وأوضح فيسك فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن جميع الانظار اتجهت لساجة، الشابة التى تنتمى إلى قبيلة الدليم العراقية، وكان شقيقها الحارس الشخصى لخليفة داعش، ولكن على ما يبدو لم يستمر زواجها من البغدادى سوى شهرين، وكان أحد أبناءها الثلاثة الذى أخذته معها ابنه.
وذهب فيسك إلى أن هناك قصة وراء صفقة التبادل بين الحكومة اللبنانية وجبهة النصرة، وادعاء الأخيرة أنها قوة معتدلة فى سوريا، متمثلة فى قطر، مصدر دعم الجماعة المالى والتى تفاوضت من أجل عملية التبادل، وفى اللواء عباس إبراهيم، مدير الأمن العام فى لبنان، معتبرا اياه أقوى رجل فى لبنان الآن.
>وشرح فيسك كيف كان يسافر إبراهيم إلى الدوحة على متن طائرة أمير قطر الخاصة، لعدة أشهرة لضمان حياة جنوده الذين تم خطفهم من عرسال العام الماضى، وقامت النصرة بإعدام أربعة، وسلمت لبنان جثة آخر فى الأول من ديسمبر.
وأوضح فيسك أن قطر –التى تمول تسليح جبهة النصرة التابعة للقاعدة- حاولت على مدار أشهر تصوير أعضاء الجماعة على أنهم معتدلين ويمكن أن يلعبوا دورا فى مستقبل سوريا، وقامت قناة الجزيرة بإذاعة حوار مع قائد النصرة فى شمال سوريا، محمد الجولانى، والذى زعم فيه أنه حارب داعش فى معارك طاحنة بعدما قتل 700 من رجاله على أيدى مقاتلى الأخير، وقال حينها للمسيحيين السوريين إنهم سيكونون فى أمان إذا اعتنقوا الإسلام. وتفاوضت قطر العام الماضى للإفراج عن 13 راهبة مسيحية أسرتهم جبهة النصرة، وأنفقت 12 مليون دولار.
ومضى فيسك يقول أن دور قطر فى كل هذا مهم، ولكن على النواب البريطانيين أن يسألوا كاميرون عن العلاقة المربحة بين بريطانيا والإمارة التى تمول النصرة، لاسيما وإن قطر تمتلك قاعدة العبيد الجوية والتى تطلق منها القوات الجوية البريطانية غاراتها ضد داعش فى العراق.
وأشار فيسك فى نهاية مقاله إلى أن حجم التجارة والاستثمار بين قطر والمملكة المتحدة يقدر بـ5 مليار جنيه استرلينى سنويا، واستثمرت الدوحة فى مطار هيثرو، وبنك باركليز، وسلسلة متاجر هارودز، وكانرى ورف.
