أخبار عاجلة

كارثة فى معهد أورام دمياط.. الأطفال بلا أطباء والمرضى يواجهون خطر الموت

كارثة فى معهد أورام دمياط.. الأطفال بلا أطباء والمرضى يواجهون خطر الموت كارثة فى معهد أورام دمياط.. الأطفال بلا أطباء والمرضى يواجهون خطر الموت
الأهالى يتهمون مدير المعهد بتهديدهم بإغلاق القسم.. ونائب المدير: لا نجد أطباء رغم العروض المالية الهائلة

كتب : سهاد الخضرى السبت 01-06-2013 09:06

يواجه الأطفال المرضى بمعهد الأورام بدمياط خطر الموت ويعيشون فى كارثة حقيقية، بسبب الحالة النفسية السيئة التى يحيونها ليل نهار، هم وذووهم، بعد التهديدات التى يلقونها يوميا من قبل مدير المعهد بإغلاق القسم وتشريدهم، وكذلك فى ظل عدم وجود إشراف طبى، كأنهم يتسولون العلاج من الأطباء ومديرهم الذى لا يكف عن قوله «كدا كدا هيموتوا».

هذه هى الكارثة الكبرى التى تتحقق على أرض معهد الأورام بدمياط، وتحديدا بقسم الأطفال، الذى يستوعب 150 مريضاً تقريبا من كافة المحافظات، بدون أطباء يقدمون الخدمة الطبية لهم، سوى طبيبة واحدة منتدبة من محافظة الشرقية، وحصلت على إجازة منذ أيام بعد تقديم بلاغات ضدها بالإهمال والتقصير من قبل إحدى الحالات المريضة.

ورغم تقدم إدارة المعهد بالعديد من الشكاوى والطلبات والالتماسات لتوفير عدد كاف من الأطباء للجهات المختصة، فإن الرد كان «لا.. مفيش أطباء موافقين على استلام العمل معكم رغم العروض المالية الهائلة».

«ندى حسام»، 4 أعوام، مريضة بورم خبيث بعضلات البطن، ترقد على بعد ما لا يزيد عن متر من بوابة مدخل القسم، تلهو بألعابها على سريرها غير عابئة بما يدور حولها، وتصرخ بين الحين والآخر من شدة الألم فى ظل عدم وجود أطباء لمتابعة حالتها.

تقول والدتها: «نأتى كل أسبوع من (شربين)، محافظة الدقهلية، عشان نعالج بنتنا بالمعهد، بعنا كل ما نملك، والآن حياتها تتعرض للخطر وانتكاسة جديدة، فى ظل عدم وجود أطباء وتهديدات إغلاق القسم».

وتضيف والدة ندى قائلة: «الكارثة بدأت تحل منذ شهر مارس الماضى حينما بدأ يرحل الأطباء العاملون بالقسم واحداً تلو الآخر، ورغم مطالبنا بزيادة عددهم، فإن محاولاتنا باءت بالفشل فى ظل التباطؤ الشديد من إدارة المعهد بالتدخل لحل الأزمة ومعاملتنا وكأننا نتسول منهم».

والدة ندى اشتكت من عدم توافر صفائح الدم والبلازما ببنك الدم الرئيسى، ما يهدد حياة كافة المرضى بمعهد الأورام، وليس الأطفال فحسب للخطر.

على بعد متر تقريباً من ندى، تجلس والدة الطفلة «ريناد محمد عبدالوهاب» متكئة على السرير، وهى تضم طفلتها، ابنة العامين، المريضة بـ«النيرو بلاستوما» بين يديها، وتسحب صورة الدم لنجلتها بدلا من الطبيب غير الموجود.

تقول والدة ريناد: «حينما كانت الدكتورة صفاء موجودة، كانت تقوم بما عليها، ولم تقصر فى أى حالة، ولكن بعد رحيلها، حالات الأطفال مهددة بالخطر، خاصة أنه لا يوجد أى طبيب يتابع الحالات، ومدير المعهد رايح جاى يهدد بإغلاق القسم».

محمود حسن عبدالجواد، عم الطفلة ريناد، أكد أن مدير معهد الأورام الإخوانى يهددهم بين الحين والآخر بإغلاق القسم، وتحويلهم إلى الدقهلية، وهو ما يعد مستحيلاً، مشيراً إلى رفض المعهد القومى استقبال حالات معهد دمياط لمعالجتها بحجة عدم بدء العلاج معهم.

تقول نسمة السيد أحمد، والدة الطفل «على رضا عطية»: «أنا استعوضت ربنا فى ابنى خلاص، حالته خطيرة، ومفيش حد يعالجهم، وحينما توجد د.صفاء النائبة، أو الاستشارى د.محمد يسرى، لا نجد أى تقصير، وابنى بيدخل فى تشنجات، ومفيش طبيب يعالجه، والتحاليل نوع واحد فقط الموجود من ضمن 10 أنوع».

بعيون تملؤها الدموع، تتساءل نسمة «كيف لطبيب أورام، ومدير معهد يقول لأم أنتم عارفين حالة أولادكم وهما هيموتوا كدا كدا، والمرض دا ملوش علاج؟».

من جانبه، يقول جمال الدين حسب شهيب، والد عبدالرحمن: «ابنى مريض من عام 2007 بورم سرطانى بجزع المخ، ورغم علاجه، وإجراء المتابعة له من نهاية عام 2007، وحتى عام 2011، جاء الطبيب الاستشارى المعالج بعد إنهاء المتابعة، ورفض إجراء الكشف عليه، وقال لى: «خد ابنك وديه أى مستشفى هو خف وبقى كويس، فظللت أتردد به على المعهد القومى للأورام حتى تجددت حالته مرة أخرى بصورة أكثر شراسة مما سبق، خاصة أن الطبيبة المعالجة رفضت علاجه وقالت دا محتاج علاج إشعاعى».

ويضيف شهيب قائلاً: «مدير المعهد الإخوانى رفض مقابلتى واتهمنى بتحطيم مكتبه، رغم أن هذا لم يحدث، بسبب أنى قلت لهم أنتم أهملتم حالة ابنى، وتوجهت للحاكم العسكرى ووكيل وزارة الصحة، اللذين طالباه بالاهتمام، وتم تحويل الطبيبة للتحقيق على خلفية واقعة إهمالها لحالة نجلى، ومن حينها لم تأت لمتابعة عملها وسافرت إلى محافظتها».

نائب مدير معهد أورام دمياط، الدكتور جابر صالح، فجر مفاجأة من العيار الثقيل لـ«الوطن» حينما أكد سعى المعهد حاليا لإغلاق قسم الأطفال بأورام دمياط، والذى يخدم 5 محافظات، بسبب عدم وجود أطباء للعمل به، ومخاطبة كافة الجهات المسئولة من «محافظ دمياط ووكيل وزارة الصحة» لتوفير عدد كاف من الأطباء للعمل به، ولم تحل المشكلة.

وأنكر صالح ما ادعاه والد عبدالرحمن، من إهمال الأطباء بالمعهد تجاه نجله مريض الأورام، مؤكدا أنهم أعطوه العلاج اللازم، الذى بلغت تكلفته 11 ألف جنيه شهرياً.

من جانبه، نفى د.طارق هيكل، نائب مدير معهد أورام دمياط، وجود نقص فى أدوية قسم الأطفال بمعهد الأورام.

أما فيما يخص البلاغ المقدم ضد إدارة المعهد وطبيب قسم الأطفال بالإهمال فى حالة عبدالرحمن شهيب، فأكد «هيكل» فى تصريحات خاصة لـ«الوطن» عدم صحتها، مؤكدا تلقى المريض أفضل عناية ممكنة.

وقال: «رغم أنه كان من المحدد له ألا يعيش أقصى من عامين من مرضه، فإنه حدثت المعجزة وأطال الله فى عمره، ما يحتسب لنا وليس علينا، حيث تمت المتابعة لحالته حتى النهاية، ولكن حدث له ارتجاع بالورم لشىء لا إرادة لنا فيه، والطبيبة المتهمة رفضت إعطاءه العلاج لحصوله على الجرعة كاملة».

DMC