أخبار عاجلة

«رويترز»: «حماس» تباغت إسرائيل بالحرب النفسية وترفع الروح المعنوية في غزة

حذر نشطاء من حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، إسرائيل للمرة الأولى وباللغة العبرية من هجوم صاروخي وشيك، السبت، ونفذوه بإطلاق الصواريخ على تل أبيب، مطلقين حربا نفسية مع إسرائيل مع محاولة رفع الروح المعنوية للفلسطينيين في غزة الذين اصطلوا بنيران القصف الإسرائيلي الضاري.

وتعرض موقف «حماس» المحلي لانتقادات في أوقات السلم مع تفاقم الفقر والجوع في قطاع غزة. وأسهم في ذلك الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع والتدابير المصرية المشددة على الحدود وتدمير الأنفاق التي كانت شريان حياة لاقتصاد غزة.

واليوم تعمل «حماس» على الدعاية لإنجازاتها في المواجهة الدامية مع إسرائيل واستدعت الأيام التي سبقت عام 2007 بوصفها فصيلا نشطا يتعرض للهجوم، وليس بوصفها راعيا سياسيا لواحدة من أكثر مناطق العالم اضطرابا وازدحاما من حيث الكثافة السكانية.

وبثت فضائية «الأقصى» التابعة لـ «حماس» في الثامنة من مساء السبت، صوت «أبو عبيدة» المتحدث الملثم باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة وهو يطلق تحذيرا، من أن «حماس» ستشن ضربة عسكرية بالصواريخ على تل أبيب ومحيطها بصاروخ «جيه 80 » بعد الساعة التاسعة مساء.

وبعدها أذيع تسجيل صوتي باللغة العبرية تلقفته على الفور محطات التلفزيون الإسرائيلية وأذاعته.

وفي الساعة التاسعة و7 دقائق أثار انطلاق سلسلة من الصواريخ دويا كبيرا في غزة. وانطلقت على الفور صافرات الإنذار في منطقة تل أبيب.

وصدر صوت من مكبر الصوت الخاص بمسجد في غزة يقول «صواريخنا أصابت تل أبيب» وبعدها علا تكبير الرجال والصبية من نوافذ المنازل.

ولم يصب أي صاروخ تل أبيب في واقع الأمر. فالصواريخ إما أسقطتها القبة الحديدة المضادة للصواريخ في إسرائيل، أو سقطت في منطقة مفتوحة. ولكن ذلك لا يهم بالنسبة لغزة.فسكان القطاع يعتمدون في أخبارهم على الإذاعة والتلفزيون والرسائل النصية التي تبثها حماس، والتي تشيد بالهجمات الصاروخية على «الكيان الصهيوني» وتشيد بالقتلى الذين بلغ عددهم نحو 160 فلسطينيا منذ بدأت الحملة الإسرائيلية قبل ستة أيام بوصفهم شهداء.

وينفي إعلام «حماس» ألا يكون هناك قتلى في إسرائيل جراء الهجمات الصاروخية مؤكدا على أن ذلك كذب. ويبدو أن الجمهور الفلسطيني يؤيد ذلك الموقف.

وقال محمد أبو عاصي (19 عاما) الذي يقول إنه وأسرته يعتمدون على تلفزيون «الأقصى» في معرفة أخبار الحرب «حينما سمعنا بالتهديد الليلة الماضية. انتابتنا فرحة عارمة. هذا ممتاز.. المقاومة توجه ضربات موجعة أكثر من أي وقت مضى. وإسرائيل تكذب كي تغطي على خسائرها لأنها تعرف أن ذلك سيكون انتصارا بالنسبة لنا. ونحن واثقون من النصر».

وتقول «حماس» وكثير من الأهالي إن التحذيرات الهاتفية الإسرائيلية من وقوع ضربات جوية وشيكة على المنازل، والتي لم ينفذ الكثير منها على مدى أيام هي جزء من حملة إسرائيل لإضعاف الروح المعنوية عند أهالي غزة.

ونفت وزارة الداخلية التابعة لـ«حماس»، ما جاء في منشورات إسرائيلية تم إسقاطها على المناطق الحدودية وتدعو فيها الناس لإخلاء منازلهم قبيل غزو بري محتمل. ووصفت الوزارة ذلك بأنه «حرب نفسية».

ولكن لغة خطاب «حماس» بدت مسلية للإسرائيليين أكثر من كونها مخيفة حتى مع هرع آلاف المقيمين في المدن والبلدات الإسرائيلية إلى الملاجئ مع انطلاق صفارات الإنذار.

وعرضت محطات التلفزيون الإسرائيلية لقطات حية لتل أبيب، السبت، أظهرت أن الصواريخ الموعودة انفجرت في الجو بفعل مظلة القبة الحديدية الإسرائيلية.

ولكن الإحباط أصاب الإسرائيليين جراء إلغاء حفل للمغني نيل يونج، الخميس، في تل أبيب بسبب الصواريخ.

وفي المقابل تلزم أسر غزة منازلها خشية القصف الإسرائيلي. ويظل أفراد الأسر على مدى ساعات متسمرين أمام التلفزيون المحلي وتغطيته الحماسية التي تمزج تداعيات القصف الجوي الإسرائيلي بنشرات تتحدث عن الانتصارات في المعركة.

وبث التلفزيون لقطة لوالد طفل في الرابعة من عمره وهو يهز جثمانه ويبكي طالبا منه الاستيقاظ ليرى اللعبة التي اشتراها له.

وبعدها ظهر خبر عاجل «صواريخ المقاومة تضرب عسقلان»، الواقعة في جنوب إسرائيل. وبعدها تبدأ الأغاني الحماسية. ولا يوجد أي ذكر تقريبا لاعتراض الصواريخ من جانب القبة الحديدية.

ولا يتعامل إعلام حماس مع إسرائيل وتجنب تغطية أي ردود فعل على أحداث العنف التي شهدها قطاع غزة في الحروب الصغيرة الماضية في أعوام 2008/2009 و 2012.

وأدت التحذيرات من القصف الصاروخي أمس إلى تبادل نادر ولكن غير فاعل لمصادر الأخبار بين الجانبين. فالقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي وقناة «الأقصى» تبادلتا بث تغطية حية من بعضهما. فأذاعت القناة الثانية الإسرائيلية التحذير وأذاعت فضائية «الأقصى» ردود الفعل.

وسأل المذيع الإسرائيلي نظيره الفلسطيني «هل يمكننا التحدث؟».

وقال المذيع الفلسطيني عبر مترجم «سنواصل استعراض القوة الفلسطينية. لا يمكن أن يقوم حوار بين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني».

SputnikNews