أخبار عاجلة

«تصفع» مجلس الأمن وترفض عضويته

السعودية «تصفع» مجلس الأمن وترفض عضويته «تصفع» مجلس الأمن وترفض عضويته
«الخارجية» : مجلس الأمن فشل فى حل النزاعات وإخلاء الشرق الأوسط من الدمار الشامل وترك القضية الفلسطينية دون حل وترك النظام السورى يقتل شعبه

كتب : محمد حسن عامر ووكالات: منذ 4 دقائق

أعلنت «الخارجية» السعودية، أمس، اعتذار المملكة عن قبول عضويتها فى مجلس الأمن عقب انتخابها لشغل مقعد غير دائم فى الهيئة الدولية؛ بسبب «ازدواجية المعايير» فى المجلس وفشله، خصوصاً فى حل القضية الفلسطينية والنزاع السورى وجعل الشرق الأوسط خالياً من أسلحة الدمار الشامل، وفق بيان رسمى صادر عن وزارة الخارجية السعودية.

وذكر البيان أن «آليات العمل وازدواجية المعايير الحالية فى مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسئولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب». واعتبر البيان أن هذا الواقع أدى إلى «استمرار اضطراب الأمن والسلم واتساع رقعة مظالم الشعوب واغتصاب الحقوق وانتشار النزاعات والحروب فى أنحاء العالم». وأشارت «الخارجية خصوصاً إلى «بقاء القضية الفلسطينية دون حل عادل ودائم لخمسة وستين عاماً»، معتبرة أن ذلك نجم عنه «عدة حروب هددت الأمن والسلم العالميين».

كما أشارت إلى «فشل مجلس الأمن فى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل؛ سواء بسبب عدم قدرته على إخضاع البرامج النووية لجميع دول المنطقة دون استثناء للمراقبة والتفتيش الدولى أو الحيلولة دون سعى أى دولة فى المنطقة لامتلاك الأسلحة النووية»، فى إشارة ضمنية إلى إسرائيل وإيران. كما شددت «الخارجية» السعودية على أن «السماح للنظام الحاكم فى سوريا بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيماوى على مرأى ومسمع من العالم أجمع ودون مواجهة أى عقوبات رادعة لدليل ساطع وبرهان دامغ على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسئولياته». وأكد بيان «الخارجية» أن المملكة العربية السعودية «وانطلاقاً من مسئولياتها التاريخية تجاه شعبها وأمتها العربية والإسلامية وتجاه الشعوب المحبة والمتطلعة للسلام والاستقرار فى جميع أنحاء العالم لا يسعها إلا أن تعلن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعلياً وعملياً من أداء واجباته وتحمل مسئولياته فى الحفاظ على الأمن والسلم العالميين».

وكانت السعودية انتخبت للمرة الأولى، أمس الأول، عضواً غير دائم فى مجلس الأمن الدولى، وفازت بالمقعد إلى جانب تشاد وتشيلى وليتوانيا ونيجيريا التى انتخبت أيضاً أعضاء غير دائمين فى مجلس الأمن. جدير بالذكر أن وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل رفض خلال الاجتماع الدورى للجمعية العامة للأمم المتحدة فى نهاية سبتمبر الماضى التحدث من على المنصة احتجاجاً على عدم تحرك المجلس فى الشأن السورى والأراضى الفلسطينية، فى ما اعتبر حينها علامة استياء واضحة من المملكة.

وفى اتصاله مع «الوطن»، قال أحمد آل إبراهيم، الخبير السعودى المختص فى العلاقات السعودية - الأمريكية، إن «هذا القرار السعودى هو بمثابة إشارة واضحة وجديدة على تغير السياسات الخارجية للمملكة العربية السعودية، وهو استمرار لموقف المملكة من قبل حينما أعلنت موقفها الداعم لمصر فى مواجهة الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية التى كانت ترغب فى وضع مخططات تقسيم وإشعال الفتنة بها. وأوضح «آل إبراهيم» أن المملكة أدركت أن دعم الأمم المتحدة والملايين التى تقدمها لها لم تصبّ فى مصلحة قضايا الدول العربية والإسلامية وتسير فى اتجاه مضاد؛ وبالتالى هى تقدم رسالة احتجاج؛ فلا فائدة من هذا الدعم والوجود فى مثل هذه المؤسسة التى تتحرك وفقاً لحسابات بعيدة عن الإنسانية والأخلاق فكان قرار الانسحاب.

وحول تأثير هذا القرار، قال «آل إبراهيم» إن «هذا القرار هو رسالة احتجاج لكن علينا أن ندرك أن الأمم المتحدة تمثل صندوق مدخرات؛ فإذا كانت هناك دول أخرى يمكنها تحمل الدعم الذى كانت تقدمه السعودية فلن تهتم هذه الدول به، لكن فى الواقع فإن المملكة قدمت فى آخر مناسبة أكثر من 100 مليون دولار إضافة إلى دعم قوات الأمم المتحدة فى لبنان ودعم مخيمات اللاجئين السوريين وغيرها».

وأكد «آل إبراهيم» أن قرار المملكة هو قرار سيادى ولن تؤثر الولايات المتحدة الأمريكية فيه، لكن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما هى الآن تحاول حصار المملكة بتبنى سياسة جديدة فى الخليج تقوم على فتح العلاقات مع إيران نتيجة لمواقف المملكة الأخيرة الداعمة للقضايا العربية، وعلى رأسها موقفها من مصر وسوريا. وأشار «آل إبراهيم» إلى أن هذه السياسة الأمريكية ستفشل، قائلاً إن «أوباما أثبت أنه لا يفهم المنطقة العربية جيداً وسياساته ستبوء بالفشل».

على صعيد آخر، أكد الرئيس النيجيرى جودلاك جوناثان، أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعطاء نيجيريا مقعداً غير دائم فى مجلس الأمن الدولى سيساعدها فى الاشتراك بقوة فى المهام الدولية، وخاصة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ووصف «جوناثان»، وفقاً لبيان أصدره، أمس، المتحدث الإعلامى للرئيس «روبين أباتى»، حصول نيجيريا على مقعد غير دائم بـ«التاريخى»، مشيراً إلى أنه سيساعد فى تحقيق الأمن والاستقرار فى القارة الأفريقية من خلال المساهمات التى تقدمها «أبوجا» إلى العديد من الدول الأفريقية.

DMC