أخبار عاجلة

كتاب إسرائيلى جديد عن حرب أكتوبر: «السادات» كان ذكياً وشجاعاً.. حارب وفى ذهنه عملية سياسية متكاملة

كتاب إسرائيلى جديد عن حرب أكتوبر: «السادات» كان ذكياً وشجاعاً.. حارب وفى ذهنه عملية سياسية متكاملة كتاب إسرائيلى جديد عن حرب أكتوبر: «السادات» كان ذكياً وشجاعاً.. حارب وفى ذهنه عملية سياسية متكاملة
«الطريق إلى الحرب» يعرض لاجتماعات «أمريكية - إسرائيلية» و«أمريكية - مصرية» قبل الحرب للتوصل إلى عملية سلام

كتب : أحمد الطاهرى منذ 13 دقيقة

عقدت جامعة جورج واشنطن حلقة نقاشية بمناسبة إصدار الطبعة الإنجليزية من كتاب «الطريق إلى حرب 1973» الذى يأتى بالتزامن مع حلول الذكرى الـ40 لها، وهو من تأليف المؤرخ الإسرائيلى يجيل كيبنز وأعد الطبعة الإنجليزية منه وليام كوانت مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق.

بدأ النقاش بتقديم من جانب «كوانت» أكد خلاله أن الكتاب يحمل معلومات قيمة لحرب تاريخية بمعنى الكلمة ويرصد تفاصيل الأيام والشهور التى سبقت الحرب بشكل موثق ويجرى التركيز على مسئولية صناع السياسة الإسرائيلية آنذاك الذين اكتفوا بالاقتناع بقوتهم وبقوة المساندة الأمريكية لهم.

«كيسنجر» سأل «السادات» بعد الحرب: لماذا فعلت هذه المفاجأة؟.. فأجاب: لكى أسترد كرامتى وكرامة العرب

وأضاف أن البعض يظن أن كيسنجر أعطى ضوءا أخضر للسادات من أجل شن الحرب، وأن المصريين أيضاً يعتقدون ذلك وهو فى حقيقة الأمر ليس دقيقاً إذ إن السادات كان رجلاً شديد الذكاء ولا أحد كان يستطيع معرفة ما يدور فى عقله، تمكن خلال الشهور التى سبقت الحرب من فتح قناتين الأولى مع هنرى كيسنجر وشملت عشرات الاتصالات واللقاءات بين كيسنجر ومستشار الأمن القومى المصرى حافظ إسماعيل، وخلالها كان السادات يمرر مبادرة من أجل التوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل بحلول سبتمبر 1973 بينما كانت القناة الثانية هو أنه كان يستعد للحرب ويقوم بالتنسيق مع السوريين من أجل ما حدث يوم 6 أكتوبر وعندما سأل هنرى كيسنجر، الرئيس السادات فى أول لقاء بينهما عقب حرب 1973، لماذا فعلت هذه المفاجأة؟ فرد السادات قائلاً: لكى أثبت فشل نظرية الأمن الإسرائيلى ولكى أسترد احترامى لنفسى واحترام العرب لأنفسهم.

أما مؤلف الكتاب كيبنز فأكد أن ما قدمه هو محاولة لفهم ما حدث فى حرب أكتوبر 1973 من خلال مجموعة من الوثائق الإسرائيلية والأمريكية للشهور والأيام التى سبقت الحرب، والتى تؤكد أن ما حدث لم يكن فشلا استخباراتيا لإسرائيل، لكنه فشل للقيادة السياسية ولصناع السياسة فى إسرائيل آنذاك وخاصة رئيسة الوزراء جولدا مائير ووزير الدفاع موشى ديان، الذى كان يظن أن العرب يريدون دخول جولة سياسية أخرى ولا يستطيعون الدخول فى جولة عسكرية أخرى.

وأشار فى هذا الصدد إلى تحذيرات ومعلومات تلقتها إسرائيل من قبل أشرف مروان، زوج ابنة الرئيس جمال عبدالناصر، الذى كان يشغل منصب سكرتير السادات للاتصالات الخارجية فى فترة ما قبل الحرب وأسىء تحليلها واستخدامها.

وقال إنه خلال الشهور التى سبقت الحرب كان السادات قد ألقى مبادرة للأمريكان ملخصها أنه يريد علاقة شاملة بين والولايات المتحدة وأن يتوصل لاتفاق مع إسرائيل يستعيد بها سيادة مصر على سيناء، وأن يكون هذا الاتفاق برعاية أمريكية على أن يتم التوصل لهذا الاتفاق بحلول سبتمبر عام 1973 وكان رد جولدا مائير أن أى اتفاق يجب أن يراعى أن الحدود الدولية الجديدة التى فرضها 5 يونيو 1967 ثم جاءت الأسابيع التى سبقت الحرب لتؤكد مائير أن الوقت غير مناسب الآن لكى يتحدثوا فى أى عملية سياسية لأنهم منشغلون بالاستعداد للانتخابات ولم تمض أسابيع حتى تلقت إسرائيل صدمة الهجوم المصرى والسورى فى يوم «كيبور».

ويقع الكتاب فى نحو 400 صفحة تتضمن عرضا شاملا للاجتماعات الأمريكية الإسرائيلية والأمريكية المصرية فى الشهور التى سبقت الحرب لكى يتم كسر حالة الجمود والتوصل لعملية سلام فى الشرق الأوسط.

كما ركز الكتاب على شخصية الرئيس الراحل محمد أنور السادات كما أفرد فصلا كاملا عن دور الدكتور أشرف مروان.

«السادات والتحدى» تحت هذا العنوان تحدث المؤرخ الإسرائيلى عن الرئيس الراحل أنور السادات فى الفصل الأول من كتابه وقال «عندما تولى السادات المسئولية وأصبح رئيسا لمصر عقب وفاة ناصر فى سبتمبر من العام 1970، لا أحد كان يعتقد أنه يستطيع أن يحل محل عبدالناصر».

ويعترف المؤرخ الإسرائيلى «السادات كان مفاجأة تولى المسئولية قبل الحرب بعامين ولم يكن يحظى بالرصيد الكافى شعبيا تمكن من التخلص من خصومه السياسيين وأحكم قبضته على الحكم، وبالتوازى مع ذلك خطط على المدى البعيد بالنسبة لعلاقاته مع كل من أمريكا والاتحاد السوفيتى وإسرائيل والمجتمع الدولى بصفة عامة».

مؤرخ إسرائيلى: «مروان» أمدنا بمحضر اجتماع قادة عسكريين مع «السادات» فى منزله

ويضيف الكاتب «أدرك السادات أن عودة سيناء بأكملها للسيادة المصرية هدف لن يتم إنجازه عبر الآلة العسكرية وحدها وأنه يمكنه رد من ما «غزته» -حسب تعبيره - إسرائيل فى يونيو 1967 عبر التفاوض ومن هنا دخل السادات الحرب وفى ذهنه عملية سياسية متكاملة».

ويضيف فى عام 1972 كانت علاقات السوفيت والمصريين متأزمة وخاصة بعدما قام السادات بطرد الخبراء السوفيت من مصر، وخلال هذه الفترة بدأ الكريملن الروسى فى سحب اهتمامه من مسألة الحرب فى الشرق الأوسط وذلك لسببين؛ أولهما أنه كان على قناعة بأنه إذا خاضت مصر وسوريا مواجهة عسكرية تجاه إسرائيل فالهزيمة ستكون من نصيبهما وهو ما يعنى خسارة جديدة للسلاح الروسى فى مواجهة السلاح الأمريكى، أما السبب الثانى كان المعضلات الاقتصادية التى تواجه الاتحاد السوفيتى، ولم يكن يريد تصدعا جديدا ينال من احترامه فى الشرق الأوسط.

أما فيما يخص التخطيط للحرب والقادة الذين سيقومون بالمهمة مع الجنود ففى 24 أكتوبر من العام نفسه عقد السادات اجتماعا مع قادة القوات المسلحة فى منزله بالجيزة ودخل معهم فى مناقشة مفتوحة وصريحة حول الاستعدادات للحرب وأن الاتحاد السوفيتى أكد أنه سيستمر فى تقديم الدعم السياسى والعسكرى لمصر وعقب هذا الاجتماع قام السادات بتغيير قائد الجيش وتعيين المشير أحمد إسماعيل والفريق سعد الشاذلى رئيسا للأركان.

واهتم يجيل كيبنز فى كتابه بتسليط الضوء فى أكثر من مقطع على الدكتور أشرف مروان صهر الرئيس جمال عبدالناصر وسكرتير الاتصالات الخارجية للرئيس السادات ومبعوثه الشخصى للعديد من العواصم.

وقال «كان مروان يمد إسرائيل بالمعلومات كما أمدها بمحضر اجتماع السادات مع قادة القوات المسلحة فى منزله بالجيزة الذى تم فى 24 أكتوبر عام 1972، لكن كان الكلام المدون فى محضر الاجتماع المرسل من قبل مروان إلى إسرائيل لم يتضمن تفاصيل خطة الحرب، لكنه أعطى فى وقت لاحق من شهر نوفمبر 1972 تقريرا شفهيا إلى المتولى تجنيده حمل قدرا من التفاصيل أهمها أنه ذكر فى تقريره أن مصر تستعد للقيام بعمل عسكرى محدود فى شرق القناة يبدأ بهجوم من قبل الطائرات المصرية مع دعم المدفعية ومهام للكوماندوز باستخدام الطائرات الهليوكوبتر والهدف تكبيد إسرائيل أكبر قدر من الخسائر من جراء هذا العمل العسكرى، وأضاف «مروان» فى تقرير آخر منتصف ديسمبر عام 1972 أن خطة الهجوم ستتم بالتنسيق مع السوريين بهدف تسخين الجبهات وستقوم مصر بالاستيلاء على الأراضى فى سيناء بعد عبور القناة وبالقدر الذى يتناسب مع قدراتها العسكرية من الناحية الواقعية وأن هذه هى رؤية السادات».

وأرسلت هذه المعلومات إلى وحدة التقييمات فى المخابرات العسكرية الإسرائيلية فجاء تقييمها أن احتمالات الحرب ضعيفة.

ويقول المؤلف أن المستجدات المعلوماتية عن الحرب يبدو أن السادات كان يحيط بها عددا قليلا جدا من الأشخاص ولم يكن من بينهم أشرف مروان، فعلى الرغم من موقع مروان داخل القصر الرئاسى إلا أنه لم يكن قريبا بالشكل الكافى من السادات.


>

غلاف الكتاب

DMC