أخبار عاجلة

«ديلي بيست» إنهاء الأزمة السورية يتطلب مراجعة السياسة الأمريكية

ذكر موقع «ديلي بيست» الأمريكي أن فشل مباحثات «جنيف2» يتطلب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما مراجعة السياسة الخارجية الأمريكية، لأجل حل «أعقد أزمة إنسانية» في العالم.

وأشار إلى أن الجمود الذي اعترى المباحثات، سببه أن نظام بشار الأسد، مستعد لفعل أي شئ من أجل البقاء في السلطة، فيما تصر المعارضة السورية على أن يتضمن أي اتفاق لإنهاء الأزمة، إزاحة «الأسد» عن الحكم.

وأوضح أن هناك أربعة نقاط لابد من التركيز عليها أثناء وضع أي استراتيجية لإنهاء الأزمة، أولها الإقرار بأن نظام «الأسد» يشكل عثرة فعلية في سبيل السلام، وأنه استغل سلاحا الإرهاب والتجويع في إحكام قبضته على السلطة، وأن الاتفاق الي أبرم معه بخصوص التخلص من ترسانة الأسلحة النووية جاء بعد أستخدامه الأسلحة الكيماوية بالفعل ضد شعبه.

وأضاف أنه فيما يدعي الأسد محاربته الإرهاب، فإنه بالفعل يعمل على تغذيته، بتحالفه مع إيران و «حزب الله»، وتعامله بنفعية حين قرر إطلاق سراح الإرهابين السنة من السجون، لإفساد الثورة الشعبية المعتدلة. مشيرًا إلى أن الاستراتيجية التي يتبعها «الأسد» في الإبقاء على سلطته، تقوم على إقناع القاعدة المؤيدة له، والعالم كله بأن أي بديل له سيكون أسوأ، حتى لو كان ذلك عن طريق تمكين البديل بالفعل.

وأضاف أن ثاني تلك الاعتبارات يتعلق بمسألة الوقت، وكونه ليس في صالح عملية السلام، ولا الشعب السوري، ولا المعارضة، ولا حتي المتطرفين المنتشرين في منطقة الشمال، وأنه بمرور الوقت تصبح الخيارات المتاحة أسوأ من تلك المطروحة قبل شهور قليلة، وأن القوة التي اكتسبتها المعارضة بالفعل بأدائها الجيد في مباحثات «جنيف 2» تتلاشي مع توظيف «الأسد» استراتيجيات يستغل فيها عامل الوقت.

وأردف أن ثالث الاعتبارات يتعلق بوطادة العلاقات بين و«الأسد»، موضحًا أن روسيا أثبتت قدرتها على تغير توجهات النظام وأسلوبه، حين ترتفع التكلفة الدبلوماسية التي تكبدها سوريا لروسيا، وهو ما يستدل عليه من اتفاق التخلص من الأسلحة الكيماوية، وسماح السورية مؤخرًا بتمرير بعض المساعدات الإنسانية إلى حمص، بعد أداء الوفد الممثل للحكومة المغضب في «جنيف 2»، ولكن مراجعة الأمم المتحدة قرارها الخاص بدخول المساعدات إلى سوريا من دون شروط إلى كل أجزاء سوريا، قد يدفع روسيا إلى استخدام حق الفيتو لوقف تمرير القرار، وبالتالي فيتعين على الأمم المتحدة إعادة التفكير في قرار المساعدات مرة أخرى.

وتابع، أن الاعتبار الرابع يتعلق بحقيقة أن بعض عناصر نظام الأسد، قد تلجا للانضمام لمعسكر الحكومة الانتقالية الجديد، لو تعالت احتمالات سقوط الأسد، وبالتالي فلو أن المجتمع الدولي لايزال ًا على عدم التهديد بسلاح القوة، فالأحرى به أن يظهر الدعم الكامل للمعارضة إلى الحد الذي يهدد بقاء «الأسد»، موضحًا أن «الجيش السوري الحر»، والعناصر الإسلامية المعتدلة المشاركة بالحرب، والتي تحارب كل من دولة الإسلام في العراق والشام، وقوات «الأسد» أولى بتلقي هذا الدعم في الفترة الحالية.

وواصل أن خامس الاعتبارات وأهمها يتعلق بشباب الثوار، ذلك أن الشباب الذين بدأو الثورة على نظام «الأسد» وضحوا بأرواحهم من أجل «سوريا حرة» لا يستشعرون دعم الولايات المتحدة لهم، وما وجدوه في وجههم هو أسلحة النظام، ولكنهم رغم ذلك مستمرون في بناء أسس لديمقراطية في سوريا من خلال الاشتغال على المجتمع المدني، والعمل على حل الصراع ، وتحسين ظروف التعليم، وباالتلي فهم الوجهة المناسبة التي ينبغي أن تقصدها الولايات المتحدة وتستثمر فيها، فهم قادة سوريا المستقبليين ومفكروها.

وخلصت إلى أنه برغم الجمود الحالي، فإن ثمة بعض الإشارات التي تدعو للتفاؤل، منها على سبيل المثال تكتيكات «الأسد» العنيدة، والتي أحدثت شيئًا من الفرقة بين الأسد والروس، وكذلك المصداقية التي اكتسبتها المعارضة السورية من أدائها التفاوضي، في مباحثات «جنيف 2».

SputnikNews