أخبار عاجلة

الكاتب والسياسى المصرى محمد أبوالفضل والعضو المؤسس للأتحاد الدولى للصحافة والأعلام المجتمعى فى حوار خاص لـــــــ دنيا الوطن \ رام الله

الكاتب والسياسى المصرى محمد أبوالفضل والعضو المؤسس للأتحاد الدولى للصحافة والأعلام المجتمعى فى حوار خاص لـــــــ دنيا الوطن \ رام الله الكاتب والسياسى المصرى محمد أبوالفضل والعضو المؤسس للأتحاد الدولى للصحافة والأعلام المجتمعى فى حوار خاص لـــــــ دنيا الوطن \ رام الله

* أبوالفضل : لا أرى أنظمة عربية، إنما أرى ألعاباً تحرك بالريموت كونترول من الخارج
* أبوالفضل : التغييرات العربية، ما هي إلا برنامج تصفية للقضية الفلسطينية
* أبوالفضل : هذه هي المرة الأولى التي يلحتم فيها الشعب مع شخص قبل توليه الرئاسة
* أبوالفضل : جيش يتمتع بميزة متفردة، أنه بحق جيش الشعب وليس السلطة
* لم يخف إعجابه بالتجربة الديمقراطية في أوروبا وبفكرة الأتحاد الأوروبي، التي لم يستطع المسلمون تحقيق مثيل لها
عندما تراه لأول مرة تشعر بالأرتياح، وتعتقد أنك تعرفه، وربما قابلته من قبل، بسبب هدوئه الشديد وأدبه العميق، يتصرف على طبيعته، بلا رتوش ، لديه قدرة على علاج كل مرض سياسى وأجتماعى ، شرط توافر الإرادة الجماعية، وعنده حلول لعدد كبير من الأزمات السياسية، شرط إخلاص نوايا جميع القوى الحزبية، يميل للصمت غالبا، ويبغض العنف دائما، لذلك يسعى لوقف النزيف الذي يسيل بسبب السياسة ، وعلى استعداد لدفع الثمن في كل لحظة، إنه شخصية مصرية،يملك شخصية وطنية وقومية رائعة، يتصف بعمق ثقافته وصراحته وجرأته  وتفهمه العميق لواقعه السياسي والأقتصادي، وهو ناشط سياسي وأجتماعي ، يملك حساً ثورياً، ويفهم واقعه المصرى  في ظل الظروف الحاليه جيدا، وما يعانيه من أزمات فهو يعمل جاهد لفضح السياسة الفاسدة ، ويدافع عن عزة وكرامة وطنه بكل ما يملكه من قوة وبأس وذكاء، وهو دائما صاحب الآراء الجريئة والتصريحات المباشرة التي تتسق مع رؤيته بصرف النظر عن آراء الآخرين حولها فالهدوء الظاهر على وجه أبوالفضل ، يجعلك تعتقد أنه مسالم جدا، ولا يبحر ضد العواصف السياسية، لكن ما قام به الرجل من تصرفات ومبادرات لأنقاذ الأوضاع بالصعيد تجعلك أمام شخصية متمردة، تهوى إزالة الغبار، وتسعى إلى كشف المستور وجعل الحقيقة عارية بأستمرار، وخلال الفترة الماضية تعمد التجديف ضد التيار، الأمر الذي عرّضه لمشكلات وأزمات لم تحترم صراحته أو تقدر اجتهاده، ويمكن رصد سلسلة من المواقف، تؤكد أنه سياسي- مقاتل متسق مع نفسه.
                                                                                           أنه الكاتب السياسى محمد أبوالفضل توجهنا إليه لمعرفة قراءته للمشهد الراهن والقادم سريعا في مصر، فكان لنا معه هذا الحوار:
نقله: وليد سلام 
* ما هي الأفكار والقيم والمباديء الاجتماعية والسياسية التي تؤمن بها وتدافع عنها؟؟؟
إيماني هو مصر، وكل ما يتعلق بها من ثوابت وطنيه، تحمي قدسية الإنسان وكينونته، وحريته بوطن مسلوب ، العدالة الاجتماعية والمساواة، بقيم تحفظ إنسانيته واستمرار وجوده، كصاحب حق بهذا التراب الوطنى .
* هل يمكن القول أنك شخص قوي وصريح وجرئ ،وهل أنت شخص متفائل أم متشائم ؟؟؟
أنا متفائل، ولا أعرف معنى الاستسلام، وأؤمن أن النضال، وعلى كافة المستويات، هو حتى الرمق الأخير، فإما نعيش كراماً، أو نموت كراماً.لا أخاف من الأمور الجديدة، ولا خوف لي من الأبتكار، فالحاجة أم الاختراع، ومن لم يجد الفرصة، وجب عليه خلقها، ليتمكن من التقدم في الأطر التي تناسبها.
*هل يمكن القول أنك شخص ديمقراطي، ومتحرر أجتماعياً، ومنفتح على الآخرين، وتؤمن بالرأي والرأي الآخر والتعددية السياسية؟؟؟

أنا إنسان أواكب العصر، بالانفتاح العلمي، وأستغل الإمكانيات المعطاة لي، لأطور ذاتي وعملي، ولكني لست متحرر بالمفهوم السائد، فانا إنسان محافظ وانتقائي، واختار كل ما بلائم معتقداتي وإيماني، نعم أنا حر، ولكني وضعت لنفسي بعض الخطوط الحمراء، التي أراها كمبادئ ثابتة، لا أتخطاها، كوني أرى بها قيماً صحيحة يجب عدم التخلي عنها، او نبذها تحت اسم الانفتاح للمجتمع، والتحرر، فالتحرر والحرية هي مسؤولية اتجاه نفسي، واتجاه المجتمع، بالإضافة إلى ذلك، أنا أرى ان هناك أموراً قد تبخس من قيمة الأنسان، وتحد من دوره في عملية البناء والمشاركة، ذلك فانا أؤمن بالديمقراطية، ونهج الاحتواء، وليس الإقصاء، فعلينا أن نكون قادرين على تقبل الرأي الآخر واحترامه، حتى لو كان مناقض لآرائنا، فحق التعبير عن الرأي، هو حق عام، وحق إنساني، كفلته القوانين الدولية والإنسانية، بالإضافة إلى ذلك علينا أن نكون قادرين على التسامح، فقد نختلف بأمر، ولكن نتوافق بأمور، لذا علينا أن نرى النصف المليء من الكوب، وليس الفارغ، وعلينا أن نتعلم الالتفاف حول المصالح المشتركة، التي قد تجمعنا رغم كل الفروقات، والالتحام على المستوى الإنساني، ذلك المستوى الذي يتم به تناسي كل الفروقات المجتمعية، الطبقية، والمادية، والسياسية، ولا يبقى إلا كينونتنا، وإنسانيتنا، فنحن نمثل قطعة فسيفساء رائعة، بجماليتها وألوانها، التي تمثل اختلافنا، وتنوعنا، وقدرتنا على التواجد بنفس المكان وبسلام.
*هل تؤمن بحرية المرأة اجتماعياً واقتصادياً، وسياسياً؟؟؟
أومن بحرية المرأة، ودورها الريادي على كافة الأصعدة، والمجالات، كقائدة، وكعنصر مؤثر على مسار اتخاذ القرارات، وواجباتها في عمليه البناء والتطوير والتربية، وان تأخد دورها الريادي في صقل وتأهيل كوادر نسوية، قادرة على النهوض بالواقع الاجتماعي المترهل، والمصاب بالتخمة، من بعض القيم والعادات الدخيلة، وأيضاً، من مفاهيم العولمة، والخصخصة والتكنولوجيا المتاحة، بين أيادي شبابنا وبناتنا، مع التأكيد، على دورها النضالي التثقيفي، لأجيال لديها حس الانتماء وللمرأة الحق في أن تمارس دورها السياسي دون أي ضغوطات من أحد، ولا وصاية عليها، فيما يتعلق بالأمور السياسية، الثورة الجزائرية لم يكتب لها النصر وفشلت، حينها اضطرت قياده الثورة أن تدخل المرأة وبكل قوة بالثورة وانتصرت بعد ذلك.
*سيادتكم عضو مؤسس بالأتحاد الدولى للصحافة والأعلام المجتمعى فما هى الرؤية والرسالة الخاصة بالأتحاد ؟؟؟
الرؤية للأتحاد هومنبر إعلامي مؤسسي وأجتماعي تفاعلي رائد يعزز الاتجاهات الإيجابية ويبني القدرات الإعلامية ويسهم في التنمية وسيكون مقره الرئيسى بالمغرب وله فروع بجميع الدول العربية فى المستقبل القريب  بأمر الله تعالى  .                                                                                                                أما رسالته فهى خلق منابر إعلامية مهنية ومستقلة في الوطن العربى عن طريق الأستثمار في شباب الصحفيين من خلال تطوير مهاراتهم الصحفية المختلفة بما ينعكس إيجابا على الساحة الإعلامية العربية وبتجميع المواهب الأبداعيه العاملة فى كافة مجالات النشرالأعلام الألكترونى المجتمعى  في العالم العربى  بشتى فروعه وتخدم جميع العاملين فيه من العرب من كتاب وإعلاميين ومدونين وفنيين ومبدعين في مجالات النشر الأعلام والإعلام الإلكتروني المجتمعى  المقروء والمسموع والمرئى تقديم الدعم والخدمات المهنية الأساسية لجميع المنتسبين من خلال حزمة أنشطة و فعاليات مبتكرة تقوم بسد الأحتياجات العامة وتسهم بشكل فاعل في تنمية النشر والإعلام الإلكتروني محلياً من خلال الابتكار والجودة ومواكبة الجديد وأستشراف المستقبل

                                                                                          
*ما رأي السيد أبوالفضل بالتغيرات التي حدثت وتحدث في بعض أنظمة الحكم العربية، وهل ما يحدث هو ربيع عربي حقاً، ام خريف عربي؟؟؟ وهل أنت مع حكم الإسلاميين التكفيريين في سوريا ومصر وتونس وليبيا؟؟؟؟
"من رضع ثدي الذل دهرا *** رأى في الحرية خرابا و شرا"                                          لا أرى أنظمة عربية، إنما أرى ألعاباً تحرك بالريموت كونترول من الخارج، إن الأنظمة العربية هي أنظمة عميلة، ومتواطئة على شعوبها، وبلادهم مستعمرة، رغم عدم وجود الجنود أحياناً بشكل فعلي على أراضي البلاد المعنية، إن هذا الربيع الأسود، هو برنامج مخطط لضرب وتصفية القضية والمقاومة، بأيدي أبناء الأمة، إن البرنامج الأمريكي الصهيوني، ينفذ بأيدي عربية، ويمول بأيدي عربية، جرى تلميعها لفترات طويلة، إن الإسلام السياسي، اثبت فشله في كل مكان، ولا مكان له في أي مستقبل مشرق لبلادنا، الوطن العربى  يقسم لإمارات، حروب تشن باسم الدين، الألوف تقتل باسم الفروقات المذهبية، وكل ذلك يجري بتسليح أمريكي، ودعم صهيوني، إن أعداء الأمة يحاولون إبعاد وجهة المقاومة، والنضال، عن العدو الرئيسي لأمتنا "الصهاينة " لتصفية قضية فلسطين، قبل ربيع ولا حتى خريف، بل هي جهنم على الأرض، وعلى المستوى الإقليمي، إن النظام العربي..نحن نعرف نشأته، ولماذا أنشيء في الأصل..نعم أنظمة تُحرَّك بالريموت كونترول..أنظمة قاهرة لشعوبها..ومتواطئة على كل ما هو خير لصالح الشعوب..وتقدمها وتطورها..خرج الاستعمار العسكري منها شكلاً، وبقي مضموناً بكل وسائله..هذا ليس ربيعاً..وقد رأينا كيف ركبوا على ثورة الجياع في تونس، وهنا فى مصر وليبيا ..وقد رأينا بأن العالم كله استنفر، ودعم الأنظمة العميلة لتدمير ليبيا..وقد صار لهم ما أرادوا..وكل ما جرى كان يَصُـبُّ في مصلحة دولة الكيان.. وبدأت المؤامرة بالوضوح، فيما جرى في سوريا..ومحاولة إسقاط النظام في سوريا.. ومحاولة إسقاط النظام والدولة العربية الوحيدة، الداعمة والمساندة للمقاومة في المنطقة..عندما سلح المتآمرون عصابات التكفيريين والقاعدة، وأتوا بهم من كل أصقاع الأرض..لنقتل بعضنا بأيدينا..ها نحن نرى ماذا جرى في العراق..عملياً العراق ثلاث دول ..وليبيا مرشحة للتقسيم إلى أربع دول.. والسودان أنشطر نصفين، والدور على دار فور.. ولو لا سمح الله نجح مخططهم في مصر أوسوريا لكانتا أربع دول أو أكثر .
*هل يعتقد السيد أبوالفضل أن التغيرات العربية التي حدثت وتحدث، تصب في مصلحة القضية الفلسطينية؟؟؟
إن التغييرات العربية، ما هي إلا برنامج تصفية للقضية الفلسطينية، ومؤامرة حيكت بليل على يد المنظومة الصهيو-أمريكية، وبتنفيذ اذرع عربية، ليتم تشتيت الشعوب وتغيير وجهتها على مستوى النضال القومي، مستغلة الفئوية الاثنية، والفروقات الطائفية، كعقب اخيلس، لتفتيت المقاومة، وضرب المحور الممانع، وذلك لضمان المصالح الأمريكية في المنطقة، وضمان استمرارية الكيان الصهيوني فقط، الموقف في سوريا هو من سيبلور المصلحة الفلسطينية، وبقاء محور المقاومة والممانعة بكامل فع ديمقراطية في أوربا .
وهنا لا أخفي إعجابى بالتجربة الديمقراطية في أوربا وبفكرة الاتحاد الأوروبي، التي لم يستطع المسلمون تحقيق مثيل لها، على الرغم من أن تلك الفكرة تبلورت بعد تاريخ طويل ودامٍ من الحروب والصراعات الأوربية، القومية منها والدينية.
هذا الفشل الإسلامي في تحقيق نموذج مشابه للنموذج الأوروبي يعيده إلى غياب التوافق بين جميع الأطراف في المجتمعات الإسلامية على وقف استخدام السلاح والعنف لفرض الأفكار بالقوة وبالتخويف.
وفي هذا السياق أقدم مثالا راهنا على هذا السلوك العنفي ويتجلى ذلك في مثال النظام السوري الذي أستخدم سياسة العنف والإكراه لإخضاع الناس وتخويفهم، لكنه رغم ذلك لم يتمكن من تركيعهم، أو يقضي على ما كان يدور في عقولهم وقلوبهم من توق إلى الحرية، والثورة من أجل التحرر من سلطة القمع والإكراه.

*واشنطن تلوح بأنها لا ترغب في تولي المشير مقاليد الحكم في مصر، فهل سيغير هذا من توقعاتك؟                                                                                   لن يعرقل أستلام السيسي لمنصب رئيس الجمهورية سوى إرادة الله. لا أمريكا ولا غير أمريكا بأمكانها أن تفعل أي شيء. توجد إرادة شعبية جارفة، الشعب قد التحم بهذا الرجل. وربما هذه هي المرة الاولى التي يتفاعل ويلتحم فيها الشعب المصري بهذا الشكل مع رجل ويدفع به دفعا إلي القصر الرئاسي، فحتى ارتباط الشعب بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حدث بعد عام من توليه السلطة وليس قبل ذلك. نحن أمام وضع استثنائي وعلينا أن نقرأه جيدا. لو ترشح ألف شخص في اللحظة الراهنة أمام السيسي فلن يفوز إلا هو، لأن المصريين يريدون هذا، نحن أمام إرادة شعب قد اختار رئيسه بنفسه حتى قبل أن يقدم علي الترشح.
*الرئيس القادم تنتظره ملفات ومواجهات كثيرة وصعبة، هل ترى في الفريق السيسي القدرة علي إدارة هذه الملفات جميعها؟
لو لم يتمكن من حماية هيبة الدولة وحماية حدود الوطن وحماية صورته في أذهان المواطنين، فعليه أن يرحل فورا حتى يحتفظ بحب ونظرة الناس إليه. بالطبع سيكون علي المحك، بالنسبة لي أراه الأقدر والانسب. ولكن إذا ما ظهر فيما بعد أنه بطل من ورق، فعليه الرحيل لأن الشعب المصري لن يقبل باستمراريته. الشعب سوف يساند الرئيس الذي وضع فيه كل ثقته وسوف يعمل بكل طاقته، حتى يتمكن هذا الرئيس من أداء مهامه. ولكن في حال الفشل فسوف يكون هناك وقفة أخرى مغايرة تماما.
*هناك تصعيد في سيناء، وجنسيات أجنبية علي أرض مصر تعمل علي تخريبها، كيف تستهين بكل هذا؟

لا توجد أستهانة أو ثقة مفرطة، ولكن ثبت للعالم كله أن جيش مصر يختلف عن أي جيش أخر. لأنه أثبت بجدارة أنه جيش الشعب، لا ينتمي إلا للشعب فقط، بحيث لم يعد لأحد القدرة علي الفصل بينهما، فالمواطن البسيط هو جزء من هذا الجيش والعكس صحيح. هذه هي الميزة التي يتمتع بها جيشنا، لهذا نثق به ونسانده ونحارب معه حتى النهاية، ولا نخشى من أي مؤامرات أو تنظيمات داخلية أو خارجية.
* ماذا لو ترشح الفريق أحمد شفيق؟
لو لم يترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي، فان أي رجل من المؤسسة العسكرية سوف يترشح سيكون هو الفائز من دون منافس. فالجيش الآن شعبيته لا حدود لها، وقد تمكن هذا الجيش العظيم من تجريد الاخوان من أقوى سلاح لهم علي مدى عقود، فقد جردوهم من هالة الشعبية التي كانوا يتمتعون بها.
كل ما في وجدان المصريين الآن هو الجيش، لم يعد هناك شعبية لأي قوى علي الأرض تمكنها نت أن تنافس ما يتمتع به الجيش اليوم من شعبية ومكانة.

*كيف ترى وضع الاخوان الآن؟
أناس لم يعد لهم أي قوة حقيقية علي الأرض، ولا يملكون اليوم سوى التطاول بالألفاظ ونشر الشائعات. قد انتهت هذه الأسطورة، وأكررها كل شعبية الاخوان التي كانوا يتمتعون بها قد انتقلت بالفعل إلي الجيش. لقد قضوا بغبائهم علي كل ما كانوا يمتلكونه من رصيد لدى الناس. بل وقضوا أيضا حتى علي المظهر المتدين، فاليوم هناك ريبة حقيقة في أي شخص رجل أو إمرأة تخرج إلي الشارع بمظهر متدين. لقد ضربوا التيار الديني نفسه في مقتل.

*يرى البعض أنه كان من المتوقع أن تكون في صف جماعة الاخوان وليس العكس .
أنا انحاز إلي الاسلام، لهذا لا يمكن أن أميل إلي من يتاجر في الاسلام، سرقوا الدين واسم الله للوصول إلي المال والسلطة، لهذا خسف الله بهم الأرض. فالله يؤجل الحساب ويمهل المخطيء، لكنه عز جلاله لا يمهل أبدا من يتاجر بالدين. لهذا كانت نهايتهم سريعة ومتوقعة. وبالمناسبة فكرة التجارة بالدين ليست بالعبقرية أو الجديدة. فحينما أراد الثعلب أن يأكل الديك، خرج إليه في ثياب الواعظين.
* لدينا مشاكل اقتصادية كبيرة. بحكم خبرتك، هل ترى الشعب المصري قادر علي تحملها حتى يستقر الوضع الأمني في البلاد؟
نعم قادر علي هذا في حال واحد. أن يعيش من يحكمه مثله، ولكن إذا ما شعروا بالهوة الكبيرة بين حياته وحياتهم فلن يتحملوا. لم يعد هناك أي مجال لشعارات (ربط الأحزمة علي البطون) في ظل وجود مسئولين يعيشون في وضع ومستوى مغاير تماما. ولكن إذا ما شعر المصريون أن الجميع في نفس البوتقة فسوف ينصهرون مع الحاكم وسوف يظهرون بطولات يومية حتى تمر مصر من أزمتها الاقتصادية.
*هل ترى أولويات لحل مثل هذه الأزمة؟
هناك أربعة أو خمسة قرارات بأمكانها انعاش المواطن في وقت قليل. في مقدمتها إعادة توزيع الثروة، فلا يجوز أن يكون مرتب مسئول بالملايين، والغالبية تعيش بالكاد. لابد من اتخاذ قرارات فورية وسريعة وحاسمة لتغيير هذه الأوضاع.
*ولكن هناك محاولات خجولة لتفعيل قرارات مشابهة، ولكن يبدو أنها تصطدم بواقع صعب.
أنا لا أتحدث عن حكومات موجودة فقط شكليا، بل أتحدث عن قرارات قوية تصدر عن رجل قوي. قرارات ثورية فعالة وسريعة، حتى يشعر المواطن بأنه مقدم علي تغيير حقيقي.
* علي ذكر القرارات الثورية، أيهما بنظرك ثورة حقيقية، 25 يناير أم 30 يونيو؟
كلاهما ثورتا الجيش المصري. في 25 يناير خرج الشعب ولكن انقضت علي ثورته جماعة الاخوان وحلفاؤها، ولولا موقف الجيش ما تخطينا تلك الفترة. وفي 30 يونيو خروج أخر للشعب انحاز له الجيش وتمكن من حماية ادارة هذا الشعب. 25 يناير تجيب علي كافة الشائعات ضد الجيش بأنه يقتل ويسفك الدماء من أجل الوصول إلي السلطة. مدام هذا الجيش يقتل فلماذا لم يقتل في يناير، ومدامت أطماعه تحركه لماذا لم يستول علي السلطة ويحتكرها بعد تنحي مبارك؟
وكما أن 25 يناير تبريء الجيش فانها أيضا تجيب علي اداعاءات الاخوان، بأنهم من قاموا بتلك الثورة. لو كان هذا حقيقيا فلماذا لم يقوموا الآن بمثلها. الجيش هو الجيش والقبضة الأمنية كانت أشد، فلماذا فشلوا ولم يتمكنوا من الحشد والقيام بثورة قادرة علي عزل الموجودين الآن بالسلطة. هذا يفضح أكاذيبهم، وفي رأيي الشخصي كانوا وسيظلون غير قادرين علي عزل عسكري بسيط  من منصبه وليس عزل رئيس دولة.
* في النهاية وأنت تؤيد بقوة وصول الفريق أول السيسي إلي القصر الرئاسي، ماذا تقول له كي يعبر بمصر إلي بر الأمان؟
أذكره فقط بما قاله: أن هذا الشعب منذ زمن لم يجد من يحنو عليه. لهذا يجب أن يحنو علي المصريين بالمعنى السياسي الواسع والشامل للكلمة.

معلومات الكاتب