أخبار عاجلة

«أبو عبيدة».. صوت «القسام» و«مُرعب» إسرائيل (بروفايل)

لا أحد يحظى في هذه الأيام في غزة باهتمام ومتابعة ومشاهدة عالية مثل أبو عبيدة، الناطق الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام، التابعة لحركة «حماس»، ولا حتى قادة «حماس» أنفسهم، الذين هم في عين العاصفة، حسبما ترى صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية.

ويطل أبو عبيدة» في كل مرة عبر خطاب مسجل، مرتديًا زي الجنود الأخضر ويتلثم بكوفية حمراء، ليلقي موقف «القسام» وربما مفاجأة، وفقًا لتقرير «الشرق الأوسط» المنشور، صباح الخميس.

ويحرص على بث خطابه كل عدة أيام، شريطة أن يكون لديه ما يقوله.

ومنذ بدأت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل 17 يومًا خرج أبو عبيدة 4 مرات، أعلن في الأولى عن «مفاجآت لدى المقاومة» وعن صواريخ لم يحدد مداها، وتوعد الإسرائيليين في المرة الثانية بما لا يسرهم إذا دخلوا حربا برية، وفي الثالثة طمأن شعبه بشأن سيطرة «القسام» على الموقف، وفي الرابعة عن خطف الجندي الإسرائيلي أورون شاؤول، الذي لم يكن يعلم حتى الجيش الإسرائيلي بأمر اختفائه بعد.

ويقول الفلسطينيون إن أبو عبيدة «لم يخطئ ولا مرة، ولم يقل شيئا لم تنفذه القسام»، ويعدون ذلك «تطورًا هامًا في الخطاب العسكري لحركة حماس، الذي أصبح يعتمد على المصداقية إلى حد كبير».

ولا يعد أبو عبيدة مجرد ناطق باسم «حماس» أو «القسام»، إذ إنه تحول إلى ما يشبه الظاهرة الشعبية، وفي الأيام الأخيرة أنشدت له الأهازيج وبعض الأغاني على عجل.

وتقول واحدة من الأغاني الخاصة به: «يا ملثم يا أبو الكوفية يا رعب اليهود.. يا أبو عبيدة الهمة قوية تصريحك بارود».

وكان أول ظهور لأبو عبيدة سجل، عامي 2002 و2003، كأحد مسؤولي «القسام» الميدانيين.

وكان يتحدث إلى جميع وسائل الإعلام تقريبًا وفي المؤتمرات الصحافية، ولم يظهر أبدًا مكشوف الوجه، مقتديا بذلك بالقيادي السابق في «القسام»، عماد عقل، الذي قتلته إسرائيل، عام 1993، وكان ينفذ جميع عملياته معتمرًا كوفية حمراء.

وبعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005 عين أبو عبيدة رسميا ناطقا باسم «القسام».

ويتحدر أبو عبيدة من بلدة نعليا في غزة، والتي احتلت عام 1948 ويعيش الآن في جباليا شمال شرقي غزة، وقصف منزله من قبل إسرائيل أكثر مرة في عامي 2008 و2012، كما قصف خلال الحرب الجارية حاليا في القطاع.

وعلى الرغم من السرية، التي يضربها الرجل حول نفسه، تقول إسرائيل إنها تعرف هويته الحقيقية بعد أن اخترقت إسرائيل قناة «الأقصى»، التابعة لـ«حماس»، عدة مرات وبثت صورا له ودعت أهالي غزة إلى عدم تصديق «هذا الكذاب».

ويعد أبو عبيدة الآن أحد أكثر الأشخاص شهرة في «القسام» وصوتها إلى العالم، بعد محمد ضيف، القائد العام للقسام، الأكثر غموضا على الإطلاق.

وفيما يعتقد الإعلام الفلسطيني أن أبو عبيدة على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية، غير أن الإسرائيليين لم يضعوه أبدًا في هذه القوائم، ويصفونه بناقل رسائل فقط.

لكن ناقل الرسائل هذا أصبح في الحرب الأخيرة على غزة محط اهتمام الإسرائيليين كذلك، بعد إعلانه اختطاف الجندي الإسرائيلي شاؤول، وبث جميع وسائل الإعلام صورا للملثم، الذي تحدى إسرائيل.

وعرفه الجمهور الإسرائيلي للمرة الأولى بعد اختطاف الجندي جلعاد شاليط، عام 2006.

ويحرص أبو عبيدة على التواصل مع العالم عبر كل الوسائل المتاحة، وكان يملك حسابا على «تويتر» وآخر على «فيس بوك» قبل أن يجري إغلاقهما.

واليوم يغرد أبو عبيدة عبر موقع «القسام» الرسمي فقط.

وحصل أبو عبيدة العام الماضي على رسالة ماجستير في الجامعة الإسلامية من كلية أصول الدين، تحت عنوان «الأرض المقدسة بين اليهودية والنصرانية والإسلام» ويحضر الآن لدرجة الدكتوراه.

ويُظهر البحث عن اسم أبو عبيدة في محرك البحث «جوجل» أكثر من 2.5 مليون نتيجة، وأيضا ما يقارب 50 ألف مقطع في «يوتيوب»، يظهر في معظمها ووراءه خلفية تختارها القسام حسب المرحلة.

ويبدأ خطابه عادة بقوله «بسم الله الرحمن الرحيم» ثم يتلو آية قرآنية، وينهي خطابه بجملة: «إنه لجهاد نصر أو استشهاد».

SputnikNews