سرطان الفقر ..... يصيب المجتمع ويهدده بالقتل

سرطان الفقر ..... يصيب المجتمع ويهدده بالقتل سرطان الفقر ..... يصيب المجتمع ويهدده بالقتل

بقلم : ياسمين وهبه

رأيتُ مئات البيوت.. والأسر الفقيرة.. المتعفّفة من الأيتام والأرامل والمطلّقات.. ولا (حِس ولا خَبر).. حتّى عند أقرب الأقربين.. فهل ماتت عواطفنا، واجتماعياتنا.
من ظلم الإنسان لمجتمعه، ووطنه أن يخرج حقوق الفقراء خارج محيط وأسوار بلاده.. أفلا تنظر إلى الداخل أولاً.
نعم.. الفقر والفقراء تكاثروا، وتفاقمت أعدادهم بشكل مخيف.
ولكنْ لو أن كل مواطن في دولته.. التفت إلى الفقراء داخل موطنه، وتكفّل بأسرة فقيرة واحدة.. لقتلنا الفقر، وأزحنا ستار نسبة كبيرة من أعداد الفقر التي على (اللائحة) غير الواضحة أبدًا بالذات لدينا (هنا).
بهذه الطريقة (سنستطيع) مكافحة الفقر.. ولو أن كل فرد، وكل رب أسرة وزوجة.. نظروا إلى الجوار لوجدوا (الحافي). وما كان أعظم من الفقراء.. ولو أن كل شيخ قبيلة.. تفضّل، وتكرّم، وتلطّف، وقام بعمل إحصائية لجماعته من الفقراء، واستوصى وأوصى أفراد قبيلته بتكفّل أسرة واحدة، أو اثنتين منهم.. لوأدنا الفقر.. وفقأنا عينه إلاَّ أنه وللأسف الشديد.. (كل واحد في سوقه)، وكل واحد (يقول) نفسي، ومن بعدي (في ستين داهية)! (صح) لا تقولوا لا.. لأن الفقر أصبح وحشًا كاسرًا.. تنامى كالغول، والمارد.. ولم يجد (مردة) من الإنس من ذوي (الكنوز) لتذبحه في (طنجرته)، أو ما سُمّيت بـ(فانوسه).
ولكننا لا نحب، ولا نريد ذلك، ونتغاضى في (بلادة) (قاهرة) كل تلك الطرائق التي تريق دم الفقر، ولا نريد هزيمته.. حتّى لا تقل الفلوس والأرصدة، ونسينا بأن (الأقربون أولى بالمعروف)، (وبالشفعة) على قول (المكاكوة) أهل مكة.
ثم تأتينا حالات كوارث العالم.. فنشغل أموالنا وأنفسنا (في سبيلهم) نعم أولئك محتاجون.. وربما مسلمون مثلنا ولكن.. ثم لكنْ.. هناك (ملايين) أصحابها يعشقون (التطبيل)، و(المجاهرة) بالصدقة، وتأتيهم من شتّى بقاع الأرض.. ونحن معهم. أما أن ننسى في خضم (تلك) (الدفوف) وقرعها فقراءنا داخل بلادنا.. فهذا ما ليس بالمنطق الصحيح.. (صح) يا جماعة لماذا لا يقوم كل واحد بالتفتيش في أقاربه، وجيرانه، عن الفقراء المتعففين، ليساندهم بعد الله من ذل السؤال والفقر. لقد.. رأيت بأم عيني (التي سيأكلها الدود).. مئات البيوت والأسر الفقيرة المتعففة من الأيتام والأرامل والمطلّقات.. ولا (حِس ولا خَبر).. حتّى عند أقرب الأقربين، ولا حتى عند أطرف (الجيران).. فهل ماتت عواطفنا، واجتماعياتنا، ومظاهر التكافل عندنا؟ أعتقد ذلك.
وحينما تتكرّمون وتتعطفون وتفعلون ما أقول.. أبلغوني.. حتّى (أفرح).. كل يوم (فرحًا) جديدًا والان هيا بنا ندخل في صمام الموضوع ونفتح لنتعرف علي تفاصيل اكثر عن هذه الظاهرة التي تمس جانبا كبيرا في حياتنا حيث أن :

السبب الأول للأمراض النفسية التي تعتبر أكبر المشاكل الصحية انتشاراً في العالم في القرن الواحد والعشرين هو الفقر. وقد توثقت هذه العلاقة الطردية بين الفقر والمرض النفسي
يُعرّف الفقر بعدم القدرة على تحقيق الحد الأدنى من مستوى المعيشة، ويُنظر إليه على أنه حالة يعجز فيها الإنسان بسبب مجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية عن تلبية حاجاته المادية والمعنوية في ظل نظام اجتماعي وثقافي محدد، فالفقر هو الوجه الآخر لصور التمايز الاجتماعي واللامساواة وانعدام العدالة.
وقبل الحديث عن الفقر وآثاره على المجتمع، يجدر بنا أن نشير إلى أمور ثلاثة غاية في الأهمية، أولهما: أن العدالة الاجتماعية فريضة فرضها ديننا وشرع ما يضمن تحقيقها بنظام اقتصادي فرض الزكاة وحث على الصدقة ونظّم إدارة المال في المجتمع لينتفع به الأغنياء والفقراء على حد سواء، وفي التنزيل العزيز ما يؤكد أن بقاء المال دولة بين الأغنياء، واستئثارهم به دون الفقراء، مؤذن بالعقاب الشديد: "ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم".
وثانيهما: أن ذم الفقر ومحاربته لا يعني ذم من يتصفون به من الفقراء.
وثالثهما: أن من الفقراء من استطاعوا أن يتحدوا صعوبات كثيرة بثقتهم بربهم وإيجابيتهم ودأبهم في الحياة بعزيمة وإرادة، إلى أن أنعم الله عليهم جزاء وفاقاً لسعيهم، بخلاف آخرين رضخوا لظروف الفقر وداروا في دائرته ولم يكسروا طوقه.


انتشار الفقر

تضم دائرة الفقر بلـيون فرد في العالم بعد استبعاد الصين والهند والتي يقل فيها دخل الفرد عن 600 دولار سنوياً، ومنهم 630 ملـيون في فقر شـديـد (حيث متوسط دخل الفرد يقل عن 275 دولار سنوياً )، وإذا أتسعت الدائرة وفقا لمعايير التنمية البشرية لشملت 2 بليون فرد من حجم السكان في العالم البالغ حوالي 6 بليون فرد، منهم بليون فرد غير قادرين على القراءة أو الكتابة، 1.5 بليون لا يحصلون علي مياه شرب نقية، وهناك طفل من كل ثلاثة يعاني من سوء التغذية، وهناك بليون فرد يعانون الجوع، وحوالي 13 مليون طفل في العالم يموتون سنوياً قبل اليوم الخامس من ميلادهم لسوء الرعاية أو سوء التغذية أو ضعف الحالة الصحية للطفل أو الأم نتيجة الفقر أو المرض.


أسباب الفقر

السياسي عوامل بمفردها تميز الدول الفقيرة عن الغنية فتعتبر الحكومات في عديد من الدول الفقيرة جزء من المشكلة وليس جزء من الحل لمتطلبات التنمية نظراً لمركزية الإدارة واتخاذ القرار خلال العقدين الماضيين عانت الدول الفقيرة بلا استثناء من الكساد الاقتصادي مع نمو مطرد في حجم الدين العام، وانخفاض المواد الخام المصدرة نتيجة تحديات الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية المفروضة من ِقبل وكالات التنمية العالمية فتدهور معدل النمو الاقتصادي كثيراً في معظم الدول الفقيرة، وغياب القياس الكمي لمستوي وشدة وعمق الفقر لغياب نظم المعلومات وما تقترن به من مسوح ميدانية علي أسس علمية عامل بالغ الأهمية، في فشل سياسات مكافحة الفقر.


استراتيجية الحد من الفقر في المدى القصير

تعتبر استراتيجية مكافحة الفقر في المدى القصير معتمدة على المساعدات والدعم واساليب التنمية للمشاريع الصغيرة من خلال هعمل جمعيات مدنية تنموية تعمل على التدريب وتنمية الخبرات المهنية وتعبئة المجتمع لمبادرات تنشيط للعمل والمشروعات الصغيرة وبث روح المنافسة والاننتاجية والمسؤولية لدى الفئات الفقيرة.كما يعتبر استمرار الدعم للطبقات الفقيرة ضرورة في الحاضر والمستقبل القريب، إذ يؤدى إلغائه إلى أعباء اقتصادية واجتماعية فادحة، ولكن يجب تطوير اليات الدعم بدعم مبادرات المشروعات الصغيرة والاعتماد على الذات حتى لا يكون الفقر مواكب لقلة النشاط والتواكل، والتكاثر غير النوعي والحضاري للبشر، لا يجب حالياً استبدال دعم الأسعار ببديل نقدي لأن الفئة الوحيدة المتاح معرفة دخولها بدرجة معقولة من الدقة هي فئة المشتغلين بالحكومة، أما الفئات الأخر

معلومات الكاتب