قال الإعلامى عماد الدين أديب أن الرئيس القادم أهم من أى رئيس سابق لأنه سيعتلى كرسى الرئاسة بعد ثورتين فى أقل من ثلاث سنوات وبعد أن ارتفع سقف المطالب لدى المصريين وأصبح صبرهم محدودا وسيادة الدولة على المحك فى ظل وجود تنظيم دولى ممول يريد تحويل حياة المصريين الى جحيم، مضيفا أن الدولة المصرية فى مرحلة جديدة لإعادة صياغة علاقاتها مع العالم الخارجى بعد ثورة يونيو وبعد سقوط الاخوان .
وتحدث أديب، فى حلقة خاصة من برنامج بهدووء بعنوان "رئيس مصر المقبل..من يكون ؟؟؟" على "سى بى سى"، عن مواصفات الرئيس المقبل الموضوعية التى يجب توافرها فيه كان أولها هو حسم الانتخابات بأغلبية كبيرة لانها ستسهل عليه التفاعل مع قراراته دون معارضة قوية مما يؤدى الى الاستقرار ، مشيرا الى ان الشعبية التى يحصل عليها يجب ان تكون جارفة ولا يأتى من المجهول وان يكون له مشروعا للتغيير الجذرى ولديه الارادة والقدرة على التنفيذ بقيادة ادارية ناجحة وصفة القيادة هنا صفة هامة .
وكشف أديب عن اهم المواصفات انه يجب ان يكون رئيس لكل المصريين ووصفه بالتحدى الكبير بعد تجربة مريرة للشعب مع الاخوان ومحاباة الاهل والعشيرة واقصاء الآخر وان ينسى افكاره ويسمع الجميع ويكون للجميع مجنبا مصالحه الخاصة مثلما كان فى نظام مبارك ومصالح الشركاء والاصدقاء والابناء و اعادة تزاوج السلطة بالمال، واضاف ان الرئيس المقبل يجب ان ينحاز للشعب فى التوافق والرفض وان يعترف بفشله اذا ما اختاره الشعب ثم رفضه بعد ذلك لسياساته الخاطئة مثلما حدث مع مرسى بعد اصداره الاعلان الدستورى .
وعن توقعاته للمرشحين القادمين، قال اديب انه من البديهى ان يترشح ابو الفتوح وصباحى بنسبة كبيرة لانهما حصلا على أعلى الاصوات بعد شفيق ومرسى وانه من الممكن ان يكون الشيخ احمد الطيب مرشحا آخر لفترة واحد ولو لم يفكر فى الامر لكنه اسما مطروحا داخل غرف صناعة القرار فى مصر من ناحية المنطق ذلك لانه كان خلال السنوات السابقة لعب دورا هاما توفيقيا ووسطيا بعد الثورة والى الآن خاصة فى مواجهة التطرف .
وأضاف أن الرئيس عدلى منصور قد يكون من المرشحين لما لثبته من كفاءة وحكمة فى ادارة الامور ونال احترام كافة مؤسسات الدولة والمواطنين، وهذا من الممكن أن يكون مفيدا لو ترشح لفترة انتقالية ولمدة واحدة لكى يتم بناء المؤسسات خلالها وتهيئتها للمرحلة ما بعد الانتقالية .
كما كشف اديب عما اسماه بالمرشح المفاجأة، وقال انه موجود فى كل انتخابات دول العالم وقد يكون انقاذيا لمصر فى تلك المرحلة كشاب جامعى او شيخ درس فى الغرب ومشهود له بالنزاهة وله القدرة على مخاطبة الجماهير ومتعاون مع جهة ما فى الدولة تقوم بترشيحه للرئاسة لثقتها فيه من اجل تهيئة البلاد للمرحلة المقبلة ولديه قبولا فى الخارج خاصة فى الغرب، مشيرا ان هذا المرشح قد يكون السيد عمرو موسى لكنه لم يؤكد ذلك .
أما الفريق اول عبد الفتاح السيسى فقد اطلق عليه أديب المرشح الساحق المفضل للملايين ويعكس مزاج غالبية الشعب المصرى، وقال أن هناك اغلبية ساحقة ماحقة ورغبة شديدة لوجوده فى قصر الرئاسة، واصفا اياه بانه بطل هذه المرحلة وانه اكثر الشخصيات شعبية فى مصر منذ عهد ناصر .
واستند اديب الى خروج الملايين فى 30 يونيو الى الشوارع بعد دعوة الفريق السيسى لهم بالنزول الى الشارع والتى كانت اكبر تظاهرة بشرية فى التاريخ المعاصر ، مضيفاً أن زيادة التطلعات ونفاذ صبر المصريين والحالة الامنية الحالية قد يضعه فى موقف حرج واختبار صعب قد يجعل شعبيته على المحك او تدخله فى صدام لذلك فان عناصر هامة تحكم قراره للترشح الى الرئاسة اولها استمرار تلك الشعبية الجارفة الى توقيت انتخابات الرئاسة وعدم حدوث ما يعكر الصفو بينه وبين الشعب وكذلك ترشيح تيار منظم له يسانده ويطالبه بالترشح، متابعا أن الغطاء الدولى والاقليمى مهما لدعمه فى حال فوزه بالرئاسة وكذلك من الاهمية الانتظار الى ان تنتهى الانتخابات البرلمانية المقبلة اذ ان البعض قد يرى ضعف تيار الاسلام السياسى فى الشارع لكن الصندوق الانتخابى مسألة اخرى .
وقال اديب ان الرجل لديه مشروعا طموحا للمؤسسة العسكرة لتطويرها وتحديثها وتحسين قدرتها القتالية وهذا هو حلمه الذى يسعى الي تحقيقه منذ التحاقه بالقوات المسلحة فى 77 19 ويريد الاطمئنان على مستقبلها ووضعيتها اذا ما غادر الى قصر الرئاسة .
واستكمل اديب ان الفريق عبد الفتاح السيسى رجل مسيس بقوة ولديه رؤية للهموم الاقتصادية والاجتماعية فى مصر واثبت كفاءة ادارية بالقوات المسلحة ويرى عيوب هيكلة مؤسسات الدولة.
واختتم اديب انه يتوقع بما لا يدع مجالا للشك ترشح مرشحا للتيار الاسلامى فى الانتخابات المقبلة قد يكون ابو الفتوح ليعبر عن تياره مستخدما منصة الانتخابات لانتقاد ثورة يونيو والهجوم عليها فضلا عن مجموعة من المغامرين ممن ليس لديهم امل فى الفوز كما راينا فى الانتخابات الرئاسية السابقة .