أخبار عاجلة

هنرى فورد.. عاشق اللون الأسود

هنرى فورد.. عاشق اللون الأسود هنرى فورد.. عاشق اللون الأسود
استحوذ على نصف السوق الأمريكية خلال 15 عاماً

كتب : محمد البلاسى: الخميس 27-06-2013 10:06

لم يكن الصغير «هنرى» يوماً مغرماً بالتعليم والدراسة، لكنه لم يكن مدفوعا بكسل بل بعشقه للأعمال اليدوية، ولهذا ترك المدرسة فى سن الخامسة عشرة ليعمل فى مزرعة والده بولاية «ميتشجان» الأمريكية، ومنها إلى مدينة ديترويت حيث عمل «متدرباً» أو «صبياً» فى إحدى ورش الميكانيكا فى الصباح، إضافة إلى إتقانه تصليح الساعات والمنبهات كعمل إضافى فى المساء.

قاوم رغبات والده المهاجر الأيرلندى فى جعله يعمل بالزراعة، وعلى الرغم من امتلاكه أراضى زراعية تفوق العشر أفدنة فإن العمل اليدوى جعله يترك كل ذلك ويعمل بشركة «أديسون» للتركيبات الكهربائية.

كانت سعة اطلاعه وحبه للقراءة مفتاح تغيير حياته، فقراءته لمقال عن مهندس ألمانى نجح فى صنع محرك احتراق داخلى، حولت اهتمامه إلى السيارات حتى أصبح شريكاً بشركة «ديترويت» للسيارات. لم يعرف اليأس أو الضعف، وعلى الرغم من فشله فى أول محاولتين لتصنيع سيارة فإنه لم ييأس وأسس شركته الخاصة «فورد»، وخلال 15 عاماً أصبح نصف السيارات فى الولايات المتحدة ينتج فى مصنعه.

لم تقتصر عبقريته على ابتكار أو تصنيع المحركات فحسب، بل تعدت ذلك إلى وضع نظام شامل لعملية التصنيع وإنشاء أول خط إنتاج لتجميع السيارات فى العالم، ما جعل عملية التصنيع أسهل وأسرع، حيث يؤدى العامل عملا واحدا فقط بدقة وسرعة، واقتبس الفكرة من مجزر لتصنيع اللحوم بعد أن لاحظ أن كل عامل يقوم بوظيفة واحدة فى تقطيع أو تجهير الحيوان المذبوح، ولهذا قرر تطبيق الفكرة بالعكس، ما أحدث ثورة صناعية وأسس لمبدأ التجميع فى صناعات كثيرة.

عشق «فورد» المغامرة والمجازفة أحياناً جعله يشكل وفدا للسفر إلى أوروبا أثناء الحرب العالمية الأولى لمحاولة وقف الحرب معارضاً بذلك الأمريكية، كما تحدى المستثمرين اليهود وألف كتاباً عنوانه «اليهودى العالمى أكبر مشكلة فى العالم».

عشق «فورد» السيارات السوداء، وعندما سئل عن الإنتاج من باقى الألوان رد ضاحكاً: «سياراتنا متوافرة بكل الألوان بشرط أن تكون سوداء».

وتوفى عام 1947 عن عمر يناهز 83 سنة، تاركاً وراءه ثروة تقدر بأكثر من نصف مليار دولار وشركة سيارات عالمية وأفكاراً أغلى بكثير.

DMC