أخبار عاجلة

جمعة وزيراً للسياحة!

لا أشك أن المهندس إبراهيم محلب ـ رئيس الوزراء ـ إذا قرأ مقال الدكتور محمد مختار جمعة ـ وزير الأوقاف- المنشور فى جريدة الأهرام يوم الجمعة 13 فبراير بعنوان «لماذا السياحة؟» قد يفكر جدياً فى تعيين الدكتور جمعة وزيراً للسياحة مع أول تغيير وزارى!

مقال الدكتور جمعة يؤكد مدى وعى وعلم الرجل الذى تعلم وتخرج فى جامعة الأزهر الشريف. ويفترض أن عمله ومجاله بعيد كل البعد عن السياحة والآثار؛ لكنه حب هذا البلد وإيمانه بما يمتلكه من تراث أثرى عظيم ومقومات سياحة غير مستغلة وهذا هو ما دفع الدكتور جمعة إلى أن يمنحنا روشتة عبقرية لإصلاح الشأن السياحى المصرى نلخصها فى ثلاث نقاط مهمة على وزارة السياحة أن تعمل بها وتحققها فوراً ودون تأخير أو معاذير؛

أولا: السياحة هى أحد المفاتيح السحرية لعلاج الاقتصاد المصرى وضخ الدماء فى شرايينه بما توفره من دعم مباشر من العملة الصعبة وفرص العمل وتنمية المناطق الأثرية والحفاظ عليها.

ثانياً ضرورة الاهتمام بوجود برامج تسويقية عصرية فى الداخل والخارج. ثالثاً: تأهيل العاملين فى السياحة لأنهم الواجهة وسلوكهم هو انعكاس للمجتمع المصرى ككل. إن حماية واحترام الضيف أو الغريب من الأمور التى يحرضنا عليها ديننا الحنيف؛ فالسائح له حقوق علينا بعد أن دعوناه إلى بلادنا وأمناه على نفسه وماله.

أعود إلى وزارة السياحة لأقول إن هشام زعزوع ـ وزير السياحة - بدأ بنشاط كبير؛ وشاهدته فى مدريد يتحدث عن السياحة إلى ؛ وقلت إن هذا الوزير يعرف مفاتيح عودة السياحة إلى مصر، ولكن لا أعرف ماذا حدث؟ ففى الشهور الأخيرة انطفأ النشاط تماما؛ لنسمع عن وجود مشاكل بالوزارة مع قياداتها؛ ثم إشاعة تغيير الوزارة!

وكل هذا بالطبع على حساب السياحة ومستقبلها فى ظل تحولات عظيمة ليس فقط فى بلادنا؛ ولكن فى العالم كله. قد يستغرب البعض عندما أقول إن ما يحدث من إرهاب فى أوروبا سواء فى فرنسا أو الدنمارك أو غيرهما كان يجب على مصر أن تنشط وتبلغ رسالتها أننا جميعا فى نفس الخندق؛ وأن وجود سياحة سلاح لمحاربة الإرهاب والتغلب عليه. الأرهاب لا يعيش فى بلد سياحى يؤمه الناس من كل مكان؛ بل هو عدو للسياحة يحاول قتلها لإفشال البلد. بعد الذى يحدث فى أوروبا لم يعد الناس يهابون صوت قنابل الصوت والبمب؛ وهم مستعدون للقدوم إلى مصر لو وجدوا برامج سياحية تجذبهم إلى المجىء.

حاضرت مؤخراً لمجموعة سياحية من 120 سائحا أمريكيا وصلوا مصر بعد تفجيرات شمال سيناء ومع ذلك لم يلغوا رحلتهم؛ وقد قضوا فى مصر أجمل رحلة حسب قولهم. وفى ليلتهم الأخيرة بالقاهرة وقبل مغادرتهم وجدتهم يوجهون لى الدعوة لتناول العشاء معهم.. وكان ما حدث على العشاء شىء لم أتوقعه، وجدت الدموع فى عيونهم وهم يودعون مصر..!! لماذا؟ لأنهم صعب عليهم أن تكون آثارنا بهذه الروعة ونيلنا بهذا السحر وبلدنا خاليا من السياحة؟ قال لى أحد السائحين ويعمل أستاذاً جامعياً متقاعداً: «سيدى لا نسمع عن بلدكم سوى أخبار الإرهاب والانقلابات!! وأنا جئت بعد أن شاهدت هذا الفيلم القصير الذى تظهر فيه وتقول مصر آمنة.. تعالوا إلى مصر فنحن فى حاجة إلى السياحة لننمى بلدنا ونحافظ على آثارنا..

لقد أثرت فى تلك الكلمات وقلت لزوجتى فلنذهب ونر ماذا يحدث هناك بأعيننا! سيدى كل شىء هنا مختلف عما نسمعه! لم نجد أحدا ينظر إلينا بكراهية.. الجميع يبتسم حين يرانا» انتهى كلام الخواجة وسقطت دموعى أنا!!

اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة

SputnikNews