قالت الدكتورة نهلة الفرا استشارى الأمراض النفسية وعضو الجمعية المصرية للتحليل النفسى، إن الكثير من النساء بمختلف الأعمار تلجأن لتعاطى المهدئات النفسية ويعتبرونه حلا سريعا للهروب من المشاكل والأزمات التى تؤرق حياتهن.
وأكدت دكتورة نهلة الفرا أننا جميعا أو معظمنا يقع فريسة للألم النفسى فمنا من يلجأ إلى طبيب حتى يستطيع إيهام نفسه بمشروعية تعاطى المهدئات التى ربما فى كثير من الحالات تؤدى إلى الإدمان أو الإصابة بالأمراض العصبية.
وأوضحت دكتورة نهلة أن الكثير أيضا من الأدوية المهدئة لها آثار جانبية وتخرج الإنسان من الواقع الحقيقى وأحيانا من كثرة تناولها يصبح مغيبا وفى حالة صراع دائم مع نفسه ولا يستطيع التعبير عنه نفسه ولا عن مشاعره ولا انفعالته حتى أنه قد لا يدرك الخطر فى بعض الأحيان ويظل فى نفس دائرة الكبت النفسى والتى بدورها تزيد من مشاكله تعقيدا، وأكدت دكتورة نهلة أنها ليست ضد التداوى بالعقاقير المهدئة ولكنها تستخدم فى معالجة الأمراض العصبية والحالة التى بالفعل تحتاج إليها ولكنها تقصد الذين يتناولونها بدون مبرر مقنع أو عند حدوث أى انفعال ربما يكون وقتيا.
أما الأخطر من ذلك أن بعض السيدات لا تلجأن إلى استشارة طبيب بل يقمن بتقليد من حولهن من المحيطين والمقربين بسؤالهن عن نوع الأدوية المهدئة التى تتناولها كل منهن والأشد خطورة عندما نجد الكثير من النساء يتفاخرن بكم العقاقير المهدئة التى يقدمن على تناولها وكأنهن فى سباق والنتيجة واحدة وطريق واحد وهو الإدمان.
إن النساء اللاتى يعيشن فى وهم المهدئات النفسية يصبحن بلا صوت وربما بلا عقل أو إرادة وتوصى دكتورة نهلة الفرا أننا قبل تناول العقاقير المهدئة لابد أن نلجأ إلى معالج نفسى حتى نستطيع مواجهة المشكلة ووضع حلول تمكنا من تخطى الأزمة والأهم من ذلك أن يكون لنا إرادة قوية وأن نبحث لأنفسنا عن نقطة الضوء فى حياتنا.