كتب : أحمد الشمسى ومحمد غالب تصوير : سمير وحيد الخميس 26-12-2013 10:06
على بعد 2 كيلومتر، يقطن المهندس مُهند فودة، شاب فى أواخر العشرينات من العُمر، فى تلك الليلة لم يسمع أصوات انفجار السيارة المُفخخة التى حصدت أرواح الشهداء داخل مديرية أمن الدقهلية، لكنه فور تصفحه لمواقع التواصل الاجتماعى، فوجئ بالحدث، تعلقت فى ذاكرته فور سماعه للحادث، صورة ذلك المبنى الملاصق لمبنى المديرية، المُعلق أعلاه لافتة تُخبر القادم إليه «المسرح القومى بالمنصورة»، ذلك الأثر الذى خلده الزمن لأكثر من 111 عاماً، ويُعد أقدم مسرح فى الشرق الأوسط، على خشبته تغنت سيدة الغناء العربى أم كلثوم، وقدم عليه جورج أبيض، ونجيب الريحانى، وعلى الكسار ويوسف وهبى عروضهم الفنية، لم يستطع إخراج نفسه من الصدمة التى غرق فيها لوهلة فور رؤيته لصور المسرح والخراب قد طاله «أصلى أنا فاضى من سنتين وشغلتى الوحيدة هى محاولة جلب منحة من أجل تطوير المسرح.. يا خسارة».
المسرح المبنى على الطراز الإيطالى، يماثل فى رونقه مسارح نابولى وروما وفينيسيا، يسرد «فودة» تاريخه الأثرى: «كان من أهم ملحقات قصر أمينة هانم زوجة الخديو توفيق»، تتسع صالته لـ 650 مقعداً، ينعى المهندس الشاب المبنى فى صمت «ستائره من القطيفة ذات اللون الأحمر المشغولة بخيوط الذهب ويتوسط المسرح تاج ملكى مذهب تتدلى منه ساعة كبيرة».
التفجير تسبب فى انهيار سقف الدور الثانى من المبنى.. «مُهند فودة» الذى لم يعرف أن فى محافظته مبنى أثرياً بهذا الشكل، قرر تحضير رسالة الماجستير حول المبانى الأثرية فى مصر، فتفرغ لأكثر من عامين لدراسة المسرح الأقدم فى الشرق الأوسط، لكن حاله الذى يرثى له الجميع، دفعه إلى محاولة السعى لترميمه «كلمت المحافظ من سنتين وطلع مش عارف إن عنده قيمة أثرية بالشكل ده»، الأزمة لم تكن فى أموال التطوير، فمنحة يابانية تُقدر بـ 20 مليون جنيه، كانت كافيه لإعادة رونقه من جديد، لكن العقبات كانت متمثلة فى تخصيص جزء من المبنى إلى «بنك»، هذا علاوة على احتوائه «معرض الأسر المُنتجة التابع لمجلس الوزراء»، ذهبت المنحة اليابانية هباءً، وجاءت منحة من الإمارات لترميم المبنى بمبلغ مماثل «ده كان قبل التفجير بيومين بالظبط»، لكن التفجير الإرهابى وقف حائلاً أمام استكمال أى شىء «شقى السنين ضاع بسبب شوية أشخاص لا يعرفون قيمة تاريخ بلدهم»، قبل أن يتمسك بتلابيب أمل فى إعادة ترميمه وإعادته كما كان.
خسائر فى الأرواح، مواطنون فى المستشفيات سواء للعلاج أو التبرع بالدم، مبانٍ تراثية وفنية تهالكت، بعض منها انهار والبعض الآخر أصابه التشويه من أثر الانفجار الإرهابى، «حزين على كل المبانى اللى اتشوهت، واتكسرت، حزين على المسرح اللى اتدمر، وجامع الصالح أيوب، كل خسارة فى الأرواح أو المبانى سابت أثر جوه كل واحد من المحافظة، مش هيتمحى بسهولة.. «قالها «مصطفى على» أحد سكان المنصورة» داعياً كل المسئولين إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح والمبانى الأثرية.. فالحادث ترك أثراً نفسياً سيئاً على جميع سكان المنصورة يتمنى ألا يطول - حسب الشاب العشرينى.
صفحة «أنقذوا المنصورة» على مواقع التواصل الاجتماعى، ناشدت المواطنين والحكومة محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المنشآت المهمة والعريقة التى تأثرت بالتفجير، مثل جامع الصالح أيوب الصغير وهو من أقدم مساجد المنصورة، ومقهى بورصة أندريا».
الأخبار المتعلقة:
أيمن «أمين الشرطة»: «شفت الموت بعنيا ومواطن وصلنى المستشفى على موتوسيكل»
الرقيب سعد عبدالمحسن: «انكتب لنا عمر جديد.. وربنا ينصرنا على الظلمة»
الغربية تشيع 5 شهداء.. وتطالب بالقصاص من الإخوان والجماعات الإسلامية
والد شهيد الفيوم: «هاعمل إيه بعدك يا ابنى؟»
تبريرات الإخوان لتفجير المنصورة: الدولة نفذته لتمرير الدستور
أهالى المنصورة يعلنون إعادة بناء مدينتهم بمبادرات شعبية
«الوطن» ترصد: «انفجار وخراب ديار» فى المنصورة
الأهالى يعلنون النفير العام ضد «المحظورة».. وقرار شعبى بتهجير الإخوان من «المنصورة»
22 معلمة احتفلن بالتفجيرات فى «أجا».. فأحرق الأهالى منازل «الجماعة»
الطب الشرعى: شظايا انفجار السيارة المفخخة قتلت الضحايا بعد إصابتهم بتهتك
تفجير المنصورة.. «اللى ما يستهدفش الأقباط.. ينكد عليهم عيدهم»
شاهد عيان: قائد السيارة المفخخة «ملثم نحيف» اقتحم الجراج واصطدم بسيارة شرطة
«حلمى»: ضبط 120 من «قيادات وعناصر» الإخوان المتهمين بالتورط فى الحادث
التحقيقات: انفجار المنصورة من نوع جديد لم يستخدم من قبل
التعليقاتسياسة التعليقات
لا يوجد تعليقات
اضف تعليق
تم إضافة تعليقك بنجاح وسيتم مراجعتة بواسطة إدارة الموقع
