وحتى الآن:

10. خناقة الفكّة

عندما سمَح البنك المركزى المصرى بتداول الجنيه الورقى مرة أخرى داخل السوق المحلية، تزامن ذلك مع تداول أنباء عن نقص فى العملات المعدنية المساعدة.

وكان «المركزى» قد أوقف طباعة الجنيه ورقيًّا عام 2007 واستبدله بالعملات المعدنية المساعدة فئة 25 و50 و100 قرش، ونقل إصدارها إلى مصلحة سك العملة، التابعة لوزارة المالية.

وذكر محافظ البنك، طارق عامر، نهاية فبراير الماضى، أن «المركزى» يدرس إعادة طباعة الجنيه الورقى، لكنه لم يتم اتخاذ قرار نهائى بشأن تلك الخطوة حتى الآن، موضحًا أن القرار يخضع للجدوى الاقتصادية.

وجاء ظهور الجنيه الورقى وسط أنباء عن نقص فى العملات المعدنية المساعدة فئة (25 و50 و100 قرش) لدى محال التجزئة العاملة بالسوق المحلية، فيما ذكر مصدر لدى أحد البنوك، أنه لاحظ قيام بعض العملاء بعرض الحصول على العملات المعدنية، بمعدل خصم 25 على الألف، بمعنى التنازل عن ألف جنيه ورقى، مقابل الحصول على 975 جنيهًا من النقد المعدنى.

ونفى محمد السبكى، رئيس مصلحة سك العملة، التابعة لوزارة المالية، وجود نقص بالمعروض من العملات المعدنية فئتى الجنيه والخمسين قرشًا، لافتًا إلى أن المصلحة قامت بإنتاج 15 مليون قرص معدنى «فئة جنيه»، بالإضافة إلى 5 ملايين «فئة خمسين قرشًا» منذ أغسطس الماضي، وهي العملات الجديدة التى تحمل شعار قناة السويس الجديدة، مؤكدًا أن ظهور الجنيه الورقى لا يعنى وجود نقص بالعملات المعدنية.

9. الفكّة في الأعياد

وعادةً ما تُسبب الفكة أزمات في أوقات الذروة، وتحديدًا في الأعياد.

وفي عيد الأضحى الماضي، وجه البنك المركزي المصري البنوك العاملة في السوق المصرية، بضخ المزيد من السيولة بماكينات الصراف الآلي «ATM» تزامنًا مع إجازات عيد الأضحى المبارك.

وتمتلك البنوك العاملة في السوق المصرية 8000 ماكينة صراف آلي، موزعة على كل محافظات الجمهورية، وتعمل لمدة 24 ساعة يوميًا، لتلبية احتياجات البنوك من السيولة، كما تعمل البنوك أيضًا على توفير «الفكة» من الفئات الصغيرة للعملات التي يحتاجها المواطنون في الأعياد لـ «العيديات»، وتوفر جميع البنوك فئات العملات الصغيرة لعملائها.

8. زيادة الأسعار

وفي تصريحات صحفية سابقة، أكد محمد على، وكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، أن عودة العملات الصغيرة «الفكة» أمر ضروري، مشيرًا إلى أن بعض التجار يلجأون لزيادة الأسعار، بسبب عدم وجود «فكة» من فئات الـ 5 قروش والـ 10 قروش والـ 25 قرشا.

وأشار إلى أن هذه العملات لا تؤثر على المواطن بشكل كبير، بينما تساعد على جشع التجار وتحقيق مكاسب كبيرة، قائلًا: «لو فرضنا أن التاجر حصل على 5 أو 10 قروش من كل مشترٍ بشكل يومي فسوف يحقق مكاسب طائلة».

وأوضح «علي» أن لجوء المواطنين للاستسهال لعدم وجود «الفكة»، يجعل التجار يلجأون إلى زيادة الأسعار.

7. الفكّة في مطار القاهرة

في أواخر عام 2015، أحدثت «الفكة» أزمة كبيرة في مطار القاهرة الدولى، بكل أفرع البنوك العاملة بالمطار، والكافتيريات ومكاتب شركات الطيران، بعد أن اختفت «الفكة» النقدية تمامًا، وذلك ما أكدته العديد من المصادر من مختلف الجهات التى تحتاج لـ«فكة» فى التعامل اليومى مع  العملاء.

وأكد مسؤول بأحد أفرع البنوك العاملة بالمطار، وقت حدوث الأزمة، أن الأزمة كشفت عدم وجود فكة للعملة المصرية، واختفاء الأوراق النقدية فئة العشرة جنيهات والعشرين جنيها والخمسة جنيهات، والعملات المعدنية فئة الجنيه، مما يمثل أزمة لكافة أفرع البنوك ليس فى مطار القاهرة فقط، ولكن لكافة الأفرع فى أنحاء الجمهورية، خاصة المطار، عند استبدال العملات الأجنبية بالعملة المصرية.

وأكد ذات المعنى مدير إحدى الكافتيريات العاملة بالمطار، قائلاً: «نلجأ، أحيانًا، لمحطات البنزين، للحصول على الفكة الصغيرة من العملات المعدنية التي لا تتوفر في البنوك العاملة بالمطار، مما يمثل مشكلة أمام الزبائن في البحث على فكة».

6. «طوابير صرف المعاشات»

وفي عام 2014، كانت الفكة هي البطل وراء استمرار الزحام في طوابير المعاشات، وكشفت آمال عبدالوهاب، رئيسة هيئة التأمينات الاجتماعية، أن أغلب أصحاب المعاشات يفضلون صرف المعاش الشهري من شباك الصرف بمكاتب التأمينات والبريد، نظرًا لأن الفروق المعدنية التي لا تزيد على أربعة جنيهات لا يتم صرفها من ماكينات الصرف الإلكترونية، ولكن تتم إضافتها إلى حساب صاحب المعاش ليحصل عليها خلال الشهر الذي يليه.

وطالبت رئيسة الهيئة أصحاب المعاشات آنذاك، بأن يستعينوا بأبنائهم أو ذويهم في تدريبهم على عملية الصرف الإلكتروني حتى يرحموا أنفسهم من الوقوف في طوابير بالساعات للصرف، مؤكدة أن الفكة التي لا تخرج في ماكينات الصرف يتم ترحيلها للشهر المقبل تُضاف إلى رصيد المعاش.

5. «نقص الفكّة»

وفي يوليو الماضي، كشف مستشار وزير المالية عن إجراء دراسة تحديث نظام توزيع العملات المتداولة المساعدة من فئة «الجنيه والنصف والربع» عن طريق مصلحة الخزانة العامة بالقاهرة ومنافذها بالمحافظات، من أجل ضمان وصول هذه العملات للأفراد، وحل أي مشكلات خاصة بنقص «الفكة» بالأسواق، وذلك بالتعاون بين المصلحة والبنوك.

وأشار إلى أنه تجرى دراسة الاحتياجات الحقيقية للأسواق من فئات هذه العملات بالتنسيق بين مصلحتي سك العملة والخزانة العامة التابعتين لوزارة المالية، وذلك للعمل على زيادة خطوط الإنتاج لتلبية جميع الاحتياجات الحالية و المستقبلية.

4. «نواب الفكّة»

ومؤخرًا، طالب رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، علي مصيلحي، متمثلة في البنك المركزي، توفير «الفلوس الفكة» أو «كسر الجنيه»، إلى فئات 5 قروش و10 قروش وحتى 25 قرشًا.

وقال «مصيلحي»: «توفير الفكة من فئة 5 قروش حتى 50 قرشا سيمكن من تسهيل العملات وضبط الكسور، لأن التجار يعطون المشتري (بونبونى) بدلًا من الفلوس المتبقية فى طريقة التعامل».

وانتقد «مصيلحى» فى الوقت ذاته مطالبات جهاز حماية المستهلك بعودة القرش صاغ، قائلًا: «الحديث عن عودة القرش صاغ كأننا نتكلم فى عصر تانى غير الذى نحن نعيش فيه، فأنا أرى أن القرش صاغ لم تعد له قيمة ونتكلم فى شىء انتهى منذ 30 سنة فاتت، لكن توافر (الفكة) والتى هى من 5 قروش حتى 50 قرشًا، ستكون فيه إفادة للمواطنين».

وتابع رئيس اللجنة البرلمانية: «توفر الفكة أو كسر الجنيه وإتاحتها، سيساعد البائع والمشتري على سهولة التعامل عندما تكون هناك كسور فى السعر».

وأشار إلى أن الدول فى الخارج توفر العملات الفكة، فتجد فى الدول الخارجية السنت، ولذلك يجب توفر الفكة فى مصر.

3. «كروت الفكّة»

وبعد زيادة كروت الشحن وفقًا للزيادات التى فرضتها شركات المحمول بالاتفاق مع الحكومة، اختفت «كروت الفكة» من الأسواق، مما تسبب في حدوث أزمة، بسبب تفضيل المواطن لتلك الكروت منخفضة الثمن، بدلاً من زيادة الأسعار التى فُرضت على الكروت فئة 10 جنيهات، والتى قلّ وجودها في الأسواق أيضًا.

وقال على ربيع، بائع كروت شحن، إن حالة الإقبال على شراء كارت الشحن مازالت مرتفعة، رغم انعدام توفر كروت شحن «الفكة» بكل فئاتها لشركتي فودافون واتصالات، مضيفًا: «يعنى ممكن نقول عليها فى خبر كان» وأصبح المواطن يقدم على الشراء بأي ثمن لأن استخدام الموبايل أصبح ضروريًا لأى مواطن.

2. «الفكّة» في مطروح

لا تخلو تعاملات المواطنين اليومية من مشاحنات، بسبب نقص في عملة الجنيه «الفكة»، خاصة مع تفاقم الأزمة في الأيام الأخيرة رغم عودة «الجنيه الورقي» إلى الأسواق.

ويعاني العاملون في البيع والشراء سواءً «تاجر وفكهاني وقهوجي» وغيرها من المهن، من أزمة كبيرة شُح العملة المعدنية الفكة، ويسبقهم في المعاناة سائقو الأجرة الداخلية، والمواطنون بصفة عامة.

وبحسب أحد التقارير التى رصدت معاناة المواطنين من الفكة، قال أحد سائقي الأجرة الذي يعمل على خط «الريفية» بمرسى مطروح، إن الفكة تمثل له صداعًا دائمًا، ويضطر أحيانًا إلى التنازل عن أجرته بسبب عدم وجود فكة أو يشترط على زبائنه ضرورة توفير «جنيه» فكة قبل صعودهم سيارته، نظرًا لعدم توفرها بشكل كافٍ.

1. «التبرع بالفكّة»

أحدثت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتبرع بالفكة لصندوق تحيا مصر، أزمة بين أعضاء مجلس النواب، حيثُ أكد النائب طارق متولى، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، في تصريحات صحفية، أن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي – التى دشنها خلال خطابه فى افتتاح مشروع «غيط العنب» بالإسكندرية، مطالبًا المواطنين بالتبرع بـ«الفكّة» للمساهمة فى المشروعات الخاصة بتطوير العشوائيات، مبادرة جيدة، لكنها ليست بديلاً عن دور الحكومة .

أخبار متعلقة :