أخبار عاجلة

مطران السريان الأرثوذكس في كاليفورنيا: إسرائيل المستفيد الأكبر من تفتيت الجيوش العربية

مطران السريان الأرثوذكس في كاليفورنيا: إسرائيل المستفيد الأكبر من تفتيت الجيوش العربية مطران السريان الأرثوذكس في كاليفورنيا: إسرائيل المستفيد الأكبر من تفتيت الجيوش العربية

رغم كل ما جرى ويجري في ودول الربيع العربي من اضطرابات، مازال المشهد السوري هو الأكثر دموية، حيث تشهد سوريا كل يوم قتل أبرياء وتهجير أسر وهدم وحرق كنائس وخطف رجال دين، وكي نقترب من الصورة أكثر ونتعرف على موقف الكنيسة السريانية (الأرثوذكسية السورية) كان هذا اللقاء مع الأب الخوري، عبد الأحد شارا، نائب مطران غرب الولايات المتحدة الأمريكية للسريان الأرثوذكس، وإلى تفاصيل الحوار..

بداية.. كيف ترى الوضع الراهن في سوريا ووضع المسيحيين خاصة ؟

هناك مخطط لتهجير المسيحيين من المنطقة للسيطرة عليها مثلما فعلوا في العراق، نحن كرجال دين نحارب هذه الفكرة ونشجع المؤمنين ألا يغادروا مناطقهم، لأنها أرضنا تاريخيًا، لكن في ظل هذا العنف والقتل والحرب، الناس يضطرون للهروب ونحن لا نملك إجبارهم على البقاء.

وبرأيك.. من يقف وراء هذا «المخطط» كما وصفته ؟

هذا مخطط ليس من الدول العربية ولا المسلم العادي الذي عاش معنا على مدار سنوات وعشنا معه، هذا مخطط من الإرهابيين الدخلاء المخربين الذين يريدون إفراغ العالم العربي منا. أما المسلم العاقل فيعرف قيمه وضرورة وجود جار مسيحي له ويشعر أن المسيحي مكمل للمجتمعات العربية الإسلامية. الدول العربية والمسلمون يريدون بقاء المسيحيين في الشرق الأوسط، لكن الإرهابيين المخربين يعتقدون أن الإسلام يأمر بقتل المسيحي، وأن النصارى لا دين لهم. الإرهابيون جهلاء لا يعرفون المعنى الحقيقي للدين. الدين الحقيقي يأمر بالحب والخير والسلام، سواء كان إسلامًا أم مسيحية، لذلك نحن نحب جيراننا الذين عشنا معهم قرونًا طويلة، ولا نحب الإرهابيين الذين يريدون تهجيرنا من المنطقة.

كيف تنظر إذن لموقف أمريكا التي كادت تخطو خطوة عسكرية في سوريا ؟

الكنيسة ككل لا تحبذ الحرب والقتل. نحن نصلي من أجل أن تُحل المشاكل بالسلام. هذه ليست مهمتنا، بل مهمة السياسيين. نحن فقط نصلي ونتضرع لله أن يهب الرؤساء والملوك الحكمة كي يجنبونا شر الحروب.

لكن بعض شيوخ الفضائيات أفتوا بأن ضرب أمريكا لسوريا حلال للتخلص من نظام بشار الأسد، فما موقف الكنيسة؟

لا طبعًا، نحن نقول إن الشأن السوري الداخلي يخص السوريين فقط، ولا ينبغي على أي دولة أخرى التدخل فيه. حرام أن تدخل دولة لضرب شعب هو أصلا مضروب على خديه الأيمن والأيسر. حرام طبعًا. أنا كرجل دين وكنيستي أيضاً من الرئاسة العليا لأصغر عضو فيها لا نؤيد الحرب.

والآن بعد الوساطة الروسية.. هل تتوقع خوض أمريكا حربًا ضد سوريا؟

الموضوع ليس موضوع وساطة أو كيماوي. إنما هي مصالح بين الدول العظمي. هذه الدول تقاسمت الشرق الأوسط من أجل مصالحها العليا على حساب المسيحيين والمسلمين البسطاء ممن لا يتمتعون بوعي سياسي كاف. الكل مخدوع، فريق يظن أن أمريكا تدافع عنه، والآخر يتصور أن تقف إلى جانبه.

تحدثت عن الإرهابيين.. لكن ماذا عن المعارضة السورية والجيش السوري الحر؟

نعم هناك معارضة سورية، لكنهم ليسوا ممن يأكلون قلب السوري بعد قتله، العصابات الإرهابية شوهت المعارضة الوطنية المستعدة للحوار مع النظام، والتي ترفض التدخل الأجنبي في الشأن الوطني.

وبنظرك.. من المستفيد من كل ما يجري؟

إسرائيل هي المستفيد الأكبر. تل أبيب الآن في أمان ولا تخشى حربًا من الجيش السوري المنخرط في حرب داخلية. الدول العظمى أوقعتنا في بعض، الآن صار هناك عداء بين سوريا والعراق، وسوريا والأردن، وبين مصر و«حماس». في رأيي أن كل هذا ليس عفويًا وإنما مدروس من الدول العظمى لحماية إسرائيل. أنا لا أثق في أي دوله عظمى تقول إنها تريد مصلحة العرب، فهم من أضعفوا السياسة والاقتصاد العربي، وفتتوا الجيوش العربية. إسرائيل هي المستفيد الوحيد من هذا الخراب. ما حدث ليس بربيع عربي إنما خريف حركته الدول العظمى.

البعض يرى أن مسيحيي سوريا هم شبيحة النظام.. ما تعليقك ؟

نحن نصلي كي يعطي الرب الحكمة للرؤساء، ولا ندعو الله أن يؤيدهم. الفرق كبير بين الاثنين. في الوقت نفسه، يجب أن أعترف أن المسيحيين لم يعانوا من النظام السوري. لم نر أي اعتداء على رجل دين مسيحي أو على الكنائس أو على حريتنا الدينية. كنا نصلي حتى منتصف الليل ثم نعود إلى بيوتنا في أمان. الآن الإرهابيون يخطفون ويقتلون رجال الدين؛ الكنائس خربوها والصلاة منعوها. لهذا يقف المسيحيون الآن مع الدولة السورية ضد الإرهاب.

ألا ترون أنه حان الوقت للتحول الديمقراطي في سوريا أم أنكم تؤيدون استمرار الأسد في الحكم؟

لا يوجد ضمان أن من سيأتي بعد بشار سيكون أفضل منه أو سيكون ديمقراطيا حقاً. الوضع على الأرض في غاية التعقيد والتشويش. بالنسبة لي شخصيًا، أُفضّل بقاء بشار الظالم الديكتاتور عن أن يأتي شخص يقطع رأس ابني أو يشق بطن أخي أو يأكل قلب جاري. لا أقول هذا لأني أحب بشار. يجوز أني لا أحبه لكن سياسته في سوريا أفضل ممن يسمون أنفسهم ثوارًا.

وكيف ترى منعطف ٣٠ يونيو في مصر وتداعياتها؟

عندما خرج الشباب المصري في ٣٠ يونيو لإسقاط الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، شعرت أنه هذا هو الوعي الناضج الذي يجب أن ينتشر في كل أرجاء الأمة العربية. هذا هو الربيع العربي الحقيقي.

SputnikNews