بمجرد أن تلمحه من بعيد ستدرك عظمته ومدى ضخامته، وما هي لحظات ويتأكد ظنك عندما تدخله فتداعب عظمة آثاره وتنوعها عينيك يميناً ويساراً، وتدرك أنك في أكبر متاحف العالم مساحة وأكثرها ثراء وتنوعا، فهو يفوق في ضخامته متحف «اللوفر» بباريس، ليس هذا متحف من صنع الجرافيك الذي لطالما أدهشنا في الأفلام بتصوير أشياء خرافية لا وجود لها، ولكنه صرح حقيقي لا تخطئه عين يُدعى «الميتروبوليتان»، ذلك المتحف الذي يعد أشهر متاحف العالم نظراً لضخامته والتي يتفوق فيها على متحف اللوفر الفرنسي، بالإضافة إلى كونه يمثل سلة تضم أثار وأعمال من مختلف حضارات العالم فرعونية، إسلامية، يونانية، إغريقية، بيزنطية، لاتينية،إلخ.
وتعود جذور فكرة إنشائه إلى عام 1866 عندما طرح مجموعة من المواطنين الأمريكين يعيشون في باريس على رأسهم المحامي الأمريكي جون جاي فكرة إنشاء معهد قومي أو صالة للفنون بهدف جلب الأعمال الفنية وعرضها على الشعب الأمريكي للتعرف على الأعمال الحضارية المختلفة وتثقيفه فنياً.
ومع انتقال «جاي» من فرنسا إلى الولايات المتحدة انتقلت معه فكرة المشروع، وتحول المشروع من مجرد حلم إلى حقيقة بعدما أطلق نادي جامعة الاتحاد بنيويورك حملة استهدفت قادة المجتمع المدني، ورجال الأعمال، والفنانيين، وجامعي الأعمال الفنية، لدعم المشروع، وبالفعل تم افتتاح المتحف في 13 أبريل 1870 ، وفي شهر نوفمبر من العام ذاتهن واستقبل المتحف أول قطعة أثرية إلى المتحف وهي «التابوت الروماني».
ويقع المتحف في مدينة «نيويورك» بالولايات المتحدة الأمريكية ويضم نحو 2 مليون قطعة أثرية وعمل فني دائم بالإضافة ما يحتويه من أعمال «زائرة» غير دائمة، وتعرض هذه الأعمال في 19 قسم، وللمتحف فرع آخر أصغر منه حجما يُعرف بـ«كلويستر» يقع في مدينة مانهاتن.
وتتكون مجموعة الأعمال الدائمة المعروضة في المتحف من أعمال تعود إلى العصر الفرعوني، والعصر الكلاسيكي القديم، والعصر الإسلامي، والعصر البيزنطي، وأعمال من إفريقيا، وآسيا، واستراليا، كما يحتوي المتحف على مجموعة من تماثيل بعض الفنانيين الأوروبيين، والآلات الموسيقية، والأزياء والإكسسورات، والأسلحة، والدروع القديمة من جميع أنحاء العالم.
يُذكر أن المتحف مقام على مساحة تُقدر بـ 2 مليون قدم، وفي 2007 وصل طول المتحف إلى ما يقرب من ربع ميل.
