للإرهابى أكثر من وجه.. وجه يقابل به الناس وآخر يظهر به على شاشات الفضائيات وثالث لا يعرفه إلا القريب منه.. من هذا المنطلق تأتى هذه السطور لتكشف الوجه الآخر لأخطر إرهابى فى مصر هو عاصم عبد الماجد الذى ما يزال هاربا إلا أنه حتما سيقع في أيد العدالة لتقتص منه على تحريضه على قتل الأبرياء.
"الموجز" قامت بزيارة المنطقة التي كان يسكن بها عاصم وتحدثت مع جيرانه في العقار الذين كشفوا عن حقائق وأسرار تنشر لأول مرة عن عن هذا الإرهابى.. وحرصا من الجريدة علي سلامة مصادرها وأرواحهم فقد إلتزمت بتعهدها لجيران عاصم بعدم ذكر أسماءهم مع التأكيد أن كل حرف في التحقيق مسجل.
ولد الإرهابي عاصم عبد الماجد عام 1958 في أسرة ريفية بقرية دير عطية بالمنيا وسط عائلة كبيرة.. والده كان موظفا بالتربية والتعليم وكان ناصري القلب والهوي حيث كان عضوا بالتنظيم الطليعي والإتحاد الاشتراكي وأمينا مساعدا للجنة التثقيف ببندر المنيا بالاتحاد الاشتراكي وكان له نشاط سياسي كبير في الستينيات.
وقد تركت هذه المعطيات التى اتسم بها "عبد الماجد" أثرها هذا علي "عاصم" منذ صغره حيث تكون عقله وتشبع فكره بتوجه أبيه السياسي وتربي في كنف هذا الفكر ونشأ عليه في منظمة الشباب الاشتراكي متأثرا بوالده وكان معه صديقه عصام دربالة في ذلك الشأن.
يقول أحد أفراد قريته بـ"دير عطية".. عائلة عاصم عبد الماجد من العائلات الكبيرة بالقرية والمحافظة.. فوالده كان يعمل فى التربية والتعليم وكان يمتلك اراضى زراعية بالقرية وأسرته ميسورة الحال.. مشيرا إلى أن "عبد الماجد" كان رجلا ذو أخلاق رفيعة وثقافته كانت واسعة وكان لديه فكرة عن علوم الاقتصاد والسياسة والاجتماع وكل ذلك ترك أثره علي عاصم في تكوينه السياسي فى البداية حيث كان مثلا أعلي له وقد توفي في حادث سيارة صدمته امام مستشفي المبرة من عامين أو ثلاثة.
ويضيف.. عاصم كان يعيش في سوق الخضار بالمنيا بجوار كنيسة العذراء هو ووالده في شقة وبعد ذلك انتقلوا لشقة كبيرة بالإيجار أمام مستشفي المبرة بالدور الثالث وله بيت كبير بالقرية التى ولد بها ومع ذلك لم يكن يذهب إليه سوي أخيه شريف.
ويوضح أن علاقة عاصم انقطعت بأهله تماما قائلا "هم للحق لا يرضون بما يفعله عاصم فضلا عن حدة طباعه وهو منذ أن التحق بالجماعة الإسلامية لم يزر أهله بالقرية عكس أخيه شريف".
الجماعة الإسلامية
التحق عاصم بكلية الهندسة جامعة أسيوط رغم أن مجموعه في الثانوية العامة كان كفيلا بإلحاقه بكلية طب إلا انه كان يحب الهندسة وقام بتكوين أسرة الطليعة بالاشتراك مع عصام دربالة وأصدرا عدة مجلات حائط ومارسا أنشطة عديدة وشاركا في انتخابات اتحاد الطلاب عام 1977 ممثلين للتيار الاشتراكي ولم يحصلا علي أية مقاعد.
وقد احتكا الاثنان بالتيار الشيوعي والناصري والإسلامي في الجامعة وتأثر عاصم عبد الماجد بكتابات الدكتور عيسي عبده في الاقتصاد الإسلامي وبدأت ميوله تتجه ناحية التيار الإسلامي.. وفي عام 1978
انضم إلي الجماعة الإسلامية بعد عام ونصف من نشأتها وأصبح من قادتها التاريخيين.. وقد تعرض عاصم إلي ثلاث مجالس تأديب بالجامعة وفُصل لمدة عامين وكان احد الإسلاميين الذي شملتهم قرارات التحفظ التي أصدرها الرئيس الراحل أنور السادات.
أحد قيادات الجماعة قال لـ"الموجز".. عاصم كان شابا مجتهدا وذكيا جدا وكان يذاكر قليلا ويتفوق وكان ناصريا هو ووالده وجده وكان نشيطا جدا في الدعوة للفكر الناصري والإشتراكي لدرجة أنه كان من الممكن أن يقوم بتنظيم معرض مجلات تتضمن كاريكاتيرات ومواد صحفية بمفرده دون مساعدة أحد لكنه كان فى نفس الوقت حاد الطباع.
ويشير القيادى إلى أن عاصم بدا التعرف علي ناجح إبراهيم الخطيب المفوه والقيادى بالجماعة الإسلامية فى ذلك الوقت حيث استهوته قوة الجماعة في بداية السبعينيات واكتساحها لانتخابات اتحاد الطلاب وأعجب بها وانضم إليها وتدرج بها بسرعة وأصبح خطيبا مشهورا.. مشيرا إلى أن عاصم كان يحفظ خطب ودروس ناجح ابراهيم ويقوم بترديدها في أماكن أخري.
أكمل القيادي.. عاصم كان لديه ملكة كتابة البيانات وكان أول بيان كتبه بعنوان "ظهر الفساد في البر والبحر والجو" ونهره ناجح لان هذه آية ولا يجب التلاعب بألفاظها.
قتل السادات
رغم مشاركة عاصم في التخطيط لقتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلا أن دوره الإرهابي الأبرز في حياته كان فى المجزرة التى ارتكبها أثناء اقتحام مديرية أمن أسيوط حيث عقد اجتماعا بين قيادات الجماعة فى المحافظة عقب مقتل السادات وانقسموا إلي رأيين.. الأول اختار القتال وكان عاصم علي رأس مؤيدى هذا الرأى.. والثانى اختار الانتشار فى المحافظات.. وفى النهاية تم ترجيح رأي المطالبين بالقتال وتم تكليف عاصم بتنفيذ خطة الاستيلاء علي مدينة أسيوط.
بعد يومين من مقتل السادات وفي عيد الأضحى المبارك وبينما الناس في المساجد يصلون العيد إنطلقت المدافع الرشاشة في كل صوب مخلفة وراءها الجثث والدمار.. وكانت خطة الاستيلاء على المدينة تقوم على تشكيل أربع مجموعات لغلق مداخل مدينة أسيوط الأربعة من نواحى الشمال والجنوب والشرق والغرب.. وكانت المجموعة الأولي بقيادة حمدي عبد الرحمن مكلفة بالاستيلاء علي نقطة شرطة اللاسلكي الموجودة بجوار نقطة المرور شمال المدينة وكان عليها أيضا أن تستولي علي نقطة المرور ومنع أي قوات من الشرطة من الدخول إلي المدينة.. أما المجموعة الثانية فكانت بقيادة ناجح إبراهيم وكانت مكلفة بالاستيلاء علي قسم أول أسيوط ونقطة مرور الغرب وعدم السماح لأي قوات بدخول المدينة من طريق الغرب.. وقاد المجموعة الثالثة كرم زهدي وكانت مهمتها الاستيلاء علي معسكرات الأمن المركزي أمام كلية التجارة والاستيلاء علي نقطة مرور شرق مدينة أسيوط ومنع أي قوات تحاول دخول المدينة.. بينما قاد عاصم عبد الماجد المجموعة الرابعة وتركزت مهمتها فى الاستيلاء علي مديرية امن أسيوط وقسم ثاني أسيوط وقتل رجال الشرطة المتواجدين داخل عربات الأمن المركزي المتمركزين أمام مركز ناصر والاستيلاء علي نقطة مرور أسيوط الواقعة في الجنوب.
وكانت مجموعة عاصم هي الأكبر نظرا لكثرة المهام الملقاة علي عاتقها وكانت تضم علي الشريف وفؤاد الدواليبي ومحمد ياسين وعلي عبد المنعم وهمام عبده ورجب الغضبان ومحمد الشرقاوي وطلعت ياسين وغيرهم.
وحاول عاصم الإستيلاء علي مدينة أسيوط وإعلانها إمارة إسلامية وانفصال الصعيد عن مصر ودخل في معركة مع قوات الأمن حصد خلالها عاصم العشرات من أرواح الأبرياء وأصيب فيها بسبعة أعيرة نارية في ركبته اليسرى وساقه اليمنى فعجز عن الحركة، مما سهل مهمة أجهزة الأمن في القبض عليه.
وراء القضبان
في عام 1984 حكم علي عاصم عبد الماجد بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما لاشتراكه في اغتيال السادات وأحداث قضية الجهاد الكبرى وتنقل بين سجون مصر مابين السجن الحربي وليمان طرة واستقبال طرة وسجن المنيا وسجن أسيوط وسجن العقرب.
أحد قيادات الجماعة الإسلامية التي لازمت عاصم عبد الماجد بالسجن قال لـ"الموجز".. فى السجن درس عاصم وتعمق في أصول الفقه وكان من أحسن كتاب القصص في الحركة الإسلامية ومن أحسن الأدباء ولديه خط جميل وهو الذي قام بصياغة كتاب ميثاق العمل الإسلامي الذي أصدرته الجماعة ولكن كان لديه مشكلة أساسية هى انه لا يستطيع أن يعيش من غير عدو ومن غير أن يعادي شخصا حتي في السجن حيث كان كل فترة له عدوا.. فمثلا عادي اسامة حافظ بسبب بعض الآراء الفقهية وكذلك المسئول الإداري للجماعة بالسجن بسبب تعامله مع إدارة السجن وعادى أيضا عصام دربالة وكرم زهدي والوحيد الذي نجا من عداوته داخل السجن هو ناجح إبراهيم الذي لم يسلم من هذه العداوة بعد خروجهما من السجن وتحديدا بعد ثورة 25 يناير.
تزوج عاصم داخل السجن من سيدة من قرية جهينة التابعة لمحافظة سوهاج ووالدها هو احمد ابو يوسف والذى كان لديه ابن معتقل.. وقد أرسل عاصم والدته لتراها وأصر علي الزواج منها عندما عرف أنها من عائلة متدينة.
مارس عاصم حياته الجنسية مع زوجته داخل السجن من خلال الخلوة الشرعية التي كانت تمنحهم إياه امن الدولة من خلال خيام يتم نصبها لهم في السجن وأنجب منها أربعة بنات وثلاثة ذكور أكبرهم اروه في كلية الهندسة وأصغرهم طفل رضيع أنجبه هذا العام والذى كان يأخذه معه في اعتصام رابعة العدوية.
وعن حياة عاصم داخل السجن يقول وليد البرش في كتابه عن الجماعة الإسلامية "عش الغش" أن عاصم عبد الماجد حصل علي 300 ألف جنيه قام بإرسالها له من لندن القيادي محمد مختار الذي فر هاربا إلي لندن بعد تصاعد المواجهات بين الدولة والجماعة عن طريق أخيه شريف عبد الماجد تبرعا لأسر معتقلي الجماعة.. وقد استولى كل من عاصم وشقيقه علي هذه الأموال لأنفسهم وقاما بافتتاح محالا تجارية وجعلها رأس ماله هو وشقيقه وبعد الثورة تم فتح هذا الموضوع وتعهد عاصم برد المال ولكنه لم يفعل.
وأكد البرش في كتابه أنه عندما أطلقت الجماعة الإسلامية مبادرتها في عام 1997 قام اللاجئ السياسي ياسر توفيق السري بمهاجمة الرئيس مبارك والذي ذكره الرئيس الأسبق في حديثه "الواد بتاع لندن مش عايز يسكت " فأخذ عاصم هذه الإشارة وأطلق عليه ياسر فاكس وأصدر عدة بيانات للتنديد بياسر السري وكان ذلك رغبة منه في التقرب إلي نظام مبارك.
وأكمل البرش في كتابه.. عاصم عبد الماجد كان أول المستفيدين من مبادرة وقف العنف التي قامت بها الجماعة مع أمن الدولة رغم أنه كان رافضا لها ووافق عليها على غير قناعة منه وإنما بإعتبارها تقية ومعه طارق الزمر وعصام دربالة في حين أن ناجح إبراهيم وكرم زهدي يعتبرانها مراجعة شرعية صحيحة.. وعلي الرغم من ذلك كان عاصم أول المستفيدين من المبادرة حيث طلب مباشرة من اللواء أحمد رأفت أن يحضر له شقيقه شريف وبالفعل بعد ثلاثة أيام من إطلاق المبادرة أحضر له شقيقه من سجن الوادي الجديد وكان شقيقه محبوسا في أحداث المنيا.
استفاد عاصم أيضا من الأمن الذي قام بنقله إلي سجن المنيا العمومي وكانت تأتيه زوجته لممارسة الخلوة الشرعية داخل السجن وخرج قبل أن يكمل مدته بسبب ثقة الأمن فيه وتعاونه معهم.
التحول الكبير
بعد أن امضي عاصم ربع قرن من عمره داخل المعتقل خرج في 29/11/2006 ولكنه ظل رهن الإقامة الجبرية بمنزله الكائن بالعقار 197 بشارع الحسيني وهو في الحقيقة ملك لشقيقته جيهان.. وانعزل عاصم عن الناس خشية أن يعرف احد من جيرانه حقيقته الإرهابية وأنه واحدا من قتلة السادات ومرتكب مذبحة الأمن بأسيوط.
عمل عاصم مشروعا لبيع اللحوم المجمدة وفشل ثم مطعم أكلات شعبية وفشل إلي أن استقر به المقام في تجارة الدواجن حيث فتح محال لبيع الدواجن ومازال هذا المحل موجودا حتي الآن بشارع عدنان الملكي.
"الموجز" تجولت في المنطقة التي كان يقطنها عاصم بالمنيا والتقت جيرانه.. ومن المصادفات الغريبة أن العمارة التي يسكنها عاصم بها كثير من المتناقضات.. فهناك على سبيل المثال هناك سكان ثوريون وآخرون متطرفون.. فالعمارة التى يسكنها عبد الماجد كان يقطن فيها المهندس محمد عبد الله الذي توفي في أحداث مجلس الوزراء اثناء ذهابه لانهاء خدمته في شركة كيا للسيارات للتعاقد مع شركة ارخي ووالدته هى وكيلة المدرسة الثانوية بنات كما يقطن فيها رجل الأعمال الشهير بالمنيا أحمد عبد الفتاح وهو كان أحد قيادات الجماعة الإسلامية وزميل دراسة لعاصم وتردد أنه كان يساعده ماليا أيضا.. والغريب أيضا أن ابنة أحمد عبد الفتاح هى زوجة ضابط شرطة.
أحد الجيران قال لـ"الموجز".. كل الذي كنا نعرفه عن عاصم في البداية أنه رجل ملتحي جاء وسكن في العمارة وكنا نراه يوميا وهو يعانى فى مشيته وربما كان يعانى من بعض العجز فى قدمه.. كما كان يركب سيارة "تويتا هاتشباك"
ويضيف.. بعد فترة اكتشفنا ان هذا الشخص هو عاصم عبد الماجد مرتكب مذبحة مديرية أمن أسيوط ومنذ ذلك الوقت وأنا أكرهه وكنت كل مرة أراه يسير من أمامي أهم أن امسك به وألقنه "علقة" ساخنة.
ألتقط أطراف الحديث أحد الجيران قائلا.. لو رأيت عاصم الآن في أي مكان سأمسك برقبته ولن اتركه حتي تفارق روحه الحياة حتي أخلّص الناس من شروره.
وأضاف.. لم يكن عبد الماجد يلقي علينا السلام أبدا وأنا شخصيا لم اسمعه يلقي السلام علي أي شخص بالمنطقة رغم أن هذه العمارة يسكنها العديد من الرموز مثل الدكتور مصطفي عيسي محافظ المنيا السابق.
ويستطرد.. عاصم كان غامضا وانطوائيا ولم نكن نعرف أي شئ عن دخله أو عن تجارته ثم علمنا عد ذلك انه كان تاجر دواجن كبير وقام في احد المواسم باحتكار سوق الدجاج في المنيا لنفسه.
ويشير إلى أنه بعد الثورة وصعود الإخوان ظهرت عليه النعمة – على حد تعبيره - وبعد وصول مرسي للحكم قام بتغيير سيارته القديمة التويتا الخاصة بالمعاقين واشترى سيارة لوجان ثم سيارة جيب.
ويضيف صاحب محل تجارى بجوار عمارة عاصم بالماجد.. المرة الوحيدة التي جمعتني بعاصم احتدت عليه في الحديث وقلت له "أنت دينك عمره 80 سنة بينما ديني انا عمره 1500 سنة نبيك هو حسن البنا وعمر عبد الرحمن بينما أنا نبي محمد صلي الله عليه وسلم ومن الغباء أن تتصور أنت وأمثالك أنكم حماة الإسلام وانه سيقع بدونكم والحقيقة هي أن الإسلام برئ منك ومن أمثالك".
وتساءل صاحب المحل.. لماذا اختفي عاصم مثل الفأر بعد "جعجعته" وتوريطه للمغيبين من أتباعه وأنصاره ولو كان رجلا لواجه مصيره في شجاعة حتي يحافظ علي رجولته أمام نفسه وأمام أنصاره ومؤيديه؟.
"الموجز" صعدت إلي أحد جيران عاصم الذى أكد أن عاصم لم يكن له أي دور سياسي أو اجتماعي وأنه منذ أن خرج من المعتقل كان منعزلا جدا عن الناس ولم يكن له علاقات بنا وزوجته سيدة منقبة حاولت التعرف علي جيرانها من السيدات من خلال التليفون.
ويكمل.. عاصم لديه ثلاثة أشقاء أكبرهم جيهان التى تعمل مُدرسة بمدرسة الثاونية بنات يليها عاصم في الترتيب ثم شقيقه شريف الذي يعيش في القاهرة حاليا وهو غير شقيقه عاصم نهائيا فهو شخص لطيف ثم شقيقته نهال وهي تعمل مدرسة أيضا.
أضاف.. بعد فترة الثورة بدأ عاصم ينشط في تجارة الرحلات والعمرة من خلال جمعية قام بإنشائها وفي يوم وليلة انتقل عاصم نقلة أخري ظهرت على معالم حياته.
أضاف.. ورث عاصم عن أباه أرض زراعية قام ببيعها ولم نعلم ماذا فعل بهذه الأموال خاصة انه ظل ساكن في شقة شقيقته جيهان معنا في العمارة في حين كان شريف شقيقه يتاجر في كل شئ منذ خروجه من السجن وكان همزة الوصل بين عاصم وأعضاء الجماعة.
أما المفاجاة فهي احد قيادات الجماعة الإسلامية بالمنيا والذي تصادف وجوده بمكان إجراء التحقيق والتقط أطراف الحوار وقال.. أمضيت عمرا بالجماعة منذ كان سني 17 سنة.. موضحا أنه اعترض بشدة على هجوم عاصم المستمر علي الحركات الثورية صاحبة الفضل علي الجماعة وكذلك علي اتهام الناس بدون سند وعلي خطابه التحريضي علي منصات الجماعة وأوصلت هذا الكلام للقيادات وأوقفت أي نشاط لي معهم في الفترة الاخيرة نهائيا وأنا غير راضي عن أداء الكثيرين منهم وأولهم عاصم عبد الماجد.
ويضيف.. الإخوان دفعوا بعاصم لجعله فزاعة للتيارات الليبرالية وهم الذين دفعوا لعاصم لتمويل وإنشاء قناة الحافظ وهو من اختار عاطف عبد الرشيد ومحمود شعبان وعبد الله بدر ليكونا ضمن فريق العمل بهذه القناة.
وتابع.. أخبرت قيادات الجماعة أن ما يفعله عاصم لا يرضي الله ويجب إبعاده عن الجماعة وقلت لهم أننا خرجنا من السجون ويجب أن نحسن صورتنا أمام الشعب ولا يمكن أن يكون عاصم واجهة الجماعة لان هناك حدة في خطابه وإثارة وسب وقذف لكل القوي الثورية ولأنه اضر بالحركة الإسلامية وبالجماعة على حد سواء.
ويضيف.. المحرك الرئيسي لعاصم من وراء الكواليس هو صفوت عبد الغني الذي يمتلك مكرا شديدا وكان يتواصل مع الإخوان وزج بعاصم ليحرقه ويبعده عن الجماعة فهو العقبة التي كانت في طريقه للوصول لإمارة الجماعة وصفوت كان هدفه الاسمي أن يصبح وزيرا.
أضاف القيادي.. عندما تم إقرار المبادرة كان عاصم أول من استفاد من المبادرة فقام بإخراج أخيه شريف من السجن وتم تعيينه كما حصل عاصم نفسه علي مبلغ مالي كبير من الأمن بعد خروجه.. موضحا أن شريف عبد الماجد هو كلمة السر في حياة أخيه وهو الذي يدير مشروعاته.
وأرجع القيادي سوء علاقة عاصم بجيرانه بسبب حدته قائلا هو لا يؤلف ولا يؤتلف وكلنا عانينا منه داخل الجماعة فعدم رضاه عنك يجعلك عدوا له فضلا عن أنه لا يقبل النقد.
وعن مكان هروب عاصم قال القيادي.. أعضاء الجماعة الإسلامية يجيدون فن الهرب مقارنة بالإخوان فلديهم قدرات في هذا الأمر ولا تنسوا أننا كان لدينا تنظيم سري مسلح وعاصم كان أحد قيادات هذا التنظيم الذي قام بمحاولة قلب نظام الحكم والاصطدام المسلح.