نص مرافعة النيابة العامة فى قضية "اقتحام كنيسة كرداسة"
>بدأ ممثل النيابة مرافعته بالقول: سيدى الرئيس حضرات السادة المستشارين، أبدا حديثى إلى حضراتكم بقول الله عز وجل، بسم الله الرحمن الرحيم" أنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الأخرة عذاب عظيم" صدق الله العظيم.
باسم الحق..باسم الحق الذى يعيش فى وجدانكم وحملتموه فوق أعناقكم، بأسم العدل..باسم العدل الذى أقسمتم يمين الولاء له فنطقت به شفاهكم، باسم الأمانة..باسم الأمانة الكبيرة والرسالة الرفيعة.
فقد حملنا أمانة تحقيق القضية المطروحة أمامكم اليوم وفيها المتهمين الوارده أسمائهم بأمر الإحالة، فقد مرت علينا ساعات وأيام عصيبة خلال تأدية تلك الأمانة رفعنا فيها راية واحدة هى ابتغاء وجه الله ساعين فى تحقيق تلك الدعوى ولم ندخر وقتاً أو مجهوداً إلا استنفذناه فى سبيل إعطاء كل ذى حق حقه وأضعين نصب أعيننا غاية واحدة وهى إظهار الحق.
النيابة العامة: جئنا للمتهمين مختصمين وللمجتمع لسانًا
>وأضافت النيابة فى مرافعتها :سيدى الرئيس حضرات السادة المستشارين، أقف بين أيديكم العادلة وفى محرابكم المقدس لا خطيباً يملك من الخطابة مقوماتها ولا حكيماً أوتى جوامع الكلام، ولكن جئت إليكم للمتهمين مختصماً وللمجتمع لساناً متكلماً.
أن الواقعة التى بين يدى حضراتكم كفر مرتكبيها بأيات الله واستغلوا الإسلام لارتكاب جريمتهم الخسيسة بعدما روعوا طائقة من الناس الذين قال عنهم رسولنا الكريم فى حديثه"من أذى منكم ذميًا فانا حجيجه يوم القيامة" فما بالنا بالجريمة التى نحن بصددها اليوم؟
النيابة العامة: ديننا أوصانا بالأقباط والمتهمين روعوا الأمانين وعاثوا فى الأرض فسادًا
>وقال ممثل النيابة: سيدى الرئيس.. حضرات المستشارين أعضاء الهيئة الموقرة، أنما أوصانا ديننا الحنيف بالأقباط والإسلام الذى نعرفه سيدى الرئيس هو إسلام النقاء والبساطة فى العقيدة وإسلام الطهارة والاستقامة فى الأخلاق وإسلام الإخلاص واليسر فىا لعبادة، إسلام التوازن بين الدنيا والآخرة والاعتدال بين العقل والقلب، أما الجريمة التى إرتكبها المتهمين تخرج عن ذلك الاطار تماماً.
وتابع :سيدى الرئيس..حضرات المستشارين، فى يوم الرابع عشر من شهر أغسطس عام الفين وثلاثة عشر ميلادية وعلى أثر قيا الشرطة بفض أعتصامى رابعة العدوية والنهضة، قام المتهمون بإعتلاء منابر المساجد وتحريض الأهالى من الموالين لجماعة الإخوان المسلمين على إشاعة الفوضى والفتنة فى البلاد بإضرام النيران فى كنيسة السيدة العذراء مريم بكفر حكيم وإرهاب الأقباط القاطنين بقرية كفر حكيم وتنفيذاً لذلك تجمع المئات من الأهالى ومن ضمنهم المتهمون جميعاً حاملين أسلحة بيضاء ونارية وزجاجات المولتوف وما أن وطئت أرجلهم مكان الواقعة حتى عاثوا فى الأرض فساداً بأن القوا الزجاجات والمولوتوف على الكنيسة محل الواقعة وسرقوا محتوياتها ومنعوا الاهالى من التدخل لاطفائها حتى أحرقوها.
النيابة العام تستعين بأيات القران التى تدعوا للألفة بين المسلمين والأقباط
>وأضاف: سيدى الرئيس..حضرات المستشارين أن المتهمين لم يكترثوا بكلام الله وقول الحق بسم الله الرحمن الرحيم" ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالو انا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون" صدق الله العظيم.
وقد صدق رسول الله حين قال" لست أخاف على أمتى غوغاء تقتلهم ولا عدو يجتاحهم ولكن أخاف على أمتى أئمة مضلين أن أطاعوهم فتنوهم"
النيابة العامة: أقوال الشهود تؤكد صحة الواقعة رغم تعرضهم لضغوط من قبل المتهمين
>سيدى الرئيس..حضرات المستشارين، هذه الواقعة برمتها هذه الفاجعة بما حوته من أثام والأم فماذا عن
حديث القانون فيها.
>سيدى الرئيس قبل أن أخوض فى الجانب القانونى للواقعة أود أن أشير إلى أن حديثى فيها لن يضيف شيئاً إلى علمكم فأنتم أساتذتنا ومعلومنا.
ثبت يقيناً سيادة الرئيس.. توافر ركنى تلك الجرائم فى حق المتهمين أذا جاءت أقوال كافة شهود الواقعة بالتحققات تؤكد على قيام المتهمين بالتجمهر أمام كنيسة السيدة العذراء بالأسلحة النارية والبيضاء وا لحجارة وزجاجات الوقود المشتعلة.
وذلك بالدليل القولى والمادى وذلك ثابت بأقوال شهود الواقعة من مشاهدة المتهمين حال إرتككابهم الواقعة ولا يقدح القول، وما أكدته تحريات المباحث الجنائية والأمن الوطنى، وعلى الرغم من عدول بعض الشهود فى الواقعة فأن ذلك يرجع إلى ما يتعرض له من ضغوط وتهديد من المتهمين حيث مر على الواقعة أكثر من عامين.
النيابة: القضية عرضت كاملة وتنتظر حكم المحكمة العادل
سيدى الرئيس..حضرات المستشارين، عرضت عليكم قضية مجتمع بأسره وهى قضية لا نحافظ فيها على طبيق القوانين العقابية على الجناة فحسب بقدر ما نحافظ فيها على ما تبقى فى المجتمع من قيم تمنع العنصرية، فما كنا امامكم الأن لو تحلى الجناة بمثقال ذرة منها، ولكن قدر الله دائماً لا يأتى إلا بالخير فالخير كل الخير أن يرى كافة المتهمين أمامكم خلف القضبان ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه قتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق.
سيدى الرئيس..حضرات المستشارين أسال الله العلى العظيم أن أكون قد بلغت الأمانة وأديت الرسالة التى حملنا أياها فأحكموا بالحكم الذى يرضى الله ورسوه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأحكموا بالحكم الذى يعيد الأمن والامان للبلاد، القضية كاملة أمامكم لا ينقصها سوى أن تتوج بحكم عادل.