سؤال يتبادر إلى أذهاننا منذ الطفولة وهو من الأسئلة البديهية التى لم نفكر فى إجابتها يوما، وهى لماذا أضطر يوميا إلى أن أتناول الطعام؟ لماذا لا يستطيع جسم الإنسان العيش بدون طعام مدة من الزمن طويلة ؟
عن هذا التساؤل يجيب الدكتور محمد المنيسى استشارى أمراض الكبد بطب القصر العينى وعضو الكلية الملكية لأمراض الباطنة بلندن الذى يؤكد أن هذا السؤال رغم بساطته إلا أنه منطقى جدا ويحتاج إلى إجابة حقيقية وشافية، فمن منا لم يفكر يوما لماذا لا أستطيع أو يمكننى تحمل يومين بلا طعام، أو أن أحاول ألا أحتاج إلى طعام ولا أتناول الطعام إلا بعد عدة أيام؟
ويوضح الدكتور المنيسى أن الإجابة تتلخص فى أن الطعام مرتبط بالنشاط، فنشاط الإنسان وجسده يعتمد بالدرجة الأولى على تناول الأطعمة المختلفة وتلبية احتياجاته منها، فلا يعلم الكثيرون أن هذا النشاط لا يأتى من فراغ وإنما هى عملية متكاملة تحد بداخل أجسادنا فتجعلنا مكتفين بكمية من الحرارة التى نحتاجها.
كما أن الطعام هو العامل الأساسى فى حماية الإنسان من الإصابة بالمشكلات الصحية والتى تصيب جسمه مباشرة، فهو يحميه من المرض ويحاول أن يجعله أكثر صلابة وقوة لتحمله والوقوف أمامه وتكوين حصن لعدم اختراقه للجسم، والطعام أيضا هو العامل الأهم الذى يلبى احتياجاتنا من عوامل النمو كأجساد طبيعية تحتاج إلى القوة لكى تقوم بوظائفها وهى مستمدة بالطبع من الغذاء والعناصر الغذائية التى يحويها.
فبدون معادلة الحرارة بالجسم تتسلل البرودة له مما يضر بأجهزته بشدة، كذلك بدون عوامل النمو يظل الجسم كما هو منذ الطفولة فلا يكبر أو يرى أى عوامل طول أو زيادة وزن أو قوة.