تسربت من العاصمة القطرية "الدوحة" يوم أمس، معلومات تؤكد استقالة يوسف القرضاوي من رئاسة الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، وسط أنباء قوية عن ترشح خالد مشعل - القيادي بحركة "حماس" - لخلافة الداعية الإسلامي فى منصبه.
وبالرغم من أن الشيخ القرضاوي خرج مغردا على صفحته الخاصة بموقع "تويتر" لنفى هذه االمعلومة، إلا أن مصدر عربي رفيع المستوى، أكد خلالها أن الأمير تميم بن حمد هو صاحب الفكرة، ويدفع في اتجاه تحقيقها، بهدف التخلص من فتاوى القرضاوي، التي تساعد في اتساع الفجوة بين بلاده – قطر- وباقي المنظومة العربية، خاصة أن الأمير الجديد لقطر يسعى للخروج من عباءة الأمير الأب، ويريد العودة الهادئة إلى المنظومة العربية، خوفا من فرض عزلة إقليمية عليه، في ظل حالة الغضب السعودي والمصري المتنامي ضد سياسات الإمارة الصغيرة.
لم يحدث في السنوات الأخيرة، أن أثار عالم دين موجة من الجدل حول مواقفه كما حصل مع الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، خاصة بعد دخوله على خط ما يعرف إعلاميا بـ"ثورات الربيع العربي"، ولم يبخل الشيخ في مباركة ذلك الحراك، ووصل الأمر به إلى حد إصدار فتوى بإهدار دم العقيد الليبي معمر القذافي، وبعده بشار الأسد الرئيس السوري، ومما قاله "إنه لو كان شابا لحمل السلاح في مواجهة الجيش الطائفي النصري"، لكن هنالك من رأى في مواقف القرضاوي ازدواجية، حيث إنه لم يبارك الحراك الشعبي في البحرين، من منطلق طائفيته.
ولم تسلم مصر من القرضاوي، الذي كيل لها الاتهامات خاصة بعد سقوط جماعة الإخوان، وقام بإلقاء الكثير من الخطب وإصدارالفتاوى ضد الجيش المصري وقادته عقب عزل "محمد مرسي" عن حكم البلاد وإنهاء حكم جماعته، فخرجت فتاوى أو بمعنى أدق "سموم الشيخ القرضاوي" ضد الجيش المصري، والأزهر الشريف.
ومع تولي الأمير تميم بن حمد مقاليد الحكم في قطر خلفا لأبيه حمد بن خليفة، خرجت الكثير من الشائعات تؤكد سعي الأمير الابن لإنهاء دور الشيخ، وكان آخرها تلك الأنباء عن البحث عن خروج مشرف للداعية.
وقال الشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد، لـ"الدستور": إن الشيخ القرضاوي له الكثير من الفتاوى الغريبة، ضاربا المثل بالفتوى التي أعطاها للجهاديين في العراق أثناء الغزو الأمريكي بجواز قتل العراقيين أثناء الجهاد، وهي نفس الفتوى التي أعطاها للأفغان أثناء الغزو الأمريكي.
وأضاف نعيم: الشيخ له دور مرسوم يقوم به، وعند الانتهاء من هذا الدور سيجدون طريقة للتخلص منه، ووجود الكثير من الشائعات حول سعي أمير قطر الجديد لإنهاء دور القرضاوي السياسي والديني، ليس مجرد من باب التكهنات أو ترويج الشائعات، بل ربما تكون المقدمات لإنهاء دور القرضاوي مع فشل مخطط أمريكا لتمكين الإخوان من حكم المنطقة.
لافتا إلى أن فشل الإخوان في مصر وسوريا، ووجود تسريبات حول مساعي قطر للتواصل مع الرئيس السوري بشار الأسد، والإدارة الجديدة في مصر.. وهي أمور تؤكد أن أمير قطر الجديد يسعى لإنهاء مسيرة القرضاوي في القريب.
وفي وجهة نظر مخالفة، يرى إسلام الكتاتني - قيادي إخوان منشق - أنه لم يحن الدور لإنهاء مسيرة القرضاوي، لأن المخطط الأمريكي لم ينته حتى الآن والداعية له دور كبير في هذا المخطط، معتبرا أن سقوط حكم الجماعة في مصر ليس نهاية المطاف للمخطط الأمريكى.
وأضاف أن من يدير الأمور في قطر هي "الشيخة موزة" وليس الأمير تميم، لذلك سيبقى الشيخ يوسف القرضاوي وقتا طويلا نظرا لتأثير فتاويه الفوضوية في العالم العربي والإسلامي.
وتابع: القرضاوي كان عالما جليلا له تأثيره في العالم العربي والإسلامي ولكن مواقفه خلال العامين الماضيين، وتحيزه لجماعة الإخوان بما لا يتفق مع مبادئه التي دعا إليها، أدت إلى سقوطه في نظر الكثير من تلاميذه؛ لكن مع الأسف هناك من يزال متأثرا به وبفتاويه.