كتب : خالد جمال منذ 47 دقيقة
برر الشاعر الكبير، عبدالرحمن الأبنودى، عدم تقديم المبدعين لحرب أكتوبر أو تمجيدها كما يجب، فى الأعمال الفنية، بأن الكتابة عن أكتوبر أصبحت «شبهة»، بعد أن حولها الرئيس الراحل أنور السادات إلى قضية مشبوهة. وأضاف «الأبنودى» فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «أولا نقدم جميعا الشكر والتقدير لكل من أسهم فى هذه الحرب الجليلة، والتى أرى أنها كانت اختبارا حقيقيا للروح المصرية، التى رفضت الهزيمة كى تسترد ملامحها التى طمس معظمها ظلام النكسة. وثانيا هناك فارق بين أكتوبر النبيل الذى صنعته الناس بدمائها وقتالها وجهدها العظيم، وبين أكتوبر السياسى الذى تدخلت فيه كل ألاعيب السياسة، التى باعدت كثيرا بين مشاعرنا وبين أكتوبر. فلم تكن دماء الشهداء قد جفت على أرض سيناء حين بدأ «السادات» اتصالاته وحواراته وتنفيذ اتفاقاته مع الأطراف الأخرى، التى كانت ترى أنه لا بد من القيام بمعركة حتى تتم المفاوضات، وقبل أن نبدأ فى سن أقلامنا لنمجد أكتوبر العظيم وإنسانه الأعظم، كان «السادات» قد حوله لقضية مشبوهة، انتهت بـ«كامب ديفيد»، التى نعانى حتى الآن من نتائجها على أرض سيناء فى مواجهة الإرهابيين. إذن ما كان يمكن أن نكتب عن أكتوبر حين اتخذ صورته الكاملة، التى خرجت به من ميدان القتال إلى أسواق السمسرة والبيع والشراء، مما جعل الكتاب والمبدعين ينكصون عن خوض تجربة الكتابة «من قلوبهم»، ثم إن بعضنا حين حاول أن يصنع عملا عن أكتوبر تموله الدولة كانت ترى أنه لا بد من أن تشرف عليه وتلونه من وجهة نظرها».
وأضاف «الأبنودى»: «نذكر أن الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة كان قد وقع عليه الاختيار ليكتب عملا كبيرا عن أكتوبر، لكن سرعان ما حال فكره المتقدم وعدم قدرتهم على كبح جماحه والخضوع لرقابتهم من نسف الفكرة من جذورها. والخلاصة أنه كان حريا بالفن أن يكتب هذا العمل العظيم فى تاريخ بلادنا لكن صار أكتوبر «شبهة» لمن يقترب منه، لدرجة أننى حين كتبت صورة غنائية اسمها «أكتوبر أنشودة مصرية» وقدمتها فى أمسية احتفالا بأكتوبر، اعتبر البعض أن هذا نوع من مداهنة السلطة أو الاقتراب منها بالتزلف إلى أكتوبر، مع أن العمل كله كان تمجيدا للجندى المصرى والضابط المصرى اللذين صنعا هذه المعجزة الكبرى فى حياتنا».