أجرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية حواراً مع أحد مقاتلى جماعة "جبهة النصرة" المتطرفة فى سوريا، والتابعة لتنظيم القاعدة، حيث أكد أن جماعته تعتقد بأن العلويين متحولون عن الدين الإسلامى، وأن أبناء المذهب السنى المطالبين بالحرية "كفار".
واستهلت المجلة حوارها الذى بثته على موقعها الإلكترونى، مساء أمس الخميس، بالسؤال عن مصدر القوة التى اكتسبتها "جبهة النصرة"، والتى عزاها المقاتل، الذى طلب عدم الإفصاح عن هويته، لأنه لم يحصل على إذن بالتحدث للصحافة، إلى "ضعف الجماعات الأخرى، بالإضافة إلى استناد الجبهة إلى أيديولوجية" بحسب وصفه.
> وقال: "نحن لسنا مجرد ثوار إن أفعالنا تصدر عن عقيدة لسنا مجرد مقاتلين ضد طاغية إن قتال بشار الأسد ليس إلا جزءاً من نضالنا وما الجماعات الأخرى إلا بمثابة رد فعل لما يقوم به النظام بينما نحن نحارب وفقاً لرؤية محددة".
وحول هذه الرؤية، قال المقاتل "إننا نحارب لإخراج العباد من عبادة الأشخاص إلى عبادة الله.. نحن لا نعتقد فى وجود حرية كاملة: إنما حرية تحدها حدود الله الذى خلقنا ويعرف الأفضل لنا"، وعن المستقبل السورى، حاولت المجلة البريطانية معرفة وجهة نظر مقاتل "جبهة النصرة" الذى أعلن عن رغبة جماعته فى أن يشهد المستقبل "حكم الإسلام ليس فقط فى دولة ذات حدود ولكن فى أمة تجمع مسلمى العالم وتوحد شملهم".
وعن رأى "جبهة النصرة" السنية فى الطوائف الأخرى ومن بينها الجماعات السنية الأكثر اعتدالاً، أجاب مقاتل "الجبهة" أن تطبيق الشريعة الإسلامية يضمن حماية تلك الطوائف، مشيراً إلى مجاورة النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) لليهود على سبيل المثال، ولكنه أكد وجوب أن تكون مقاليد السلطة بأيدى من أطلق عليهم وصف "المؤمنين" لا فى يد غيرهم.
وبالسؤال عن الطوائف خاصة العلويين، فرد مقاتل الجبهة بأن ثمة فارق بين "الكفار من الأساس والمتحولين عن الإسلام وفيما يتعلق بالمتحولين فإنه يجب معاقبتهم"، ووفقاً لمعتقد الجبهة يندرج العلويون ضمن هؤلاء المتحولين، وحتى أبناء المذهب السنى ممن ينشدون الحرية هم -بحسب الجبهة- "كفار مثلهم فى ذلك مثل كل أبناء المذهب الشيعى".
وعن موقف الجبهة حال قرر الغرب تسليح الجماعات الأخرى التى تختلف معها، وعما إذا كانت ستتصادم معها، قال مقاتل جبهة النصرة إنه "إذا تم توجيه السلاح ضد الأسد و"حزب الله" فلا بأس فى ذلك، ولكن إذا ما تم توجيهه ضدّنا، فهنا ستكون المشكلة، ونحن من جانبنا سنبذل جهدّنا قدر المستطاع بتجنب الاقتتال مع جماعات أخرى"، مضيفاً إن الغرب يسعى إلى تدمير سوريا.
وتساءلت المجلة عما إذا كان ثمة خطط لدى "جبهة النصرة" لتنفيذ عمليات ضد الغرب مستقبلاً، فأكد مقاتل "الجبهة" أنه "ليس ثمة صداقة دائمة ولا عداوة دائمة، وأن الجماعة ستفعل ما تراه فى صالح المسلمين"، مضيفاً أنها تركز فى الوقت الراهن على قتال الكفار المتواجدين ببلاد المسلمين المحتلة، أما عمليات المستقبل فسيتم تقريرها لاحقاً.
وعما إذا كان يمكن لجبهة النصرة إجراء حوار مع النظام السورى، فأجاب بأنه ليس ثمة ما يمنع من ذلك ما دام فيه مصلحة للمسلمين مثل الحصول على الغاز أو الماء، مشيراً إلى أن القرار فى هذا الصدد بيد "أمير الجماعة"، وتساءلت "الإيكونوميست" عن كيفية الانضمام لصفوف "جبهة النصرة" والإجراءات اللازمة لذلك، فأجاب بأنه "يتم فحص المتقدم للانضمام للجماعة والذى يجب أن يكون موالياً لفكر الجبهة وأن يأتى بتوصية من أحد أعضاء التنظيم وأن يذهب لمخيم، حيث يتلقى قدراً من التعليم والتدريب وأن يقسم على الولاء لأمير الجماعة وطاعة أوامره".