السوق السياحى.. «فين أيام البيع والشرا»

السوق السياحى.. «فين أيام البيع والشرا» السوق السياحى.. «فين أيام البيع والشرا»
«متولى»: «زمان مكانش عندى وقت أعمل حديث صحفى أو أشرب كوباية قهوة حتى من كترة الشغل»

كتب : سماح عبدالعاطى وأحمد منعم تصوير : محمود الدبيس السبت 19-10-2013 08:37

وسط صخب السياح، ورنين الحلى فى أيدى الزبائن، ينتقل الباعة داخل بازار حسين متولى بلسانهم بين اللغات، متفاوضين حول الأسعار هذا بحفنة دولارات وذاك بحفنتين.. غفل «حسين متولى»، صاحب البازار، عن كوب القهوة حتى برد؛ اليوم وبعدما تداعت السوق السياحى لا يبرد لـ«حسين» كوب قهوة واحد، فلا زبائن تجادله ولا عمال يوردون له إيراد البازار.. صار لديه متسع من الوقت، كى يتحدث لـ«الوطن» فيمن التقيناهم داخل السوق السياحى بالأقصر. السوق التى تداعت بشدة، بحسب العاملين بها فى الأعوام الأخيرة مع تراجع السياحة فى عموم ، وفى الأقصر على وجه الخصوص. يتمنى حسين متولى، صاحب أحد بازارات السوق السياحى بالأقصر، لو أنه يبيع كل البضاعة التى لديه ولو بثمن بخس كى يستطيع الوفاء بالتزاماته من أموال الضرائب والكهرباء والتى تتزايد بين الحين والآخر دون أن تقابلها زيادة مماثلة فى البضاعة المباعة، «والله بقالنا أكتر من 9 شهور مش بندفع ثمن الكهرباء بسبب قلة الدخل، دلوقتى كل محل كان شغال فيه تلاتة وأربعة صاحب المحل صرفهم وبحثوا عن أشغال فى أماكن تانية وبقى صاحب المحل، وفيه أصحاب محلات قفلوا محلاتهم حتى مش قادرين يبيعوها لأن الكل اتضر محدش معاه فلوس يشترى، ومحدش عارف إمتى الدنيا هترجع زى الأول».

إبراهيم أبوالسعود، الشاب الثلاثينى، يعمل بالسوق السياحى منذ نعومة أظافره. يقول: «لما حصلت مذبحة 1997 فى معبد الدير البحرى الشارع السياحى متأثرش وفضل السياح يزوروا الأقصر ويعملوا «شوبنج» فى السوق السياحى».

يذكر إبراهيم أبوالسعود، وهو شاب كان يعمل فى السوق السياحى وقتما كانت السياحة منتعشة «كان فى اليوم الواحد ممكن يشرب علبتين سجاير مارلبورو، وكان عايش مرتاح فى بيته.. يرى أبوالسعود، صاحب أحد بازارات السوق السياحى بالأقصر، أن محافظته تحتاج إلى « شامل لا يعتمد فقط على السياحة حتى لا نتأثر بتراجع السياحة، والحمد لله لدينا فى الأقصر زراعات واسعة، ومواد خام كافية لقيام الصناعات، وجبال من الأسمنت تكفى لخفض سعر طن الأسمنت الذى وصل سعره لأكثر من 600 جنيه».

الطيب أبوالحمد، الأقصرى الذى تجاوز عامه الخمسين، يقول إن «هناك شباب لما فقد شغله انصرف إلى طريق المخدرات، لما نقابة العاملين فى البازارات، والغرفة السياحية كذلك لم تقدم لنا أى شىء رغم أننا سمعنا أن الاتحاد الأوروبى رصد مبلغاً كبيراً للمتضررين من العاملين فى قطاع السياحة فى الأقصر، ولم نرَ منها مليماً واحداً». اختلف حال يوسف إبراهيم، أحد أصحاب البازارات بالسوق السياحى، عن حاله فيما سبق. كان قبل تضرر السياحة لا ينزل إلى بازاره فى السوق السياحى إلا مهندماً، لكن السوق خلت من السياح ولم يعد، بحسب كلامه، للهندام لزوم، «مكناش زمان ملاحقين على الزباين السياح وغير السياح وكان الشغل فى أغلب ساعات النهار والليل. كان من الساعة 9 الصبح للساعة 12 الصبح وبعدين السوق تهدأ شوية وترجع تانى أكتر من الأول على العصر لحد بالليل متخفش الرجل ولا لحظة واحدة».

«هو فيه سائح ممكن يشوف مدرعة وينزل»، هذا هو سبب إحجام السياح عن زيارة الأقصر بنفس الأعداد السابقة، بحسب يوسف الذى أضاف: «من يوم 25 يناير وأحوالنا فى النازل ولا همنا بأمانة الجيش يمسك البلد مؤقتاً، ولا الإسلاميين يحكموا البلد ولا غيرهم، كان المهم إن اللى يمسك البلد يقدر يمشيها ويرجع السياحة، لكن الأوضاع بقت فى النازل بمعنى الكلمة والأسعار بقت فى الطالع.. والمشاكل بين الناس والخناقات زادت فى الأقصر وفى السوق السياحى بالذات.. لأن زمان البياعين وأصحاب المحلات مكانش عندهم وقت أصلاً للخناقات والمشاكسات.. فى الفترة الأخيرة حصلت أكتر من حالة طلاق بين أزواج فى المنطقة اللى أنا ساكن فيها، لأن المشكلات الاقتصادية أثرت على العلاقات الأسرية بين الراجل وزوجته».

أخبار متعلقة

«الوطن» ترصد مأساة «عاصمة العالم القديم»: معابد مهجورة.. فنادق خاوية.. وأحوال ناس «تصعب ع الكافر»

سائقو الحناطير: «لما نلاقى ناكل.. نبقى نأكَّل الخيول»

«هولندية» تنقذ الخيول من الموت بـ«قليل من الطعام»

فى المعابد.. مرشدون بلا سياحة

الفنادق والبواخر العائمة.. قليل من الزبائن كثير من المديونيات

المراكبية: «بناكل ونشرب بس اللى جاى مش مكفى اللى رايح»

المقاهى والمطاعم «مفتوحة على الفاضى»

DMC