من إيفيهات وردت فى أفلام موسم العيد إلى مصطلحات لفظية جديدة فى قاموس التحرش الجنسى.. هذا ما جنته ثلاثة أفلام تعرض حاليا فى دور العرض السينمائى وهى «عش البلبل» و«القشاش» و«8%»، التى تعرضت لهجوم شديد منذ بدء عرضها بسبب مستواها الهابط واعتمادها على مشاهد خادشة للحياء
«ما تيجى.. لأ مش هاروح»، «أحلى حاجة فى الدنيا الصحبة الجميلة»، «عبيللو واديللو»، «فى محشى.. أغرف لك»، «نفسنا بقى نروح البيت.. ونغير زيت».. هذه هى بعض الإيفيهات التى عرضت بكثافة عبر الدعاية التليفزيونية ومنها انتقلت إلى الشارع لتكون وسيلة جديدة للتحرش.
«فى حالة هياج شديد».. هكذا وصفت هالة مصطفى أحد مؤسسى مبادرة «شفت تحرش»، شكل الشباب الصغير بعد الخروج من دور العرض ومشاهدة أفلام العيد التى ترى أن بها قدرا كبيرا من الإسفاف أثر ليس فقط على زيادة نسب التحرش فى الشارع بل أيضاً فى شكل التحرش الذى أصبح تجسيدا لما يشاهده الشباب فى تلك الأفلام سواء على مستوى الإيفيهات أو الحركات، حيث رصدت حركة «شفت تحرش» أن الاقتباس لم يتوقف على الألفاظ بل امتد إلى الحركات المخلة التى يقوم بها أبطال الأفلام والتى يجسدها الشباب بشكل سافر من خلال رقصات مخلة يقومون بها والتى ينقلها الشباب بحذافيرها، وهى الظاهرة التى يراها الدكتور نائل السودة، أستاذ علم الاجتماع، طبيعية ومنطقية لأن الأولاد فى سن الثانوى والإعدادى يقلدون الممثلين سواء من خلال حركاتهم أو ألفاظهم وهو ما رصده جهاز مكافحة التدخين عندما رأى أن ظهور نجم مثل أحمد السقا وهو يدخن فى الأفلام كان لديه تأثير كبير فى انتشار التدخين، لذا طالبه الجهاز بعدم التدخين فى الأفلام لتأثيره على فئة ليست قليلة من الشباب.. الأمر نفسه يمكن قياسه على التحرش، مؤكدا أنه لا بد من تخفيف الإسفاف المقدم فى تلك الأفلام.
الأمر نفسه يؤكده الدكتور عبدالرؤوف الضبع، أستاذ علم الاجتماع، حيث إن الأطفال فى هذه السن يجسدون ما يشاهدونه وأن تأثير السينما وما يقدم بها بصفة عامة على التنشئة الاجتماعية خطير جدا خاصة فى مرحلة المراهقة فالسينما تؤثر بشكل كبير فى سلوك ولغة المجتمع وفى ثقافته أيضاً.
المصدر: الوطن