أخبار عاجلة

جيلان عاطف تكتب مواحهة الوحدة النفسية

جيلان عاطف تكتب مواحهة الوحدة النفسية جيلان عاطف تكتب مواحهة الوحدة النفسية

يعاني الإنسان المعاصر في المجتمعات كافة من مشكلات نفسية واجتماعية، ومن هذه المشكلات النفسية مشكلة الشعور بالوحدة النفسية. ان الشعور بالوحدة النفسية حالة ينفرد بها الإنسان عن غيره من الكائنات الحية بسبب امتلاكه نظاماً اجتماعياً، يتأثر به ويؤثر فيه.

إن الإحساس بالوحدة النفسية يمثل واحدة من المشكلات الخطرة في حياة إنسان هذا العصر، حيث تُعد هذه المشكلة نقطة البداية لكثير من المشكلات التي يعانيها ويعيشها ويشكو منها الإنسان.

ولكن وحدة المرأة قد تكون أخطر بكثير من الشعور بالوحدة لدى الرجل وخصوصاً فى مجتمعنا العربي الشرقي، فالرجل فى مجتعمنا الشرقي يستطيع أن يخرج من تلك الوحدة أو يقلل من الشعور بها وذلك لما يتمتع به من حرية فى التحرك فى أى وقت وحرية التعرف على آخرين بسهولة وسرعة قد تخرجه من تلك الوحدة النفسية. ولكن المرأة فى مجتمعنا لا تستطيع فعل ذلك بسهولة وخصوصاً أن كانت متزوجة أو فى وسط عائلة متزمتة الطباع.

والوحدة لا تكن بالضرورة  في وجود المرأة بمفردها ولكنها قد تأتي وسط وجودها مع عائلتها أو مع زوجها وهو أصعب أنواع الوحدة للمرأة، وخصوصاً لتلك التي كانت تشعر بها وسط عائلتها وأصدقائها. فهي عند زواجها ترى أنها سوف تتخلص من تلك الوحدة وأنها قد وجدت خليلها والمنقذ لها من وحدتها للأبد، ولكنها تفاجئ بما هو عكس ذلك ويزادا لديها الشعور بالوحدة وهو ما قدر يكون الأخطر.

لأن المرأة فى تلك الحالة تحاول الخروج بأى شكل من وحدتها حتى لو عرضت حياتها الزوجية للخطر والأنفصال، وهنا تدخل المرأة فى عزلة عن المجتمع ولا تجد فرصاً أخرى للأندماج به بعد أن فشلت فى محاولة الأحتماء بالجنس الآخر وهو الرجل فى البعد عن تلك الوحدة، فيتولد لديها شعور بعدم الثقة فى اى انسان آخر.

وهناك نوعاً آخر أقل خطورة  من الوحدة عند المرأة وهي التي كانت لا تشعر بالوحدة بين أصدقائها وعائلتها ولكنها شعرت به بعد زواجها نتيجة اختلاف فى الطباع أو أنشغال الرجل الدائم بمشاكل الحياة اليومية والضغوط الأقتصاية... فتجد الرجل يخرج صباحاً ولا يعود حتى آخر الليل ليأكل وينام سريعاً من عناء وتعب اليوم وتجد المرأة نفسها وحيدة طوال اليوم.

وهنا الحقيقة لا أستطيع اللوم على الرجل وحده ولا على المرأة وحدها ولكن الخطأ يقع عليهما فعلى الرجل أن يراعي وجود زوجة فى المنزل تعانى من الوحدة طوال النهار حتى وأن كان لديها أطفال فهي بحاجه إلى خليلها للتحدث معه والأحساس بحنان ودفئ الرجل. وأيضاً على المرأة مراعاة أن الرجل يواجهه مشاكل كثيرة يومياً فى عمله وهو يسعى جاهداً لتوفير متطلباتها ومتطلبات المنزل والأطفال وهو شيئ يجب أن تعينه عليه وأن تخفف من الضغط على زوجها ولو بكلمة طيبة والصبر عليه.

ولكن لو فعلت المرأة ما عليها وصبرت كثيراً ولم يفعل الرجل شيئاً حيال ذلك هنا تكمن الخطورة فى توجه المرأة لأي شيئ  ترى أنه قد يعوضها عن وجود الرجل فى حياتها وعن وحدتها فى الحياة وهو قمة الخطورة والخطأ فى نفس الوقت. وهناك بعض النساء فى حالة وجود أطفال تتجه بكل كيانها لأطفالها لتعويض هذا الشعور بالوحدة، مما قد يجعلها تهمل تماماً فى كل أمور الرجل، مما يزيد فى الفجوة بين الأثنين ويعرض الحياة الزوجية بأكملها للفشل.

و الحل الوحيد والأمثل فى جميع تلك الحالات ومواجهة الوحدة النفسية سواء للرجل أو المرأة هو اولاً اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والأكثار من ممارسة شعائر التدين والتقرب من رب العالمين.

على الرجل والمرأة مراعاة تلك الحالة لدى الطرف الآخر ومحاولة التقرب من بعضكما فهذا لن يكلف احدكما سوى دقائق قد تكون كفيله بحل تلك المشكلة وإنقاذ أسرة من الأنهيار.
 

معلومات الكاتب