أخبار عاجلة

«الشرق الأوسط»: وتونس.. 3 «سنوات مُهدرة» وثورتان أسبابهما تفاقمت

اعتبرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أن ثورتي وتونس تظلان تجربتين إيجابيتين لدى مقارنتهما بتطورات الأحداث في ليبيا وسوريا والعراق، لمحافظة المجتمعين على مفهوم الدولة المركزية الجامعة، دون انزلاق البلدين إلى الاضطراب الذي كان يمكن أن يحولهما إلى مستنقعين للنزاعات الدولية.

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها، الثلاثاء، التي جاءت بعنوان «تونس ومصر.. سنوات مهدرة»: «لقد ضاعت على البلدين وشعبيهما ثلاث سنوات وسط غموض مصطلح (الدولة المدنية)، الذي اجتذب الشعبين التونسي والمصري، لكن من دون التعمق في أبعاده والاتفاق على تعريفه».

وتابعت: «فثمة فريق رأى أن (الدولة المدنية) هي نقيض (الدولة الأمنية أو العسكرية)، في حين اقتنع فريق آخر بأنه يعني شيئًا آخر غير (الدولة الدينية)، وربما يظن من يشاهد الانتقالية التونسية وهي منهمكة في صياغة دستور جديد، والحكومة المؤقتة المصرية وهي تهلل بالموافقة على دستور آخر بأغلبية كبيرة، أن النظامين السابقين أطيح بهما قبل أسابيع فقط لا قبل أعوام».

وقالت «الشرق الأوسط» إنه «من الملاحظ أن القضايا التي ساهمت في إطلاق الاحتجاجات، وهي البطالة والفقر وضعف الأمن الغذائي، تفاقمت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لأن إحصاءات الحكومة المصرية تشير إلى ارتفاع معدل البطالة من 9% خلال عام 2010 إلى نحو 14% في الربع الأخير من 2013، ومثلها تونس التي يرجح تجاوز البطالة حاجز الـ20% مقابل نحو 13% في العهد الماضي، وأشارت إلى أن تفاقم البطالة وتدني الدخل وتراجع السياحة جاء بفعل الاضطراب الأمني»، بحسب الصحيفة.

وبينت أن «اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق» حول التجاوزات والانتهاكات أثناء الثورة في تونس كشفت عن وقوع 383 قتيلًا خلال انتفاضة عام 2011 حُمّلت مسؤوليتها للنظام السابق، منوهة بأن العنف السياسي ربما حصد عدًدا مماثلًا منذ ذلك الوقت، «أما في مصر فمن المتعذر الاتفاق على أرقام قاطعة للقتلى والمصابين، لا سيما بعد أحداث العنف بين قوات الأمن وأنصار جماعة الإخوان المسلمين منذ الصيف الماضي، وترجح بعض الجهات تجاوز العدد 6 آلاف قتيل»، بحسب الصحيفة.

واعتبرت أنه مع هذا كانت حصيلة السنوات الثلاث تجربة شاقة في التعلم والتحول السياسي، لها تكلفة أمنية واجتماعية واقتصادية، موضحة «ففي حين تتحمل بعض القوى السياسية التي أدارت المرحلة الانتقالية السابقة جزءًا من الفرص المهدرة، فإن على الحكومات القائمة اليوم التعلم من دروس سابقاتها الموجعة».

واختتمت «الشرق الأوسط» افتتاحيتها قائلة: «تظل تجربتا تونس ومصر إيجابيتين لدى مقارنتهما بتطورات الأحداث في ليبيا وسوريا والعراق، حيث أدى الانقسام الوطني إلى خروج الأمور عن إطار السيطرة، لقد حافظ المجتمعان التونسي والمصري على مفهوم الدولة المركزية الجامعة، وصمد هذا المفهوم، فلم يلجأ المواطنون إلى الهويات والولاءات الفئوية، ولم ينزلق البلدان إلى الاضطراب الذي كان يمكن أن يحولهما إلى مستنقعين للنزاعات الدولية».

SputnikNews