قالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، إن اتجاه مصر وروسيا نحو إعادة تحالفهما السابق من جديد هو خطوة من شأنها التعبير عن غضب مصر تجاه قطع المعونة الأمريكية.
تابعت: كما أنها من الممكن أن تساعد أوباما في إقناع الكونجرس بإعادة المعونة، لأن أمريكا بذلك ستخسر حليفا جديدا بعدما خسرت العراق، وبذلك فإن المملكة العربية السعودية استطاعت أن تعطي لأمريكا "كتفا باردا" يخرجها خارج المنطقة.
ولفتت الصحيفة لزيارة الوفد المصري إلى روسيا، ورأت أن موعد الزيارة يستحيل أن يكون بمحض الصدفة، إذ ذهب الوفد الشعبي المصري لموسكو بعد بضعة أيام من إعلان أمريكا تعليق 250 مليون دولار من مساعداتها العسكرية لمصر، وفور عودة الوفد ذكرت بعض وسائل الإعلام أن مصر تنوي شراء طائرات من طراز ميج 29 وغيرها من المعدات العسكرية الروسية، كما ذكرت بعض التقارير أن السعودية تمول الجزء الأكبر من الصفقة بقيمة 15 مليار دولار.
ولفتت الصحيفة لزيارة وفد مصري مخابراتي رفيع المستوي إلى موسكو، والذي تظن أنه هناك لإتمام الصفقة ثم ذكرت وسائل الإعلام بعدها بيوم أن رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية وصل إلى مصر، كما أشارت أنباء عن وجود تخطيط لعقد اجتماع بين الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربى والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت هاآرتس إنه على أسوأ حال حتي وإن لم تنجح هذه المفاوضات فإن من شأنها إجبار أمريكا على التراجع عن موقفها تجاه مصر أو عند نجاحها فإنها تعطي لروسيا موطئ قدم استراتيجية داخل مصر، كما أن هذه الخطوة هو فتح باب جديد لموسكو كما أغلق منذ عهد الرئيس محمد أنور السادات كما أن روسيا تسعي لإقامة قاعدة بحرية عسكرية بالبحر المتوسط لأن قاعدتها بسوريا ربما تنتهي إذا سقط نظام الأسد.
ولفتت الصحيفة إلى أن مصر تعلم أن الإحلال الروسي محل الأمريكي لن يجدى حيث إن المساعدات الروسية لن تغني عن مساعدات أمريكا الاقتصادية، كما أن مصر ستسغرق أعوامًا لتستطيع التعامل بسهولة مع نوعية السلاح الروسي والذي يختلف عن الأمريكي.