أخبار عاجلة

الجزائر تعيد كتابة التاريخ

تلك هي إحدي العبارات التي صرح بها كثير من لاعبي الكرة المصرية أثناء تشجيعهم لمنتخب الجزائر و تعبيرهم عن سعادتهم بفوزه علي الكوري الجنوبي، مؤكدين إنه فوز غير مسبوق لإي منتخب عربي.

لم يكن المدح قاصراً علي لاعبي الكرة المصرية فقط، بل قام أهل الفن و السياسة بالتغزل في أداء المنتخب الجزائري و تأكيد أن لديه قدرة حقيقية للتقدم في المونديال، حتي خروجه كان مشرفاً بعد أداء رائع و مميز.

بالطبع من يتابع المشهد الرياضي يستطيع أن يلاحظ التباين الشديد تجاه المنتخب الجزائري في 2009 خلال تصفيات مونديال جنوب افريقيا و 2014 و تصريح الكثير من الشخصيات العامة بأن منتخب الجزائر ممثل العرب الوحيد في المونديال.

قال بعض المحللين أن التباين في الموقف المصري تجاه المنتخب الجزائري بين عام 2009 و 2014 يرجع إلي إدراك لوجود مصالح بين البلدين بسبب إعلان السلطات المصرية توصلها لإتفاق مع نظيرتها الجزائرية من أجل مدها بثلاث شحنات من الغاز شهرياً، و قدرة الجزائر علي فك الحصار الخارجى الذى يقوده الإتحاد الأفريقي ضد النظام القائم. قد يكون ذلك صحيحاً جزئياً.

و لكن لمن يتابع شبكات التواصل الإجتماعي و أراء الأشخاص العادية علي صفحات فيس بوك أو حسابات تويتر يستطيع أن يدرك أن مساندة المنتخب الجزائري لم تكن من جانب الشخصيات العامة فقط و لكنها من جانب أغلب الشعب المصري.

أعتقد أن الأختلاف الرئيسي يكمن في الأداء الإعلامي، خاصة الإعلام الرياضي، الذي لديه كثير من المتابعين خاصه عندما يتعلق الموضوع بكرة القدم، الأشهر في مجتمعنا المصري بصفه خاصة و العربي بصفة عامة، و بالتالي يؤثر بشكل كبير علي الرأي العام و إتجاهاته.

ففي 2009 كان الإعلام الرياضى من العوامل الرئيسية التي قامت بالتحريض عندما بدأ بعض الإعلاميين بتبادل الاتهامات و إثارة المشاهد المصرى.
> فكان الإعلام الرياضى متهماً أساسياً أثناء مباراة مصر و الجزائر عندما وقع فى أخطاء مهنية فادحة، وأصبحت البرامج منابر للسب والردح، ومنحت الحرية للجمهور وبعض الفنانين لكى يقوموا بسب الجزائر و أهلها. وأتذكر فى هذا الوقت حالة الشحن المعنوى التى كان عليها الشعب المصرى نتيجة التغطية الإعلامية الخاطئة وإستغلال كثير من المذيعين برامجهم فى إثارة المشاهدين وجذبهم.

و لكنه أستدرك ذلك و أنتهذ مشاركة الجزائر في كأس العالم لكي يصحح الأخطاء التي وقع فيها النظام المصري في ذلك الوقت و التأكيد علي أن ما يجمع مصر والجزائر أكبر من كل محاولات الوقيعة أو التفرقة. ذلك بالإضافة إلي النظام الحالي الذي يعمل جاهداً لتصحيح ما أفسدته النظم السابقة، و توطيد العلاقات بالجزائر و غيرها، مع التأكيد علي مكانة مصر و ريادتها الدائمة.

لم يكن هناك إهتمام بتنظيم عدد القنوات أوالبرامج الرياضية التي أنتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، و لم يكن هناك وعي بشعبية تلك القنوات و البرامج علي الجمهور و تأثر الجمهور بمقدمينها ، و لم يكن كثير من مقدمي البرامج علي درجة كافية من المهنية و المعرفة بالضوابط التي تحكم العمل الإعلامي من عدم خلط الرأي بالخبر و خطورة الخطاب المحرض علي فريق أو منتخب أخر. فالإعلام الرياضي يقع تحت نفس الضوابط المهنية التي تحكم البرامج الثقافية و المجتمعية و السياسية و الترفيهية و ضرورة- الإلتزام بالسياق المهني لتجنب إثارة الفتن و الشحن المعنوي الذي يأتي دائماً بعواقب وخيمة.

SputnikNews