أخبار عاجلة

رئيس الموساد الأسبق:«حماس» أفضل من «داعش» في قطاع غزة

قال رئيس الموساد الإسرائيلي الأسبق، أفرايم هليفي، في مقالة نشرها في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الخميس، تحت عنوان «(حماس) أفضل من داعش في غزة»، إنه بعد العثور على جثث المستوطنين الثلاثة، عرض رئيس الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رؤيته السياسية والأمنية أمام إسرائيل والعالم، والتي وصفها بأنها ليست ردودا مخصصة لاحتياجات آنية، وإنما تؤشر إلى النية في تطبيق سياسة متلاحقة خطوة إثر خطوة.

واعتبر«هليفي» أن رؤية «نتنياهو» ينقصها ما يضمن أنها قابلة للتنفيذ على المستويين الفلسطيني والإقليمي.

وأوضح أن الفرضية الأساس لـ«نتنياهو»، هي أن تتحمل إسرائيل وحدها المسؤولية الأمنية عن كل مساحة «أرض إسرائيل (فلسطين التاريخية)، وأنه فقط بهذه الطريقة يمكن ضمان أمن مواطنيها، وأن هذا الوضع سيستمر بدون تحديد سقف زمني، حتى لو تم التوصل إلى طرق لمنح الفلسطينيين دولة في هذه الحدود أو تلك، فسوف تكون كيانا ينقصه الكثير من علامات الاستقلال السياسي».

وأضاف أن التطورات الإقليمية، بحسب «نتنياهو»، تلزم بإقامة سياج أمني ناجع على طول الحدود مع الأردن، لمواجهة المخاطر الآتية من الشرق والشمال الشرقي، والتحكم بشكل فعال بحركة الفلسطينيين الذين يعيشون بين جدار الفصل الغربي وبين الجدار الشرقي الجديد.

وبحسب «هليفي» فإن الفرضية النابعة من خطاب «نتنياهو»، هي أن الفلسطينيين سيعتادون هذا الوضع، سواء لعدم وجود خيارات أمامهم أم لأنه في نفس الوقت ستبذل جهود لتوفير ظروف حياة أفضل، مزدهر وحكم ذاتي محدود بما يتماشى مع الاحتياجات الأمنية لإسرائيل.

وقال إن إسرائيل ستواصل حربها بدون هوادة ضد «الإرهاب» الذي تقوده حركة «حماس»، وبشكل مواز ستبدأ سياسة إقليمية تتقرب خلالها من والسعودية ودول الخليج، وتكون مخلصة بشكل خاص للأردن، وفي هذا الإطار أشار «نتنياهو» إلى كردستان، التي لا تزال جزءا من شمال العراق، حيث بادر إلى الإعلان عن دعمه لاستقلالها السياسي.

ولكن «هليفي» يشير إلى أنه لا يوجد ما يضمن أن هذه السياسة قابلة للتنفيذ، فالجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية بدأ يستيقظ، والمواجهات بين اليهود والعرب تتصاعد، وسيطرة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، «أبو مازن» على شعبه تتراجع، سواء بسبب أخطائه هو أم بسبب نشاط إسرائيل العلني ضده في الشهور الأخيرة، لإجباره على السير في المسارات التي تضعها إسرائيل له.

ويشير «هليفي» في هذا السياق إلى احتمال قيام أفراد ومجموعات بعمليات انتقامية، يمكن إحباط بعضها، ويمكن أن يؤدي بعضها إلى إشعال الوضع.

وأضاف «هليفي» أنه نظرا لأن الجانب الفلسطيني لن يوافق على ما يعرض عليه، فسوف يضطر «أبو مازن» إلى مواجهته أو الانسحاب من الحلبة، وبالتالي فإن انهيار السلطة سيكون نتيجة لا يمكن ردها.

وقال «إنه على المستوى الإقليمي، فإن دعم «نتنياهو» للاستقلال كردستان، يبعد إسرائيل خطوة أخرى عن صديقتها الأمريكية»، بحسب تقرير نشره موقع «عرب48».

ولم يستبعد أن تكون خطوة «نتنياهو» بهدف إثارة إقامة دولة كردية في المناطق التي يعيش فيها أكراد، ما يعني ضم مناطق مستقبلا من شمال إيران وتركيا وسورية للدولة الجديدة.

وتابع «هليفي» أنه في حال تشكل معارضة إقليمية شديدة لإقامة دولة كردية، فتوجد شكوك فيه بأن تكون إسرائيل، بكل قدراتها، قادرة على تحمل عبء هذه العملية، ويلفت في هذا السياق، إلى أنه خلال حرب أكتوبر 1973، كانت تتمنى إسرائيل أن يفتح الأكراد جبهة قتالية ضد العرب في شمال العراق، ولكن خاب أملها.

وأشار «هليفي» إلى أن «(نتنياهو) تحدث عن (الإسلام المتطرف) في إشارة إلى تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، (داعش)، الذي يتجه صوب بغداد، وبشكل عبثي ربط بين (داعش) بحركة (حماس)، ولكنه أكد أن (حماس) هي الخصم الأمرّ والأنجع في مواجهة (داعش)».

ولفت إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، صرح، الأربعاء، بأن حركته معنية بالحفاظ على الاتفاقيات مع إسرائيل، والتي أنهت جولتين من القتال، «الرصاص المصبوب» و«عامود السحاب»، وبالنتيجة فإن «(حماس) أفضل من (داعش) في غزة».

واختتم «هيلفي» مقاله بقوله: «هذا التوقيت بالتأكيد هو الأسوأ للحديث عن مصالح مشتركة بين إسرائيل وحركة (حماس)، وخاصة بعد أيام من مقتل المستوطنين الثلاثة، فالقلب يقول لا للأبد، ولكن ماذا يقول العقل؟».

SputnikNews