أخبار عاجلة

بروفايل| عام الانقلابات

بروفايل| عام الانقلابات بروفايل| عام الانقلابات

كتب : مها البهنساوى منذ 2 دقيقة

يبدأ كاتب التاريخ صفحة بيضاء لسنة جديدة، يخشى الربط بينها وبين ما انتهت عليه سابقتها، ترتعش يداه وهو يسطر أول أحداثها، ربما يساوره القلق من الرقم المعروف بـ«النحس ونذير الشؤم»، سرعان ما تبدأ بركات 2013 تهل عليه، ذكرى ثورة 25 يناير، لم يتبقّ منها سوى احتفال على جثث شهداء، دماؤهم أصابت البلد بشىء أشبه باللعنة، ورئيس منتخب يقود أوركسترا العزف تصاحبه فرقة من أهله وعشيرته، يتحول حبر الكتابة إلى دم مصابين جدد، وضحايا كل ذنبهم معارضتهم للسلطة والرئيس الحاكم، يقف كاتب التاريخ متحيراً، هل يغلق فصل إخفاقات الثورة، أم يفتح صفحة جديدة لثورة على مشارف القدوم.

حرب المصطلحات تبدأ وبقوة منذ الشهر الأول: من هم الثوار ومن هم المستفيدون من الثورة. من هم الفلول ومن هم من النظام الظالم... وقبل أن تكتمل الأسئلة تظهر جماعات جديدة، تطلق على نفسها «بلاك بلوك» تعارض النظام الحاكم، سرعان ما يتحولون إلى جماعة إرهابية والسجن مصير كل من يتبعهم أو ينتهج نهجهم، تشتعل الأحداث ويزداد الأمر سوءاً، ينقطع التيار الكهربى، يختفى البنزين، وتصبح أنابيب البوتاجاز حلماً، يتمسك «مرسى» برئيس حكومته ووزرائه رغم صفحات الفشل، يظهر على الساحة مجموعة شباب يطرقون الأبواب، «تمرد» الملايين لسحب الثقة من الرئيس وجماعته قبل حكومته.

يتعجب كاتب التاريخ من رد فعل «مرسى» على الأحداث، تعديل وزارى بسيط لا يسمن ولا يغنى من جوع، لا يوقف حملة التمرد ولا يطفئ غضب الشارع، يعود بالتاريخ إلى ما قبل 2013 بعامين، ما أشبه قرارات مرسى بـ«مبارك»، الأول أقال حكومة، والثانى عدّل أسماء وزراء. لعنة الكرسى تصيب من يجلس عليه بقصر نظر، تخرج مظاهرات حاشدة قدرت بالملايين فى 30 يونيو، تبدأ مرحلة جديدة، يعلو نجم جديد ويهبط آخر، يظهر رجل المرحلة آنذاك، الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع مهدداً «48 ساعة فاصلة إما استقالة أو عزل الرئيس وجماعته سياسياً».

عزل الرئيس وتولى رئيس المحكمة الدستورية الحكم مؤقتاً، جمع «السيسى» ممثلى كل التيارات، رسم «خارطة إنقاذ »، يجتمع أنصار المعزول فى «النهضة» و«رابعة»، اعتصام يدعو للتحريض والإرهاب على مدار 47 يوماً، يفض الاعتصام ولا يتوقف الإرهاب، عبوة ناسفة هنا وسيارة مفخخة هناك، الجماعة تعود محظورة كما ظلت لعدة سنوات، يترأس «الببلاوى» مجلس الوزراء بقرارات مترددة وحكومة عاجزة عن إرضاء طموح المواطن، تنتقل التفجيرات من سيناء إلى الدلتا، تُضرب الداخلية فى عقر دارها، مديريات الأمن، هنا فقط تعلن «الإخوان جماعة إرهابية»، يتسلم طلاب الأزهر الراية، رئيس على وشك الخروج من السجن، وآخر يعود إليه مرة أخرى، يختفى اسم البرادعى إلا من حسابه على «تويتر»، بينما يعلو «السيسى»، قيادات الإخوان فى السجون بينما شباب المعارضة يكتبون الدستور.

DMC