سيد عبد الغني يكتب: المصري اتغير ليه ؟

سيد عبد الغني يكتب: المصري اتغير ليه ؟ سيد عبد الغني يكتب: المصري اتغير ليه ؟

كان المصري زمان متسامحاً فأصبح عنيفاًً علي أقرب الناس إليه وحتى علي نفسه .. بل ووالديه كان يحترم حق الجار والشارع فأصبحت شوارعه وعلاقته بالآخرين مثالا للفوضي والعنف والكراهية  والعشوائية !! .
كان المصري إبن نكته فأصبح دائم العبوس ..كان أبن بلد يساعد الضعيف ويسرع لنجده الملهوف فأصبحت اللامبالاة أحب الصفات إلي نفسه.
فماذا حدث ولماذا اتغير المصري؟ من أين جاء بكل هذه السلبيات ؟ وكيف راحت عليه كل ايجابياته الجميلة ؟.
الشخصية المصرية تعرضت لهجوم حاد من عدة قوي هادمة بعضها خارجي قادم من الفضائيات وآخر بفعل الإعلام المحلي والفن الهابط وكذلك خطاب ديني سلبي في بعض الاحيان يشغل الناس عن المعاملات الطيبة وعن دفعهم للتقدم وإعمار الأرض بخطاب يحض علي التطرف أو اليأس .. صاحب ذلك تقلص الدور الاجتماعي للدولة وهو دور مهم وأساسي في دول العالم كله حتي في أكثرها ليبرالية ورأسمالية كتوفير الحد الأدني للحياة الكريمة لكل مواطن يعيش علي أرضها من سكن وتأمين صحي ودخل مناسب ولم يتحول مفهوم الدولة عندها الي مجرد سلطة تحصل فقط الضرائب .. ولا تحقق له العدالة الإجتماعية .
والباحث في سلوكيات المصري يجد أن  رب الأسرة في كل بيت مصري هو السبب الرئيسي في إحداث  هذا الإنفلات الأخلاقي المشوة .. فلم يعد هناك " تربية " في بيوتنا النابعة من أصول ريفية .. فألاب لم يعد جدير بأن يكون رب أسرة و"الأم " لم يتم إعدادها لتكون مَدرسة !!  فكيف يكون الأبناء اذن؟؟؟ .

كل ذلك دفع الشخصية المصرية لإستشعار الخوف ..وعدم الأمان الداخلي وهو ما أحدث بها بعض الشروخ والتشوهات التي تظهر نتائجها في سلوكيات ما بعد الثورات  أدت لهذه الفوضى  التي تراها وأحدثت هذا الإرتباك الإجتماعي .
وهناك مجموعة من السلوكيات السلبية التي طرأت مؤخراًً علي المجتمع المصري خاصة إذا قارناها بمثيلاتها منذ سنوات منها ظهور الأنانية  والتنصل من المسئولية والعنف الشديد في المواقف المختلفة سواء كان لفظياً أو بدنياً  والمعادة لكل ما هو مصري  وكما نري يوميا ( المصري يقاتل المصري )   في المظاهرات والمسيرات والاقتحامات  ..ظهرت  سلوكيات أخري سلبية  منها فقدان الشهامة ونصرة الآخر ورفض الوقوف بجانب المظلوم وعدم التسامح مع الآخرين وإحترام الكبير وينعكس ذلك بوجود الآف من الأمثلة بدأ من عدم احترام  اشارات المرور والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة وحرقها و انتهاءاً بالفوضي  المتعمدة التي انتشرت في شوارع المدن
( كل واحد عاوز يعمل حاجة )   أي حاجة .. بيعملها وخطورة هذه السلوكيات السلبية أن تأثيرها يظهر مباشرة علي الاقتصاد والعلاقات الاجتماعية في الحياة اليومية للمواطن ما يشعرنا بالتغير والتشوية الذي حدث للشخصية المصرية .

معلومات الكاتب