استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، كيم داروك، مستشار رئيس الوزراء البريطاني للأمن القومي، حاملا رسالة خطية من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للرئيس السيسي، وذلك بحضور جيمس وات، سفير المملكة المتحدة بالقاهرة، والجنرال سيمون ميال، مستشار شئون الدفاع المعني بالشرق الأوسط بوزارة الدفاع البريطانية. وقال السفيرإيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن «داروك قدم التهاني للدولة المصرية على التنظيم المتميز للانتخابات، وللرئيس السيسي على فوزه الرائع فيها، كما سلم الرئيس رسالة خطية من رئيس الوزراء البريطاني، منوها بإدراك بلاده لحجم وطبيعة التحديات التي تواجهها مصر، سواء على الصعيد الاقتصادي، أو على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف، ومعرباً عن موقف بلاده الداعم للموقف المصري في أية مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، فضلا عن تطلعهم لاستمرار المملكة المتحدة على موقعها المتقدم ارتباطا بالاستثمارات الأجنبية في مصر، والتي تضطلع فيها شركات الطاقة البريطانية بمرتبة متميزة، واِستعدادهم لتدريب ضباط الشرطة المصريين في مجال حقوق الإنسان». وأضاف المتحدث باسم الرئاسة، في تصريحات، مساء الأربعاء، أن «الرئيس طلب في مستهل اللقاء نقل تحياته وشكره لرئيس الوزراء البريطاني على تهانيه، مؤكداً على إدراك مصر لحجم دور بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وتطلعه إلى انعكاس هذا الدور على العلاقات المصرية الأوروبية، ونوّه الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن خطر الإرهاب والتطرف لا يعد تحديا داخليا تعاني منه مصر فقط، وإنما تعاني منه المنطقة ككل»، موضحا أن «واقعنا الإقليمي يؤشر بقوة على صحة ذلك»، ومحذرا من أن «عدم تدارك الأوضاع في البؤر المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، من شأنه أن يؤدي إلى استمرار انتشار الإرهاب واِتساع دائرته لتشمل دولاً أخرى في المنطقة، بل قد يمتد تأثيره إلى دول جنوب المتوسط الأوروبية، بما يحمله ذلك من تداعيات سلبية على الاتحاد الأوروبي». وأوضح الرئيس أنه «بدأ يلمس إدراكاً غربياً وفهماً أكثر نضجاً لهذه الرؤية التي طالما تحدث عنها مع الغرب بصفة عامة طيلة العامين الماضيين»، معربا عن تطلعه لاضطلاع كافة الأطراف المعنية بالتزاماتها الأخلاقية والأمنية والإنسانية تجاه المنطقة بصفة عامة، وإزاء العراق وسوريا وليبيا بصفة خاصة. وذكر بيان الرئاسة ان المسؤول البريطاني أمن على الأخطار المتزايدة للإرهاب، سواء على مستوى منطقة الشرق الأوسط أو على المستوى الدولي، مشيرا إلى أن «قمة الدول السبع الصناعية التي انعقدت الأسبوع الماضي، اعتبرت أن الخطر الرئيسي في سوريا اليوم هو الإرهاب، والذي راح ضحية له ثلاثة أبرياء في أحد المتاحف البلجيكية، على يد أحد العائدين من سوريا». وأوضح السيسي أنه «ينبغي تقييم ما تشهده مصر والتوجه العام للمسار الديمقراطى بها من منظور استراتيجي»، مرجعا الثقة التي عبر عنها المصريون في صناديق الانتخابات الرئاسية إلى رغبة الشعب المصري في استعادة الأمن والأمان. وأضاف أنه «من المهم وضع هذه التطورات التى تشهدها مصر فى إطار السياق الداخلى والإقليمى الذي تمر به المنطقة من تصاعد للعنف والإرهاب، وأن ملف مكافحة الإرهاب، ومواجهة التطرف يحظى بأولوية متقدمة لدي مصر نأمل أن تشاركنا إياها الدول الغربية». وأشار الرئيس إلى أن «الدولة المصرية أثبتت منذ 30 يونيو 2013 أنها، وبمشاركة كل مؤسساتها، لم تدخر جهدا لتجنيب الشعب المصري مصائر شعوب أخرى تعاني ويلات وتداعيات الإرهاب والتطرف».