>لقد طرأ تقدم كبير فى السنوات الأخيرة فى وسائل الاكتشاف المبكر والتصدى للمرض، الأمر الذى ينبغى ألا يدفعنا للخوف وفقدان الأمل فى التوصل إلى نتائج مثمرة تمكننا من التغلب على المرض بشكل نهائى، فكما تغلبنا فى الماضى على الطاعون والكوليرا والدرن وغيرها من الأمراض العضال التى عصفت بالإنسانية طوال السنين، نحن أيضًا قادرون بإذن الله على تحقيق النصر على السرطان. ونحن فى حربنا ضد السرطان على يقين أن التوعية هى حجر أساس فى العلاج وأن دورنا كأطباء معنيين بعلاج السرطان لا يجب أن يقتصر فقط على تقديم العلاج للمرضى وإنما ينبغى أن يتعداه إلى تبصير الأصحاء بحقائق حول مسببات السرطان وسبل الوقايه منه، وكذا الأعراض التحذيرية للأورام وأسلحة العلاج والتصدى لمضاعفات المرض.
وسنلتقى لهذا الغرض معًا أسبوعيا من خلال سلسلة من المقالات نتناول فيها بالفحص والدرس جوانب عديدة حول هذا المرض آملين الصحة والشفاء للجميع.
أبقراط هو أبو الطب وأعظم أطباء عصره (460-370 قبل الميلاد) كان أول من أشار الى ذلك الداء الذى يتغلغل فى الأنسجة المحيطة به كسيقان سرطان البحر وسماه بـ"السرطان"، إلا أن برديات الفراعنة (3000 سنة قبل الميلاد) أشارت إلى إصابة ثمان سيدات بأورام فى الثدى لا يرجى شفاؤها. كما أظهرت الحفريات أيضًا إحدى المومياوات مصابة بتآكل فى عظام الجمجمى نتيجة إصابتها بورم فى الرأس، إلى أن جاء القرن التاسع عشر حيث تمكن الطبيب الألمانى الماهر رودولف كارل فيرشو Rudolf Virchow (1902-1821) أخصائى علم الأمراض، من دراسة خصائص السرطان تحت المجهر وأسس لوضع مبادئ علم مرض السرطان.
تعريف سريع بالمرض:
>يعرف السرطان بمجموعة من الأمراض التى تتميز خلاياها بالعدائية Aggressive وهو النمو والانقسام من غير حدود، وقدرة هذه الخلايا المنقسمة على غزو Invasion أنسجة مجاورة وتدميرها، أو الانتقال والانتشار إلى أنسجة بعيدة فى عملية نطلق عليها اسم "النقلية". وهذه القدرات هى صفات الورم الخبيث على عكس الورم الحميد، والذى يتميز بنمو محدد وعدم القدرة على الغزو وليس له القدرة على الانتقال أو الانتشار.
د. أحمد مصطفى أستاذ جراحة الأورام ومدير حملة التوعية بجمعيه أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان ومستشفى سرطان الأطفال 57357.
