خلف جنة الإعفاء الضريبي تتخفى العديد من المزالق التي تعتري طريق المغترب الذي يجهل بواطن الأمور
تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة وجهة مفضلة للعديد من المغتربين الذين تجتذبهم نمط الحياة المترفة والرواتب الكبيرة. ولكن برغم ذلك تظل هناك العديد من الحقائق المالية التي ينبغي التفكير فيها بعناية.
توخي الحذر: بطاقة الائتمان مقابل الدرهم الإلكتروني
إذا كنت تواجه صعوبة في التحكم بنفقاتك او التبذير عند شراء مستلزماتك، فإن البطاقات مسبقة الدفع قد تكون خياراً أفضل من بطاقات الائتمان المصرفية التقليدية. وذلك نظراً لكون البطاقة مسبقة الدفع، أي يتعين تعبئتها بأموالك سلفاً، فإن هذا يضمن لك الإنفاق ضمن الحدود التي وضعتها من قبل.
ملاذ الإعفاء الضريبي
أحد أوجه الجذب الرئيسية في الإمارات هو الإعفاء الضريبي على الدخل. على سبيل المثال، فإن المغترب البريطاني الذي يتقاضى راتب قدره 100,000$ سوف يوفر 30,000$ كان من المفترض أن يدفعها في شكل ضرائب للحكومة البريطانية إذا كان يعمل في موطنه. وبرغم أن هذا الوضع من شأنه أن يحقق ارباح ادخارية هائلة، فإن تكاليف الحياة الباهظة في الإمارات يمكنها أن تلتهم أكثر مما توفره.
التسوق حتى القطرة الأخيرة
تؤدي النزعة الاستهلاكية التي تتسم بها الحياة في الإمارات بالعديد من المغتربين إلى التخلي عن الانضباط المالي وترك ميزانياتهم في مهب الرياح. أصبح الذهاب إلى مراكز التسوق هواية مفضلة فيما قادت سهولة استخدام بطاقات الائتمان العديد من الرجال، وأيضاً النساء، إلى حافة الجنون، وبشكل يؤدي في بعض الأحيان إلى مستويات كارثية من الديون.
لا شيء أفضل من غذاء مجاني: الأنظمة المصرفية التقليدية في مقابل الإسلامية
قد يستغرق الأمر من غير المسلمين بعض الوقت حتى يعتادوا على أنظمة الصيرفة الإسلامية كالتورق والمرابحة ، فبرغم أن فكرة عدم وجود فائدة (تحريم الربا) قد تبدو جذابة للغاية من الوهلة الأولى. ولكن قد تشعر بخيبة أمل كبيرة إذا علمت أنه لا يوجد شيء مجاني في هذه الحياة وأن أنظمة الصيرفة الإسلامية ليست صناعة غير هادفة للربح! فبدلاً من إعطائك قرض لشراء سيارة، يقوم البنك الإسلامي بشراء السيارة ثم بيعها لك مرة أخرى مقابل سعر أكبر من سعر الشراء الأصلي، على أن تدفع أقساطها على مدى فترة زمنية متفق عليها (المرابحة). ولهذا قد يكون من الأجدى مقارنة الشروط ومعدلات الفائدة الحقيقية بين كلا النظامين.
تعليم الأبناء
كانت بدلات أو مخصصات التعليم دائماً أحد المزايا التقليدية التي اعتاد المغتربون الحصول عليها باعتبارها أمر مفروغاً منه. ولكن إذا عرفت أنه سيتعين عليك في الوقت الحالي أن تدفع نفقات تعليم أبنائك من جيبك الخاص، فإن هذا الأمر وحده قد يضع ضغوط هائلة على ميزانية الأسرة، خصوصاً إذا علمت أن رسوم الدراسة على سبيل المثال في المدرسة العليا البريطانية قد تصل إلى ما يقرب من 100,000 درهم إماراتي.
التأمين الصحي
لا يحتاج المقيمون في الإمارات إلى الشعور بالقلق حيال الرعاية الصحية حيث توفر شركاتهم في الأغلب العديد من البرامج الممتازة للتغطية الصحية، ولكن قد يتغير الحال بعد التقاعد حيث لن تغطي الشركة في الأغلب أقساط التأمين الصحي. وبجانب ذلك، فإن نمط الحياة المريح في الإمارات بما يتسم به من قلة النشاط والحركة يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة. ومع القفزة الهائلة في نفقات الرعاية الصحية، ربما يتعين عليك التأكد من تجنيب ما يكفي من أموال لتغطية أي طارئ صحي قد تتعرض له في المستقبل.
وضع الميزانية مسبقاً
في ظل ارتفاع منحنى متوسط الأعمار بات من الضروري البدء في الادخار في وقت مبكر أو تجنيب مبلغ شهري كبير لتأمين مستوى معيشي مريح خلال سنوات الشيخوخة. ولكن على عكس ذلك يغري نمط الحياة المترفة في الإمارات العديدين بالإسراف في الإنفاق على الاستمتاع بملذات الحياة الآنية، دون أن يشغلوا بالهم كثيرا بالمستقبل! وبرغم أن برامج مكافآت نهاية الخدمة قد تساعد في تغطية نفقاتك أثناء التقاعد ولكن لا ينبغي الاعتماد عليها وحدها.
الاستثمار في المستقبل
يجب أن تتضمن أهدافك المالية في وقت مبكر بناء معاشك التقاعدي في المستقبل ولكن مع اقتراب موعد التقاعد يجب أن تضع ضمن أهدافك أيضاً حماية وعائك الادخاري المخصص للتقاعد.
